«التيار الشعبي» المصري يدشن انطلاقته الأولى اليوم أمام «قصر عابدين»

الناشط خالد تليمة لـ«الشرق الأوسط»: نسعى لمواجهة تصاعد نفوذ «الإسلام السياسي»

TT

يدشن «التيار الشعبي» المصري بزعامة حمدين صباحي، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، اليوم انطلاقته الأولى من أمام «قصر عابدين» وسط القاهرة، كتيار سياسي عام يضع نفسه بديلا للنظام الحاكم، بقيادة جماعة الإخوان المسلمين. ويهدف التيار، الذي يتشكل من خليط من الشخصيات العامة الليبرالية واليسارية من مختلف الأحزاب، إلى الضغط لوضع دستور مدني ديمقراطي يعبر عن التوافق الوطني، والاستعداد لإنشاء تحالف وطني ينافس على الأغلبية في الانتخابات البرلمانية المقبلة.

وقال خالد تليمة، القيادي بائتلاف شباب ثورة 25 يناير، وعضو التيار، إن اختيار ميدان عابدين بدلا من ميدان التحرير، أيقونة ثورة 25 يناير، جاء لسببين؛ الأول هو أن الجهات الأمنية المسؤولة رفضت اشتراكها في تأمين المؤتمر بالتحرير، والسبب الثاني هو دلالة ميدان عابدين التاريخية، والذي قال فيه الزعيم الراحل أحمد عرابي للخديوي توفيق جملته الشهيرة «لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثا أو عقارا فوالله الذي لا إله إلا هو لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم».

وأوضح تليمة لـ«الشرق الأوسط» أن التيار أسس لمواجهة تصاعد نفوذ تيارات الإسلام السياسي، وأن إدارته تقع تحت قيادة الشباب. وقال: «إن مجلس أمناء التيار يقوده سبعة عشر شابا يشاركون في وضع السياسات ويتحركون فعليا بعيدا عن شعارات مشاركة الشباب في الحياة السياسية». وتابع: «هذا التيار يمثلني».

وأكد تليمة أن التيار الشعبي سيخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، وسيدخل في تحالفات مؤمنة بالدولة المدنية والعدالة الاجتماعية، وإن كان لم يتحدد بعد مع أي من التحالفات المدنية الموجودة على الساحة السياسية.

ويسعى عدد من القوى المدنية حاليا لتكوين تحالفات انتخابية في محاولة منها للتصدي لاستحواذ التيارات الإسلامية على البرلمان السابق بغرفتيه، ومنها حزب الدستور الذي أسسه الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية، وتحالف حزب المؤتمر المصري الذي أسسه عمرو موسى، المرشح الرئاسي السابق، والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية.

وكان صباحي الذي حل في المركز الثالث في الانتخابات الرئاسية السابقة قد أعلن عن تدشين «التيار الشعبي» كقطب آخر يواجه تيارات الإسلام السياسي لعمل توازن سياسي في الحياة السياسية في مصر. وقال إنه «سيشمل تيار الوطنية المصرية الجامعة بكل مدارسها الفكرية والسياسية، وتمثل فيه كل طبقات المجتمع والكتلة الاجتماعية القوية للمصريين المتدينين بالفطرة دون تمييز أو شطط سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، المحبين لدينهم دون تمييز، وهي الكتلة الذي ظهرت في ميدان التحرير ولم ينقصها سوى تنظيم سياسي يجمعها».

ويقول صباحي إن «التيار الشعبي لا يهدف إلى العمل بالسياسة فقط، بل سيساهم في حل قضايا اجتماعية، وتبني مشاريع تنموية، وسيسعى لتبني قضايا لتحقيق أحد أهم مطالب الثورة وهي العدالة الاجتماعية، وتحقيق اقتصاد عادل غير تابع لسياسة الولايات المتحدة».

وحول ما إذا كان التيار الشعبي سيتحول إلى كيان منافس لتيارات الإسلام السياسي، قال الناشط عمرو عز، عضو التيار لـ«الشرق الأوسط»: «لا أعتقد أن التيار الشعبي سيقفز فجأة أمام التيارات الإسلامية ليكون منافسا، فالعمل السياسي مفتوح ومستمر والتيار الشعبي سينافس نفسه وبالتالي سيتنافس مع كل التيارات المشاركة في الحياة السياسية»، موضحا أن فكرة تكوين التيار جاءت لتنظيم المجموعات التي كانت مشاركة في الثورة داخل إطار تنظيمي واضح.

ويضم التيار الشعبي عددا كبيرا من السياسيين ذوي التوجه الليبرالي مثل الدكتور عماد جاد، النائب البرلماني السابق، وجورج إسحاق، وبثينة كامل، والدكتورة نيفين مسعد أستاذة العلوم السياسية، والدكتور محمد غنيم، والدكتور محمود حمزة، وكذلك يضم التيار عددا من شباب ثورة 25 يناير مثل عمرو عز، وخالد تليمة، وسالي توما، وزياد العليمي النائب البرلماني السابق، وكذلك يضم عددا كبيرا من الفنانين والمثقفين والإعلاميين مثل عمرو واكد، ومحمود حميدة، وباسم يوسف، وعلاء الأسواني، وإسعاد يونس، وإبراهيم عيسى، والفنانة سميرة أحمد، التي قالت لـ«الشرق الأوسط»: «إن هذا التحالف من أجل الشعب وأنا من الشعب».