آلاف الطلاب السوريين ينتظرون بدء العام الدراسي في لبنان

مدارس خاصة في طرابلس تقرر اعتماد المنهج السوري لتسهيل أمور التلاميذ النازحين

TT

ينتظر آلاف الطلاب السوريين بدء العام الدراسي في لبنان، بالتزامن مع إطلاق المنظمات الدولية المعنية بالتعاون مع المنظمات المحلية الشريكة حملة «العودة إلى المدرسة» في المناطق اللبنانية، حيث يوجد نازحون سوريون، لحثهم على زيادة معدلات التحاق أولادهم بالمدارس.

ويطرح بدء عام دراسي جديد للطلاب السوريين في لبنان إشكالية تتعلق بالاختلاف في مناهج الدراسة بين لبنان وسوريا. وبينما تعمل مفوضية شؤون اللاجئين و«اليونيسيف» ومنظمة «إنقاذ الطفولة» بالتعاون مع وزارة التربية اللبنانية على تسجيل الطلاب في المدارس الرسمية التابعة للحكومة اللبنانية، تستعد مدارس خصوصية في مدينة طرابلس، شمال لبنان، لفتح أبوابها قريبا لاستقبال أبناء اللاجئين السوريين لمواصلة دراستهم مجانا عبر مناهج التعليم السورية على أيدي معلمين سوريين من اللاجئين أنفسهم.

ويقول أحد المعنيين بملف تعليم الطلاب السوريين، لـ«الشرق الأوسط»، إن «من شأن تدريسهم وفق منهج التعليم السوري أن يخلق أزمة نهاية العام الدراسي مع طول أمد الأزمة السورية، إذ لا يمكن للدولة اللبنانية أن تمنحهم شهادات ترفيع إلى صف جديد وكذلك الأمر بالنسبة للنظام السوري»، معتبرا أن «القائمين على هذه المدارس غير الحكومية يراهنون على تغيير مرتقب في سوريا وهو ما لا يمكن البناء عليه».

ويشير المصدر ذاته إلى أن «تدريس المنهج السوري في لبنان يعد غير قانوني، وهو ما يحتاج إلى مراقبة حثيثة من قبل وزارة التربية اللبنانية». ويكشف عن أن حملة «العودة إلى المدرسة» تشمل «تسديد رسوم التسجيل المدرسية وتزويد الأطفال باللوازم الضرورية من كتب وقرطاسية وحقائب بالإضافة إلى الزي الرسمي، وذلك للفئة العمرية بين 6 و14 عاما».

ووفق تقارير إخبارية، فإن التدريس وفق المنهج السوري سيقتصر على مواد العلوم والرياضيات واللغات في فصول، من الساعة الثالثة عصرا حتى السابعة مساء، في أربعة أيام أسبوعيا. وتتبع هذه المدارس، وتعرف باسم مدارس الإيمان، لجمعية التربية الإسلامية التي تملك ست مدارس ومعهدا للفتيات في طرابلس وعكار والضنية، شمال لبنان. وتقول رسمية معصراني مسؤولة الاتصال باللاجئين السوريين في الجمعية: «سنحاول أن يدرسوا وفق المنهج السوري»، معتبرة أنه ليس بمقدورهم السير بالمنهج اللبناني أبدا، وهكذا «نريحهم من الناحية النفسية، لأن التلميذ الشاطر عندما يأتي إلى مدارسنا ولا ينجح تتعب نفسيته كثيرا ويشعر بالإحباط».

ويدرس الطلاب السوريون المناهج باللغة العربية ويتعلمون الإنجليزية كلغة أجنبية، بينما يدرس اللبنانيون المناهج باللغتين العربية والفرنسية أو العربية والإنجليزية. ويوضح غسان حبلص، مدير جمعية التربية الإسلامية، أن «الاستعانة بمعلمين سوريين للتدريس هو الخيار الأنسب نظرا لاختلاف مناهج التعليم بين سوريا ولبنان»، مشيرا إلى أن «هذا المشروع يؤمن التعليم، وينقذ العام الدراسي، ويؤمن فرص عمل لأكثر من 600 عائلة سورية نازحة». ووفق إحصاءات الجمعية، فإن 5500 طالب يتوزعون بين طرابلس وعكار، في ظل وجود أعداد كبيرة وجيدة من المعلمين والمعلمات السوريين.