أوباما لن يلتقي مرسي في الأمم المتحدة

نفي رسمي بعد توقعات حول لقائهما الأسبوع المقبل

TT

نفت مصادر بالبيت الأبيض – بشكل قاطع - وجود اجتماع ثنائي بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس المصري محمد مرسي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل. وفي نفس السياق أكد وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو أمس أنه لن يكون هناك لقاء بين الرئيس الأميركي ونظيره المصري، معللا ذلك بأن الرئيس أوباما سيكتفي بحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ليوم واحد لإلقاء كلمته وسيغادر بعدها من أجل إتمام ارتباطات جدول حملته الانتخابية المزدحم.

كانت الأنباء التي تداولتها وسائل الإعلام المصرية خلال الفترة الماضية قد ركزت على دعوة الرئيس أوباما لمرسي لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثالث والعشرين من سبتمبر (أيلول)، وروجت لاحتمالات أن يقوم الرئيس مرسي بزيارة البيت الأبيض ولقاء الرئيس الأميركي. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية في 22 أغسطس (آب) الماضي إن مرسي سيشارك في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم الأحد 23 سبتمبر، ثم يتوجه إلى واشنطن لإجراء محادثات مع عدد من كبار المسؤولين الأميركيين، وأشار المتحدث باسم الرئاسة المصرية إلى أنه «لم يتأكد بعد» ما إذا كان مرسي سيجتمع بالرئيس الأميركي باراك أوباما.

وفي وقت سابق أشار جوش أرنست نائب المتحدث باسم البيت الأبيض خلال حوار مع الصحافيين على متن طائرة الرئاسة في 22 أغسطس الماضي، أنه لا يملك أي معلومات حول لقاء مرتقب بين أوباما ومرسي في نيويورك. وأكد البيت الأبيض في المؤتمر الصحافي الشهر الماضي حضور الرئيس مرسي إلى واشنطن، لكن جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض كان حذرا في التصريح ما إذا كان أوباما سيلتقي مرسي في واشنطن أم لا، واكتفى بالقول: إن مرسي سيعقد اجتماعات رفيعة المستوى.

وقد ثار الجدل مع إعلان البيت الأبيض أن الرئيس أوباما لن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ونفى وجود طلب إسرائيلي لهذا اللقاء وبرر عدم اجتماع أوباما ونتنياهو باختلاف مواعيد الزعيمين حيث يحضر أوباما إلى نيويورك يوم الاثنين ويغادر الثلاثاء بينما يصل نتنياهو إلى نيويورك في وقت لاحق من الأسبوع.

وثار الجدل بشكل أكثر احتداما وسخونة مع عدم وضوح الأخبار والمعلومات حول لقاء محتمل بين أوباما ومرسي في نيويورك. وأثار ذلك انتقادات كثيرة ضد الرئيس الأميركي فكيف يلتقي الرئيس مرسي وهو عضو في جماعة الإخوان المسلمين ويرفض لقاء نتنياهو. وهاجمت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الناطقة بالعبرية في 29 أغسطس الماضي الأخبار المتداولة حول احتمالات قيام أوباما بعقد اجتماع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري محمد مرسي.

وتوترت العلاقات بين القاهرة وواشنطن على خلفية الاحتجاجات ضد الفيلم المسيء للرسول وقيام المحتجين بتسلق أسوار السفارة الأميركية بالقاهرة وتمزيق العلم الأميركي وتعليق أعلام سوداء تابعة للجماعات الإسلامية المتطرفة. وقد أجرى أوباما اتصالا تليفونيا بمرسي أبدى فيه غضبه من تقاعس قوات الأمن المصرية عن حماية السفارة الأميركية. وأشارت صحيفة «واشنطن بوست» نقلا عن مصادر بالبيت الأبيض أن أوباما كان «حادا» في حديثه مع مرسي، وحذر الرئيس المصري من أن العلاقات ستتدهور إذا لم تقم السلطات المصرية بواجبها وتحمي السفارة والدبلوماسيين الأميركيين. وبعد المكالمة خرج الرئيس المصري في بيان استنكر فيه مقتل السفير الأميركي في ليبيا واستنكر أعمال العنف أمام السفارة الأميركية.

وعلى خلفية هذا التوتر في العلاقات المصرية الأميركية انتقد أعضاء الكونغرس تقاعس الحكومة المصرية عن إدانة أعمال العنف أمام السفارة الأميركية بالقاهرة.