أوباما يستعجل التحقيق في قتل السفير الأميركي

كلينتون: من «واجب» الدول حماية البعثات الدبلوماسية

الرئيس باراك أوباما (رويترز)
TT

خوفا من اتهامات المرشح الجمهوري المنافس ميت رومني، وقادة جمهوريين آخرين، وبعد أن سئل في أكثر من مقابلة تلفزيونية، أمر الرئيس باراك أوباما باستعجال التحقيق في قتل كريستوفر ستيفنز، السفير الأميركي، وثلاثة من مرافقيه، في بنغازي قبل عشرة أيام في هجوم عنيف على القنصلية الأميركية هناك.

في جانب آخر، أعلن مكتب التحقيق الاتحادي (إف بي آي) عن إرسال مزيد من المحققين إلى ليبيا. وقال مسؤولون أميركيون إن التحقيق يركز على تواطؤ محتمل بين مسلحين شنوا الهجوم، وليبيين كانوا يشتركون في حراسة المبنى. وإنه، حتى الآن، لم يتم العثور على دليل يثبت هذا التواطؤ. لكن، إذا ثبتت مساعدة أو استشارة من الداخل، قالوا: إنها ستكون «قضية خطيرة» في التحقيق الأميركي حول الهجوم.

وحسب معلومات في الإنترنت، من بين الدلائل المحتملة التي تشير إلى نشاط مريب للحرس الليبي في القنصلية رسالة إلكترونية غامضة بعثها شون سميث، أحد الدبلوماسيين الأميركيين الذين قتلوا في الهجوم، إلى أصدقاء له على موقع إلكتروني لألعاب القمار. ونشر موقع «ذا ميوتاني» (التمرد) يوم 12 سبتمبر (أيلول) ما وصفها بأنها رسالة أرسلها سميث قبل وفاته. وقال الكاتب الذي عرفه الموقع بأنه سميث في رسالته: «على افتراض أننا لن نموت الليلة، رأينا أحد رجال شرطتنا الذين يحرسون المجمع يلتقط صورا».

وفي الجانب الآخر، أعلنت الخارجية الأميركية أنها ترى، رسميا، أن الهجوم «إرهابي»، وهذه أول مرة تستعمل فيها هذا الوصف، بعد أن كانت تكرر بأن المسؤولين يواصلون التحقيقات. وقدمت وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، تقريرا سريا إلى أعضاء اللجنة المشتركة للاستخبارات في الكونغرس. وقالت للصحافيين إن الخارجية الأميركية شكلت لجنة خاصة للتحقق في الهجوم. وسيرأسها الدبلوماسي الأميركي المتقاعد توماس بيكرنج، الذي يحظى بتقدير كبير، وكان عمل سفيرا في روسيا، والهند، وإسرائيل، والسلفادور، ونيجيريا، والأردن، ورئيسا للبعثة الأميركية في الأمم المتحدة.

وفي نفس الوقت، كرر البيت الأبيض وصف الهجوم بأنه «إرهابي». وأنه يتفق مع تقييم أصدره أول من أمس ماتيو أولسن، مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، الذي قال: إن «الهجوم على القنصلية كان عملا إرهابيا».

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، للصحافيين المرافقين للرئيس باراك أوباما في طائرة الرئاسة خلال جولة أوباما الانتخابية: «واضح أن ما حدث في بنغازي كان هجوما إرهابيا». لكنه لم يسهب في توضيح سبب هذا الاعتقاد.

وكان الرئيس أوباما واجه أسئلة عن التقصير في حماية القنصلية. وفي مقابلة في تلفزيون «تيليموندو» الذي يخاطب اللاتينيين، سئل عن «تقصير»، وسارع ودافع قائلا بأن إجراءات أمنية مشددة كانت تحيط بالقنصلية، ووعد بالتحقيق في الموضوع.

ويتعرض أوباما لهجمات عنيفة من قادة الحزب الجمهوري بأنه يتحمل مسؤولية ما حدث. وقال بعض الجمهوريين إن أي تعاون بين المهاجمين والشرطة الليبية «سوف يثير أسئلة خطيرة». وقال النائب الجمهوري هوارد ميكيون، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، للصحافيين: «تغيرت القصة الآن. كان هناك هجوم مدبر ومخطط سلفا».

الى ذلك نبهت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الجمعة كل الدول إلى أن من «واجبها» حماية البعثات الدبلوماسية لدول أخرى تطبيقا لاتفاقية فيينا.

وقالت كلينتون «من واجب كل الحكومات الدفاع عن البعثات الدبلوماسية. ينبغي أن تكون أماكن آمنة ومحمية»! مكررة أن واشنطن «اتخذت تدابير لتعزيز أمن» سفاراتها وقنصلياتها.

وتظاهر عشرات آلاف الأشخاص الجمعة في الكثير من مدن باكستان احتجاجا على الفيلم المسيء للإسلام وقتل 14 شخصا رغم الدعوات الحكومية إلى التهدئة.

وفي الدول الإسلامية الأخرى! ظلت الاحتجاجات ضد الولايات المتحدة وفرنسا إثر نشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي محدودة بعد صلاة الجمعة.

وأضافت كلينتون متحدثة في حضور نظيرها التونسي رفيق عبد السلام «نراقب عن كثب الوضع اليوم (أمس)! إن أمن مواطنينا هو الأولوية الأكثر أهمية بالنسبة إلى الرئيس (باراك) أوباما وإلي. لقد اتخذنا عددا من الإجراءات في العالم لزيادة (درجة) الأمن لدينا وحماية طواقمنا الدبلوماسية».

وتنص اتفاقية فيينا، التي وقعت عام 1961 والتي تنظم العلاقات الدبلوماسية بين الدول، على أن الدول المضيفة تتحمل المسؤولية الأمنية خارج البعثات الدبلوماسية والقنصلية التي تمثل دولا أخرى.