الرئيس العراقي يستكمل مباحثاته في السليمانية لينتقل إلى بغداد لبدء أخطر مهامه السياسية

قيادي صدري لـ «الشرق الأوسط»: لن نتنازل عن تحديد ولاية الرئاسات

TT

استكمل الرئيس العراقي جلال طالباني في مدينة السليمانية التي وصلها مؤخرا من رحلة علاج في ألمانيا استمرت ثلاثة أشهر، مباحثاته غير الرسمية مع كبار قادة الخط السياسي الأول من الزعامات العراقية. فباستثناء زعيم القائمة العراقية إياد علاوي الذي أرسل برقية تهنئة لطالباني بسبب وجوده في موسكو، ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الذي صادف أن غادر الإقليم في رحلة مقررة سلفا إلى الخارج يوم وصول طالباني، فقد التقى رئيس الجمهورية رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري وزعيم المجلس الأعلى عمار الحكيم، بالإضافة إلى عدد من كبار المسؤولين في الإقليم.

وقال بيان صدر عن مكتبه بعد إجرائه مباحثات مع الجعفري إن «هناك توجهات جدية لحل المشاكل وإيجاد طرق كفيلة لتفكيك الأزمات، من أجل خلق عراق قوي متحد لإعادة دوره التاريخي». وأعرب طالباني عن تفاؤله «بشأن مجريات الأمور»، داعيا إلى «ضرورة إيجاد الأرضية المناسبة لتهيئة الأجواء اللازمة لخلق جو سياسي هادئ ومناسب يغلب عليه الحوار الأخوي الصريح لحل المشاكل والقضايا العالقة».

من جانبه أكد رئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري خلال البيان تأييده «الكامل لمساعي طالباني الرامية إلى توحيد المواقف ووجهات النظر بين الأطراف السياسية جميعا»، مشيدا «بالدور الذي يؤديه للم شمل العراقيين بحكمته من دون تمييز». وشدد الجعفري «على ضرورة وجود طالباني في هذه المرحلة الحساسة»، داعيا إياه إلى «مواصلة مهامه لا سيما في جهوده ومساعيه من أجل إزالة العقبات والعراقيل التي تتعرض لها العملية السياسية برمتها وتفكيك الأزمات التي تواجه إدارة شؤون البلد».

وأكد عضو البرلمان العراقي عن التحالف الكردستاني قاسم محمد قاسم في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «عملية تفكيك الأزمة الحالية بدأت تقريبا منذ شهر رمضان الماضي، حيث حصل شبه اتفاق على تهدئة الأزمة، بحيث التزم الجميع بالحدود المعقولة للتهدئة، ولم يلجأ أي طرف إلى التصعيد المقصود على الأقل». وأضاف قاسم أن «اللقاءات والاتصالات التي أجريت منذ رمضان وحتى اليوم، فضلا عن الاتصالات بالرئيس جلال طالباني وهو في ألمانيا من قبل الجميع، ووجود تنسيق عالي المستوى بين الرئيسين طالباني ومسعود بارزاني، خلقت أجواء إيجابية باتجاه إمكانية المباشرة بحل يمكن أن يرضي الجميع». وأشار إلى أن «ما حصل مؤخرا من اتفاق بشأن فك الاشتباك في منطقة زمار بين القوات الاتحادية وقوات البيشمركة، بالإضافة إلى الاتفاق النفطي الأخير بين المركز والإقليم، وحتى التهدئة النسبية على صعيد تشكيل عمليات دجلة يمكن أن تكون أسسا للحل السليم للأزمة».

وردا على سؤال بشأن ما إذا كان الأكراد سوف يكتفون بما قدمه لهم رئيس الوزراء من مكاسب، وهو ما لا يرضي القائمة العراقية التي هي شريكة لهم في الموقف من المالكي، قال قاسم إن «ما أشرت إليه ليس مسائل تخص إقليم كردستان، خصوصا قضية النفط والغاز، حيث إن هذا الاتفاق يدفع باتجاه تنفيذ قانون النفط والغاز الموجود أمام البرلمان منذ عام 2007، وهو قانون يهم كل الشعب العراقي، كما أن الاستقرار في المناطق المتنازع عليها إنما هو مقدمة للاستقرار في العراق كله». وأكد القيادي الكردي أن «الرئيس طالباني سيباشر المباحثات في بغداد على أرضية صلبة»، نافيا وجود أي خلاف مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني. وقال إن «هناك تنسيقا عالي المستوى بين طالباني وبارزاني، وإن سفر بارزاني كان لارتباطه بمواعيد مسبقة».

أما عضو البرلمان العراقي عن التيار الصدري جواد الجبوري فقد أكد في تصريح مماثل لـ«الشرق الأوسط» أن «كتلة الأحرار الصدرية كانت قد دفعت بقوة من أجل إنضاج أفكار الإصلاح إلى الحد الذي تحالفت من أجله مع كتل من خارج التحالف الوطني عندما وجدت أن الإصلاح يحتاج عملا ووقتا وجهدا». وأضاف أن «المهم بالنسبة لنا أن يكون الإصلاح حقيقيا، وهو ما جعلنا نختلف مع شركائنا داخل التحالف، لكننا بتنا نلمس اليوم تعاطيا إيجابيا من قبل دولة القانون باتجاه وثيقة الإصلاح، وهو ما يعني أن الحوارات التي يجريها الرئيس طالباني ستكون مثمرة». وحول الموقف من تحديد ولاية الرئاسات الثلاث قال الجبوري إن «هذا الموضوع يجري الآن ترويجه كمشروع قانون داخل البرلمان، وبالتالي لا يمكن اعتباره شرطا مسبقا لأن القانون يحتاج إلى وقت لإقراره، ونحن ككتلة صدرية لن نتنازل عنه لا الآن ولا في المستقبل منعا لظهور ديكتاتوريات جديدة».