طالباني يحث الشباب الأكراد على الانخراط في صفوف الجيش العراقي

حزبه يعلن دعمه لنضال الشعب السوري وحق الأكراد في تقرير المصير

عناصر من البيشمركة الأكراد يحرسون الحدود العراقية مع سوريا (رويترز)
TT

اختتمت اللجنة القيادية للاتحاد الوطني الكردستاني سلسلة اجتماعاتها تحت إشراف الرئيس العراقي جلال طالباني الأمين عام للحزب العائد توا من رحلة علاجية استغرقت ثلاثة أشهر. وقال أحد القياديين المقربين منه لـ«الشرق الأوسط» إن طالباني «بذل نشاطا ملحوظا خلال الاجتماعات التي عقدت خلال الأسبوع الفائت، سواء في اجتماعات المكتب السياسي أو اللجنة القيادية للحزب، ويوم غد سيكون هناك اجتماع مشترك بين المكتبين السياسيين للاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الإقليم مسعود بارزاني من أجل الاتفاق على موقف ورؤية محددة من الأزمة السياسية الحالية بالعراق، ويتوقع أن يباشر طالباني جهوده لحلحلة الوضع مع عودته إلى بغداد بأقرب فرصة ممكنة».

وكشفت مصادر داخل اجتماع اللجنة القيادية الأخير «أن الرئيس طالباني عرض على أعضاء قيادته رؤيته للوضع العراقي عموما، ولتطورات الأوضاع في المنطقة والعالم» وقال: «إن المنطقة تمر حاليا بنقطة تحول تاريخية أو هي بداية لمرحلة تحول جذري، ولذلك يتحتم علينا التعامل بحذر وحكمة مع تداعيات الأحداث وتطوراتها، وأن نحتسب لكل الاحتمالات القادمة». وفي الشأن العراقي تحدث طالباني عن رؤيته لكيفية إخراج العراق من أزمته السياسية الحالية على ضوء الأجواء التي سادت لقاءاته مع قادة الكتل العراقية».

وفي محور آخر من حديثه حول وضع العراق وجه طالباني انتقاداته للشباب الكردي لعزوفهم عن الانخراط في صفوف الجيش العراقي وقال مخاطبا أعضاء قيادة حزبه «هناك ظاهرة لافتة وسط الشباب الكردي وهي عزوفهم عن الانخراط بصفوف الجيش العراقي وعدم رغبتهم بذلك، وهناك العشرات ممن كانوا داخل تشكيلات الجيش لكنهم تركوها، وهذه ظاهرة لا تخدم مصلحة الشعب الكردستاني، لذلك نوصي مكاتب الحزب بأن تشن حملة توعية شاملة وسط الشباب الكردي لتحفيزهم على الانخراط بصفوف الجيش، وأن يبلغوهم بمخاطر الابتعاد عنه ويحثوهم على التقدم للكليات العسكرية لكي يستعيد الجيش توازنه وفقا لمبادئ الدستور».

ومع انتهاء الاجتماع صدر بلاغ ختامي عن اللجنة القيادية للاتحاد الوطني أشار إلى ما تم تدارسه في سلسلة الاجتماعات المذكورة منها ما يتعلق بالوضع الدولي والوضع الإقليمي والعراقي والكردي. ففيما يتعلق بالوضع الدولي أشار البلاغ إلى «أنه بعد انتهاء الحرب الباردة في القرن الماضي كانت هناك الكثير من المشاكل والأزمات بالعالم ظلت دون حلول، وما زادها تعقيدا هو عدم تحقيق الحقوق الديمقراطية لمعظم شعوب منطقة الشرق الأوسط وفقدان العدالة في القرن الحالي، إضافة إلى الجدل الدائر حاليا بالمنطقة حول الملف النووي الإيراني، كل هذه التطورات في المنطقة تشير إلى احتمال اندلاع حرب كبرى ستكون نتائجها كارثية على منطقة الشرق الأوسط. والاتحاد الوطني الذي يؤكد مرة أخرى دعمه لحقوق الشعوب الديمقراطية وإنهاء الحكومات الديكتاتورية، فإنه يعلن رفضه التام لأي حروب قادمة تجعل الشرق الأوسط مركزا لها، كما يعارض فرض أي آيديولوجيات أو مذاهب معينة على الانتفاضات الشعبية والدساتير القادمة التي تشرع بعد نجاح تلك الانتفاضات الشعبية».

وحول الوضع العراقي قال البيان «رغم كل الجهود والمحاولات التي بذلها النظام السابق لقمع العراقيين، لكنهم تمكنوا من تحقيق حرياتهم وكتابة دستور جديد ودائم، وبالمقابل اجتمعت القوى الإرهابية على تهديد العملية الديمقراطية المتحققة في العراق، ورغم أن البلد شهد الكثير من الانتخابات وتداول السلطة بين الحكومات، لكنه ما زال يعاني من أزمة سياسية ومن مشكلة حكومة توافقية، وهذه الأزمات باتت بحد ذاتها تشجع القوى الإرهابية على تصعيد ضرباتها. وبهذا الصدد فإن اللجنة القيادية تشدد على موقف الاتحاد الوطني القاضي بإجراء حوار وطني شامل بين جميع الكتل والقوى العراقية للخروج بحلول توافقية لأزمات العراق، وأن قيادة الاتحاد تعول على الثقة التي يتمتع بها فخامة الرئيس طالباني من جميع القادة العراقيين في مقدمتهم دولة رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس الإقليم مسعود بارزاني، وعلاقاته الطيبة مع معظم القيادات العراقية لإخراج العراق من أزمته الحالية بعد عودته إلى بغداد والشروع بجهوده الخيرة من أجل عقد اتفاق شامل بين القوى العراقية لإنهاء تلك الأزمة السياسية».

وحول الوضع المحلي بإقليم كردستان أشار البلاغ إلى «أنه رغم التقدم الاقتصادي الحاصل في الإقليم، وتدفق مليارات الدولارات عبر الحركة الاستثمارية إلى كردستان، وفتح 25 قنصلية لدول مختلفة في الإقليم، و12 مكتبا لحكومة الإقليم بعواصم العالم، لكن ينبغي أن نصرف الجهود من الآن فصاعدا نحو حل المشكلات الداخلية ومعالجة الأزمات المعيشية، وفي مقدمتها محاربة الفساد وتكثيف الرقابة على الأدوية والمواد الغذائية، والإسراع بتشكيل هيئة النزاهة ومفوضية الانتخابات وإصدار قانون انتخابات مجالس المحافظات وتشكيل ديوان الرقابة المالية».

وحول الوضع السوري أكد البلاغ الختامي للجنة القيادية للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني موقفه الثابت بدعم الديمقراطية التي تناضل من أجلها شعوب المنطقة وجاء في البلاغ «تمر اليوم ما يقرب من مائة عام على اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت كردستان بين عدد من الدول المحتلة، وفي ظل تلك الاتفاقية مارست حكومات المنطقة شتى الأساليب والسياسات وبأفظع الوسائل لمنع شعوب المنطقة من نيل حرياتها، وكان النظام البعثي في العراق هو أوضح نموذج لحكم قمعي واستبدادي بالمنطقة مارس أبشع وسائل الإبادة البشرية ضد شعبنا، ولكن بالنتيجة فشل ذلك النظام من تحقيق أهدافه، وتوصل العراقيون والشعب الكردي إلى تحقيق حقوقهم المشروعة، ومنذ سنتين نرى أن شعوب المنطقة تتحرك بانتفاضاتها نحو نيل حرياتها وحقوقها، وسوريا كانت مركز الحدث لما يجري في منطقة الشرق الأوسط والتي خرجت الجماهير برمتها إلى الشارع بما فيها الشعب الكردي غربي كردستان للمطالبة بالحرية والديمقراطية وحق تقرير المصير، والاتحاد الوطني يؤيد تحقيق الديمقراطية الحقيقية في جميع أرجاء سوريا بما فيها حق الشعب الكردي بتقرير مصيره ضمن العملية الديمقراطية مع ضمان حقوق جميع المكونات الأخرى المسيحية والعلوية والدرزية وغيرها».