وزير الدفاع الأميركي يقوم بزيارة غير مسبوقة لقاعدة بحرية صينية

طوكيو تطالب بكين بتعويضات.. وبان كي مون «قلق» إزاء التوتر بين البلدين

TT

قام وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أمس بزيارة إلى قاعدة كينغداو (شرق) البحرية الصينية، في أول زيارة من نوعها في وقت تدفع فيه واشنطن في اتجاه حوار أمني مع الصين، القوة الصاعدة في آسيا - المحيط الهادي. ووعدت البحرية الصينية بانيتا الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الصين منذ الأربعاء بتنظيم جولة له على أحدث فرقاطاتها وكذلك غواصة تعمل بالديزل. ويضم مرفأ كينغداو قيادة أركان أسطول الشمال الصيني.

وجاءت هذه الزيارة غير المسبوقة غداة مؤتمر صحافي عقده بانيتا في المدرسة العسكرية للمشاة في بكين أمام عدد من الضباط حيث أكد أن الاستراتيجية العسكرية الجديدة لواشنطن التي وضعت آسيا في مقدمة أولوياتها لا تهدف إلى نسف تطور الصين وإنما «توسيع دورها». وتهدف تصريحات وزير الدفاع الأميركي هذه إلى طمأنة بكين في إطار من التوترات الحادة بين الصين واليابان، حليفة الولايات المتحدة، بسبب النزاع الصيني الياباني على أرخبيل صغير في جنوب بحر الصين. وأعلنت طوكيو، في هذا الصدد أمس، عزمها مطالبة بكين بدفع تعويضات عن الأضرار التي لحقت ببعثاتها الدبلوماسية التي استهدفت خلال المظاهرات الأخيرة المناهضة لليابان في البلاد. وقال سكرتير مجلس الوزراء الياباني أوسامو فوجيمورا: «إننا ننوي طلب تعويضات عن الأضرار التي لحقت ببعثاتنا». وأوضح أن الخسائر والأضرار التي أصابت كيانات في القطاع الخاص (مطاعم ووكالات سيارات وغير ذلك) من اختصاص القانون الصيني.

وكان القرار الذي اتخذته الحكومة اليابانية الأسبوع الماضي بتأميم جزر تطالب الصين بالسيادة عليها في بحر الصين الشرقي قد رفع التوتر بين البلدين وتسبب طيلة أسبوع بمظاهرات مناهضة لليابان تخللتها أعمال عنف أحيانا في عدد من المدن الصينية. ومنذ أسابيع، تنظم في البلدين مظاهرات متشددة بشأن أرخبيل سنكاكو الصغير الذي تطالب به بكين وتطلق عليه اسم دياويو. وتقع هذه الجزر على بعد نحو 200 كلم شرق سواحل تايوان التي تطالب هي الأخرى بالسيادة عليها، وعلى بعد 400 كلم غرب جزيرة أوكيناوا (جنوب اليابان).

وفي حين بدا أن بكين قررت وضع حد لهذه المظاهرات التي تستهدف طوكيو، أعلن سكرتير الحكومة اليابانية من جهته عن مبادرة تصالحية يابانية، مؤكدا أن «رئيس الوزراء يعتزم تعيين موفد خاص في إطار الجهود التي تبذلها حكومتنا لتسوية هذا الملف بهدوء عبر الطرق الدبلوماسية».

لكن رغم هذه المبادرة التصالحية، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الليلة قبل الماضية عن «ازدياد قلقه حيال التوترات المتنامية» بين الصين واليابان ودعا البلدين إلى «حله سلميا». ودعا بان كي مون إلى الاستفادة من الجمعية العامة للأمم المتحدة لخفض التوترات بين بكين وطوكيو بشأن الأرخبيل المتنازع عليه. وقال في مؤتمر صحافي: «بصفتي أمينا عاما للأمم المتحدة، يتعين علي اتخاذ موقف حول هذه الخلافات الحدودية. وإنني أدعو الطرفين بإلحاح إلى حل هذا الخلاف سلميا عبر الحوار». وقال: «ينبغي مواصلة الجهود لتعزيز الثقة المتبادلة وتجنب التوترات» في المنطقة.