مقتل 3 مسلحين وجندي إسرائيلي على الحدود بين مصر وإسرائيل

أنباء عن مشاركة عناصر من قوات الأمن المركزي.. ومصدر أمني: نتحرى الأمر

سيارة إسعاف على الحدود مع مصر لدى إسعافها للاجئ سوداني إلى اسرائيل أمس (إ ب أ)
TT

قتل ثلاثة مسلحين في اشتباكات وقعت أمس (الجمعة) على الحدود بين مصر وإسرائيل بالقطاع الأوسط من شبه جزيرة سيناء. وقال مصدر أمني مصري إن ثلاثة مسلحين هاجموا الأراضي الإسرائيلية بعد أن تسللوا من الجانب المصري، وأن أحدهم قتل بسبب انفجار عبوة ناسفة، والاثنين الآخرين قتلا في تبادل لإطلاق الرصاص مع قوات الجيش الإسرائيلي، بينما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن جنديا إسرائيليا على الأقل قتل في هذا الهجوم وأصيب آخر بجروح. فيما ترددت أنباء عن مشاركة عناصر من جنود الشرطة المصرية في الهجوم، لكن مصدرا أمنيا تحدثت إليه «الشرق الأوسط» قال إنه يجري حاليا التحري بشأن هذه المعلومات.

ومن جهته، أحجم الجيش الإسرائيلي عن التعقيب على الفور على التقارير بوقوع خسائر بشرية بين القوات الإسرائيلية، لكنه قال إن قواته منعت هجوما كبيرا.

وقالت اللفتنانت كولونيل افيتال ليبوفيتش المتحدثة باسم الجيش: «أحبط هجوم إرهابي كبير. عبر ثلاثة إرهابيين مسلحين، على الحدود الإسرائيلية، فتحوا النار على جنود قوات الدفاع الإسرائيلية التي تحرس الحدود». وأضافت: «الإرهابيون كانوا مسلحين جيدا ويرتدون أحزمة ناسفة».

وقالت ليبوفيتش إنها ليست لديها معلومات عن هوية أو انتماء المسلحين. وألقت مسؤولية الهجمات السابقة على ناشطين فلسطينيين من قطاع غزة ومؤيديهم الذين يزعم أنهم أقاموا معسكرات في سيناء.

وقالت ليبوفيتش إن هجوم أمس وقع في منتصف الطريق إلى الحدود الصحراوية قرب منطقة تعرف باسم جبل حريف حيث يجري بناء السياج.

ويعيد حادث أمس أجواء التوتر على الحدود المصرية - الإسرائيلية التي اشتعلت مطلع الشهر الماضي بعد عملية مسلحة قام بها من يعتقد أنهم متشددون إسلاميون قتلوا 16 جنديا مصريا، قبل أن يخترقوا الحدود الإسرائيلية بمدرعة خاصة بالجيش المصري.

وبدأ الجيش المصري إثر حادث الشهر الماضي عملية عسكرية ضد المتشددين، وقال إنها تحقق نجاحا، إلا أن عملية الأمس تعيد الجدل بشأن قدرة السلطات في مصر على ضبط حدودها مع إسرائيل.

وقال شهود عيان إنهم سمعوا أصوات انفجار كبير في المنطقة أعقبها تبادل كثيف لإطلاق الرصاص على الحدود مباشرة، فيما رجح مصدر أمني وجود مصريين بين المهاجمين، مضيفا أنه يرجح أن يكون الغرض من هذا الهجوم هو اختطاف جندي إسرائيلي.

ولم تحدد المصادر الأمنية المصرية هوية المشاركين في الهجوم حتى الآن، وهل هم فلسطينيون تسللوا من قطاع غزة، أم مصريون من الجماعات الجهادية التي تطاردها القوات المصرية حاليا بسيناء.

ورفعت قوات الأمن المصرية فور وقوع الحادث من درجة الاستعداد الأمني على الحدود بين مصر وإسرائيل وقطاع غزة، حيث شوهدت دوريات نشطة للعربات المدرعة المصرية على الحدود بين الجانبين.

وقالت مصادر أمنية إن رفع درجة الاستعداد إجراء طبيعي في ظل توتر الأوضاع الأمنية بالمنطقة، مضيفة أن لجنة عسكرية مصرية قامت بعملية تمشيط موسعة لمنطقة الحدود خاصة المنطقة التي تسلل منها المهاجمون.

وترددت أنباء عن مشاركة جنود من قوات الأمن المركزي المصرية في الهجوم، ولكن المصادر الأمنية لم تؤكد صحة هذه الأنباء، وأضافت أنه يتم تحري المعلومات حول هذه الأنباء.

وقالت مصادر حدودية إن طائرات حربية إسرائيلية تمشط مناطق حدودية قرب الحدود مع مصر بحثا عن مسلحين آخرين.

وأصدرت حركة السلفية الجهادية في سيناء، بيانا أول من أمس أكدت فيه أن قوات الجيش والشرطة المصرية ليست هدفا للمجاهدين، وأن جهادهم موجه إلى العدو الصهيوني فقط إلا في حالة الاضطرار للدفاع عن النفس والكرامة.

وقبل يومين، قال محمد عصمت سيف الدولة، مستشار الرئيس محمد مرسي إنه يجب تعديل اتفاقية السلام الموقعة بين القاهرة وتل أبيب في عام 1979. ويقول المسؤولون المصريون إن الاتفاقية تجعل من شبه جزيرة سيناء منطقة شبه منزوعة السلاح مما يفقد الدولة قدرتها على بسط سيطرتها عليها.

وعقب مقتل الجنود المصريين الشهر الماضي، أطاح الرئيس الإسلامي محمد مرسي برئيس المخابرات اللواء مراد موافي، وأحال المشير حسين طنطاوي، وزير الدفاع رئيس المجلس العسكري، ورئيس أركانه الفريق سامي عنان، إلى التقاعد، وجاء بقيادات شابة على رأس المؤسسة العسكرية، وعين رئيسا جديدا لجهاز المخابرات العامة للمرة الأولى من داخل الجهاز نفسه.