لبنان: جلسة الحوار الوطني تبحث في الملفات الآنية.. بعيدا عن سلاح «حزب الله»

قوى «14 آذار» طالبت بموقف رسمي من حديث الجعفري عن وجود حرس ثوري في لبنان

صورة وزعتها وكالة دلاتي ونهرا للرئيس اللبناني السابق الجميل (يمين) والنائب عن حزب الله محمد رعد في اجتماع الحوار الوطني ببيروت أمس (إ.ب.أ)
TT

للمرة الثانية على التوالي، انحرفت هيئة الحوار الوطني التي انعقدت بالقصر الجمهوري في بعبدا أمس، عن الملف الأساسي الذي أنشئت لبحثه وهو سلاح حزب الله، لتتطرق للمواضيع الآنية وعلى رأسها إعلان قائد الحرس الثوري الإيراني مؤخرا عن وجود عناصر من هذا الحرس في لبنان.

وقد أوكلت مهمة طرح هذا الموضوع لرئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة الذي استفاض وبحسب معلومات «الشرق الأوسط» في الحديث عنه مطالبا وباسم قوى «14 آذار» بموقف رسمي منه وبالتحديد بموقف موحد من أقطاب الحوار، كما أثنى الأقطاب المحسوبون على قوى «14 آذار» على مواقف رئيس الجمهورية الأخيرة في هذا الشأن والتي طالب فيها بتوضيحات إيرانية رسمية. ودائما بحسب المعلومات، فقد عرضت قوى «14 آذار» لملف الانتهاكات السورية للحدود اللبنانية، مشددة على وجوب إيجاد حلول جذرية لها لوقف انتهاك السيادة اللبنانية، داعية للاستفادة من المذكرة التي كانت قد رفعتها هذه القوى مؤخرا لرئيس الجمهورية.

وكما كان متوقعا، عرض رئيس الجمهورية لتصوره الخاص بالاستراتيجية الدفاعية ووزعه على أقطاب الحوار لدراسته ومناقشته في الجلسة المقبلة بعد وضع الملاحظات عليه. وفي هذا السياق، كشفت مصادر رئاسة الجمهورية عن أن هذا الطرح ليس استراتيجية كاملة، بل مجرد منطلق للبحث للتوصل لوضع استراتيجية تمزج بين كل الأوراق المقدمة في وقت سابق. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «التصور الذي تقدم به الرئيس يعتمد وبشكل أساسي على الجيش اللبناني الذي يشكل محور هذه الاستراتيجية ليتم التوافق وبعد النقاشات على كيفية دعم ومساعدة هذا الجيش في الدفاع عن الوطن». وأوضحت المصادر، أن الأقطاب اعتبروا طرح الرئيس عاما ووافقوه على مجمل ما طرحه باستثناء فقرة واحدة ستتم مناقشتها في الجلسة المقبلة. وبحسب البيان الصادر عن المجتمعين، فقد توافق الأقطاب على وجوب البناء على ما كرسته زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر من أجواء استقرار وتضامن بين الشعب اللبناني من أجل ترسيخ نهج دائم من الحوار في مقاربة المسائل الوطنية.

كما اتفقوا على «اعتبار الفيلم والرسومات المسيئة للإسلام عملا استفزازيا مدانا يهدف إلى زرع الفتنة»، وأكدوا دعم الحكومة في موقفها الداعي إلى إصدار تشريع دولي يمنع التعرض للأديان.

وكان سليمان قد استهل الجلسة مشيدا بـ«مدى نجاح زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر من حيث «التنظيم والمضمون»، معتبرا أنها «أعادت تسليط الضوء على موقع لبنان ودوره كرسالة حرية وعيش مشترك». وكرر إدانته لـ«الفيلم المسيء للإسلام»، كما أكد «ضرورة الالتزام بمندرجات إعلان بعبدا وضرورة التشدد في وقف ظاهرة الخطف والسطو»، لافتا إلى ما تم اتخاذه من تدابير فعالة من قبل القوى الأمنية. كما تطرقت الهيئة بشكل مستفيض إلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسبل الفضلى لمعالجتها.

وفي الوقت الذي تغيب فيه عن الجلسة كل من رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان، ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، أعلن رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، أنه تم التوافق خلال الجلسة على تحييد لبنان عما يجري في سوريا ورفض أي اعتداء إسرائيلي على إيران. وقال: «فيما يتعلق بالاستراتيجية الدفاعية، أعطانا الرئيس سليمان ورقة مهمة جدا وقابلة للنقاش وبدأنا نعبر إلى الأمور الأساسية. والكل أبدى ملاحظته، إذ إن الأمر لا يحل الأمر إلا بالحوار البطيء والبناء». وأردف قائلا «نحن مع السؤال المركزي الذي طرحه فخامة الرئيس وهو كيفية الاستفادة من سلاح المقاومة في الدفاع عن لبنان».