الدقباسي لـ «الشرق الأوسط»: مهمة الإبراهيمي تخدم نظام الأسد.. وعليه الاستقالة

رئيس البرلمان العربي أكد رفض الحوار مع إيران بسبب دورها في المنطقة والأزمة السورية

علي سالم الدقباسي
TT

انتقد رئيس البرلمان العربي علي سالم الدقباسي مواقف الدول الغربية التي قال إنها عجزت عن اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار في سوريا، ووقف المذابح الوحشية التي يتعرض لها الشعب السوري. وأكد في حوار مع «الشرق الأوسط» أن «الشعب العربي السوري سينتصر بإرادته وتضحياته التي يقدمها يوميا». ودعا الدقباسي الممثل الخاص للأمين العام للجامعة العربية والأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي للانسحاب فورا من مهمته التي أسندت إليه في سوريا، ووصفها بأنها تطيل أمد الأزمة وتخدم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، كما انتقد الممارسات الإيرانية العدائية وموقفها المساند لنظام بشار الأسد، وكذلك مواقفها ضد دول المنطقة وفي مقدمتها الدول الخليجية، وقال إنه تم رفض الحوار مع إيران بسبب دورها السلبي في الأزمة السورية.

وتحدث الدقباسي بالتفصيل حول منظومة العمل العربي المشترك وتطويرها، وقال إن البرلمان العربي لن يكون مؤسسة لالتقاط الصور التذكارية في الجامعة العربية، وأنه ستكون له مخالب وأنياب تحاسب وتراقب، مشيرا إلى أنه سوف يشارك في مؤتمر للبرلمانات الدولية في كندا يوم 20 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وسيطالب بتجميد عضوية البرلمان السوري التابع لنظام الأسد.. وفي ما يلي نص الحوار:

* ما هي نتائج اجتماعات المكتب السياسي للبرلمان العربي.. وهل تمت مناقشة القضايا الساخنة عربيا؟

- بالتأكيد ناقشنا عددا من القضايا المهمة، بالدرجة الأولى الشأن السوري، وقرر المكتب إصدار بيان يطالب فيه الأخضر الإبراهيمي بالاستقالة الفورية من هذه المهمة لأنها تتعارض ومصالح الشعب السوري، بل هي تخدم النظام وتطيل أمد الأزمة. كما قرر مكتب البرلمان مخاطبة كل الجهات لتقديم الإغاثة للشعب السوري، وعلى وجه الخصوص الحكومة العراقية، حيث نطالبها بتسهيل فتح حدودها مع سوريا لأنها تتعرض لظروف إنسانية صعبة. وأوفد البرلمان العربي الدكتور عادل الجهيني، رئيس اللجنة المالية، إلى الحدود ووجد حالات إنسانية صعبة. كما قرر المكتب السياسي للبرلمان إنشاء وحدة خاصة لمتابعة الصراع العربي الإسرائيلي ومتابعة الكنيست الإسرائيلي والقوانين العنصرية التي تستهدف المواطنين العرب وتعزز الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية المحتلة. وقرر المكتب أيضا البدء في إنشاء البرلمان العربي الدائم والذي سيعمل في ظرف شهرين، وسيكون برلمانا عربيا قويا وليس مؤسسة عربية لالتقاط الصور التذكارية مثل المؤسسات الأخرى التي لا قيمة لوجودها.

* هل يمكن للبرلمان العربي أن يقوم بدور مع الدول التي تساند نظام الأسد لتغيير موقفها؟

- بالفعل البرلمان العربي قام بمخاطبة رئيسي البرلمانين الروسي والصيني لحث حكوماتهما على عدم استخدام الفيتو في مجلس الأمن لتعطيل مصالح الشعب السوري، كما وجهنا خطابات لجميع الاتحادات البرلمانية. وسأتوجه إلى كندا لحضور المؤتمر البرلماني الدولي الذي تشارك فيه جميع برلمانات العالم، لمتابعة مقترح البرلمان العربي بتعليق عضوية ما يسمى بمجلس الشعب السوري الذي هو في الحقيقة مجلس للنظام السوري.

* وماذا عن البرلمان الإيراني؟

- إيران تحمي النظام السوري، وبالتالي الحديث مع الجانب الإيراني غير مجد، ونحن رفضنا حوارا عربيا إيرانيا برلمانيا لاعتقادنا أن الموقف الإيراني كان ضد آدمية وإنسانية الشعب العربي السوري.

* ما تصوركم للحل في سوريا بعد فشل الجهود العربية والدولية وعدم الرغبة في التدخل العسكري؟

- فشل الجهود العربية والدولية في سوريا أدى إلى الإحباط، لكني أعتقد أن تغير المصالح التي تحكم الموقف الدولي في سوريا، قد يؤدي إلى نتائج جيدة. نحن نرفض أن يكون الشعب السوري ورقة سياسية لمصالح دول وأطراف أخرى. وبإعلان الأخ نبيل العربي عن إخفاق المساعي العربية والدولية، يدعوني لكي أجزم بأن الشعب السوري سينتصر بإرادته هو.. ولن تنجح المصالح الدولية.

* إذن الحل سيكون من الداخل؟

- لا، قد يكون من الخارج لأن المصالح قد تتغير، وأعتقد أن الانتخابات الأميركية مؤثرة على الوضع في سوريا.

* تقصد أن الحل سيكون بعد الانتخابات الأميركية؟

- أقصد أن الظروف الدولية تتغير وتتبدل مواقفها، وإصرار الشعب السوري هو الذي يحسم الموقف ويصل إلى الحل.

* هل تعتقد أن عدم وجود بديل للأسد هو الذي يعطل الحل؟

- غير صحيح.. هناك عشرات الكفاءات التي يمكن أن تكون بديلا جيدا، وليس من المنطق أن يباد شعب كي يبقى رئيس الدولة.

* من يعوق الحل في سوريا برأيك؟

- الدعم الروسي والإيراني والصيني هو الذي يعوق حرية الشعب السوري، وهم يعملون على بقاء الأسد من أجل مصالحهم، وأنا أقول إن القضية تجاوزت المصالح، ولم تعد القضية سياسية ولا طائفية وإنما إنسانية، ومن ثم على العالم أن يتعامل مع هذا المنظور خاصة بعد استفحال مسألة اللجوء الضخم إلى دول الجوار.

* كيف ترى لقاء الأسد مع وزير الخارجية الإيراني؟

- كل المسؤولين الإيرانيين بمن فيهم صالحي يتعاملون مع القضية بشكل غير حيادي، ونشهد يوميا مساندة ودعم إيران للنظام السوري. وأقول لوزير خارجية إيران لن يكون الشعب العربي السوري مطية لمصالحكم، وسنتذكر دائما أنكم كنتم معوقين لحمايته ومقيدين لحريته.

* كيف تقيمون أداء لجنة الاتصال العربية المشكلة من مصر وإيران وتركيا والسعودية؟

- الرئيس محمد مرسي والسيد أردوغان ودول مجلس التعاون الخليجي بذلوا جهودا كبيرة، وهم يحاولون تقديم شيء للشعب السوري، وتنسيقهم مرحب به وموقفهم محترم للتأكيد أنه من حق الشعب السوري تقرير مصيره وحريته وإرادته، ومثل هذا العمل سيكتب له النجاح، وقد كانوا أفضل من دول ومنظمات تتحدث عن حقوق الإنسان وتغض النظر عما يحدث من جرائم في سوريا يوميا.

* هل يمكن لمصر أن تقوم بدور بين إيران ودول الخليج لمنع العدائيات التي تقوم بها عبر حوار تكون أسسه واضحة؟

- الدور المصري والتركي إيجابي في سوريا، أما الدور الإيراني فيبعث برسائل لنا بأن الحديث عن أي حوار أو حتى تعاون لا قيمة له في ظل أعمال عدائية رسمية تمارسها، وبالتالي نحن لسنا ضد الحوار أو حتى ضد إيران في امتلاكها للطاقة النووية للاستخدام السلمي.

* إذن.. أنتم ترحبون بالحوار مع إيران لإنهاء العدائيات؟

- لا.. لا.. نحن نرفض الحوار حاليا مع إيران، وقد قمنا بتأجيله بكتاب رسمي لأننا لا يمكن أن نتحاور مع دولة تقوم بأعمال عدائية ضدنا، ونحن كممثلين للأمة العربية عبر البرلمان العربي نعتقد أن الحوار مع إيران في هذه المرحلة لا قيمة له، وهو والعدم سواء.

* ألا تعتقد أن الموقف الخطير في المنطقة يستدعي حوارا عربيا إيرانيا صريحا لمناقشة كل العدائيات التي تقوم بها إيران ضد بعض دول الخليج وتعرض أمنها للمخاطر؟

- نحن لا نتعرض لخطر وإنما لأعمال عدائية إيرانية ضد الأمن القومي العربي، وهي حقيقية وملموسة، وقد عبر عنها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وكانت متمثلة في ضبط شبكة جاسوسية في الكويت، وتدخلات سافرة في البحرين، وكذلك في كثير من المناطق العربية نجد أن إيران تتدخل في الشؤون العربية في سوريا ولبنان والعراق والكويت والبحرين والإمارات واليمن وغيرها من البلدان، وبشكل معلن.. ونحن نأسف لهذا الموقف الإيراني الذي نعتقد أنه أعمال عدائية لا تخدم البعد الجغرافي وحسن الجوار والمشاركة كأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، ومن ثم يجب أن يكون هناك تعاون وليس تهديدا، ونحن مع حق إيران في امتلاك الطاقة النووية ولكن طبقا للقرارات الدولية وبما لا يتعارض مع شروط الأمن والسلامة الدوليين وتحت إشراف مباشر لوكالة الطاقة الدولية، ونطالب بأن ينسحب هذا الأمر على إسرائيل أيضا.

* يتردد أن الدول الغربية تحاول توظيف الخلاف العربي الإيراني وقد تقدم على توجيه ضربة عسكرية تتضرر منها دول الخليج.. كيف ترون ذلك؟

- الدول الغربية موقفها في الشأن العربي السوري مبني على المصالح وبعيد عن الإنسانية، وكل المنظمات الدولية سقطت مصداقيتها أمام الجرائم الوحشية التي تحدث. نعم، الغرب يبحث عن مصالحه، ويمكن أن يدخل في مواجهة مع إيران ولكن نحن نقول بشكل واضح إننا متيقظون، وندعو الأمة العربية كافة إلى أن تكون لديها حيطة وحذر من هذا الأمر، ونعتقد أن ما يتردد حول الغرب وإيران يخدم مصالح الغرب أكثر من الدفاع عن مصالح الخليج.

* كيف ترى المناورات الغربية المشتركة مع بعض دول الخليج العربي؟

- المناورات في الخليج العربي أمر طبيعي، ونحن نحث دول مجلس التعاون للاستعانة بكل الأصدقاء والأشقاء في العالم للمحافظة على أمننا وسيادتنا وعلى مصالحنا الاستراتيجية، ونعتقد أننا لسنا طرفا، ولن نقبل بأن تكون الكويت تحديدا قاعدة انطلاق لضرب إيران.

* البعض يطالب بعقد قمة عربية تبحث في موضوع واحد هو الأمن القومي العربي وتأمين المنطقة من المخاطر..

- أنا مع كل عمل وتحرك يحقق التضامن العربي ويخرج بإجراءات وليس مجرد تنديد واستنكار. وأيضا مع موقف عربي موحد ضد كل ما يمس الأمن القومي العربي ومع الحريات وحقوق الإنسان.

* ما هو موقف البرلمان العربي من إعادة هيكلة الجامعة العربية وتطويرها؟

- الكل يتحدث عن تطوير العمل العربي، وتشكل لجان وخبراء وتنفق مصاريف، والنتيجة أن النظام مستمر ولا يتغير، وأرى أن تطوير العمل العربي هو باتجاه واحد: الإرادة الشعبية.. بمعنى أننا نريد أن يكون للمواطن العربي حق في وصول أفكاره وآرائه، وإجابات عن تساؤلاته، وهذا لن يكون إلا من خلال مؤسسة البرلمان العربي، وهي ليست كما كانت عليه في السابق. الآن هناك ثورة في مصر وتونس واليمن وليبيا، وهناك تحول في العمل العربي، وهذا يتطلب أن نوظف كل الأفكار لخدمة العمل العربي المشترك.

* كيف ترى تفعيل مجلس الأمن والسلم العربي؟

- كل الأجهزة تحتاج إلى تفعيلها، حتى محكمة العدل العربية، وكلها موجودة منذ عشر سنوات.. ولذلك لن نقبل كبرلمان استمرار عمل الجامعة بنهج قديم لم يحقق شيئا سوى إصدار بيانات، ولا بد أن يكون هناك تطوير وتحديث وآلية جديدة تمكن بشفافية كي نعرف كشعوب ماذا يحدث.

* مقر البرلمان العربي في دمشق.. كيف تمارسون أعمالكم حاليا بعيدا عن المركز الرئيسي؟

- اتخذنا قرارا بنقل العمل إلى مقر الجامعة لحين سقوط نظام الأسد، وبعدها سوف نعود إلى دمشق مرة أخرى.