الليبراليون الأحرار في بريطانيا ينعون «حل الدولتين».. وميليباند ينتقد رومني

نائب زعيمهم دعا المجموعة الدولية للتفكير في حل «الدولة الواحدة»

TT

في الوقت الذي انتقد فيه ديفيد ميليباند، وزير الخارجية البريطاني العمالي السابق، وجهات النظر لمرشح الرئاسة الجمهوري ميت رومني المسربة بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط، فاجأ سايمون هيوز، نائب زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار المشارك في الائتلاف الحكومي في بريطانيا، الجالية اليهودية والوسط السياسي في لندن، بالقول إن «حل الدولتين» للمشكلة الفلسطينية، يقترب من نهايته وأن الوقت حان للحديث عن حل «الدولة الواحدة».

وقال ميليباند في رده على رومني «الوقت ليس مناسبا الآن للقول إن المشكلة غير قابلة للحل أو إن الفلسطينيين ملتزمون بتدمير إسرائيل، وإن هذه وصفة ليست غير منصفة للفلسطينيين فحسب، بل إنها تشكل خطرا على المنطقة بما فيها إسرائيل». ومن أجل إعادة إحياء احتمالات إقامة الدولة الفلسطينية، يدعو ميليباند إلى أن يصبح قطاع غزة المقطوع عن الضفة الغربية، جزءا من الاستراتيجية الدبلوماسية. وأضاف «إن الفلسطينيين والإسرائيليين يشكون ببعضهم البعض وينظرون بريبة إلى الوعود الخارجية». واستطرد القول «لكن الحاجة لحل متفاوض حوله من قبل الأطراف المعنية يجب ألا تؤثر على الإجماع الدولي، إزاء الحل النهائي بالنسبة للحدود والقضايا الأخرى».

ويرى ميليباند، أن «(حل الدولتين) تعوقه الحقائق على الأرض التي تخلقها إسرائيل والانقسام الفلسطيني وتبعيات الربيع العربي. ولهذا فإنه يشدد على أهمية إنهاء الانقسام بين حركتي فتح وحماس».

وأما نائب زعيم الديمقراطيين الأحرار والسياسي المخضرم، هيوز فيرى، أن «حل الدولتين (فلسطين وإسرائيل) يقترب من نهايته، وأن على المجموعة الدولية أن تفكر في حل الدولة الواحدة». وقال هيوز الذي كان يتحدث لصحيفة الـ«جويش كرونيكل» الأسبوعية الناطقة باسم غالبية يهود بريطانيا، عشية انعقاد مؤتمر الحزب السنوي، إنه يعتقد أن «دولة اتحادية يتمتع فيها المسلمون واليهود والمسيحيون، بحقوق دستورية منفصلة، هي الخيار الأفضل».

وحسب «جويش كرونيكل» في عددها أمس فإن هذه الرؤية المثيرة للجدل على حد قولها، تشكل خروجا عن سياسة الديمقراطيين الأحرار، وكذلك موقف الحكومة الائتلافية برئاسة زعيم المحافظين ديفيد كاميرون.

ويعزي هيوز سبب الاقتراب من نهاية حل الدولتين إلى المستوطنات والانفصال بين غزة والضفة، وفي مثل هذا الوضع فإنه كما يقول لا بد من البحث عن خيار آخر. وأضاف «إن علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا وواقعيين، وعلى المجموعة الدولية أن تضع خطط (أ) و(ب) و(ج)». وفي هذه المقابلة دعا هيوز الجالية اليهودية في بريطانيا إلى ممارسة الضغط على الحكومة الإسرائيلية كي تحترم القانون الدولي. وقال «أنا أدعو الأصدقاء اليهود الذين هم معتدلون وأمميون وحريصون على مثل هذه القضايا إلى أن يستغلوا ما لديهم من نفوذ، من أجل ضمان احترام القانون الدولي، لا سيما ما يخص طرد الناس. وفيما يتعلق بمسائل حقوق الأقلية وحقوق الناس والقانون الدولي والأمم المتحدة فهذه قضايا تتراكم ضد إسرائيل ولا تعزز سمعتها الدولية. وهذه مسألة تخص الحكومة الإسرائيلية وليست ضد اليهود».

وردا على سؤال حول تباين المواقف بين حزبه وجزء كبير من الجالية اليهودية قال هيوز إن قراء الـ«جويش كرونيكل» يحتاجون لأن يتفهموا المشاعر الحقيقية والغضب لدى زملائه إزاء سياسة الحكومة الإسرائيلية. وقال إن هذه المشاعر نقلت إليه من قبل زملاء قاموا بزيارة للأراضي المحتلة نظمتها لجنة العون الطبي الفلسطيني. وأضاف أن بعضهم عاد وقد زاد الغضب لديه أضعاف ما توقعت، جراء الطرد للبدو (من قراهم) والجدار الفاصل وسياسة هدم المنازل في أحياء القدس.

وفي تعليق له قال مارتن برايت الذي أجرى المقابلة مع هيوز، إن ما جاء في مقابلة هيوز يجب أن يكون دعوة أخرى لصحوة أنصار ومؤيدي إسرائيل. فهيوز ليس مجرد أحد كبار السياسيين في بريطانيا ونائب زعيم الحزب نك كليغ ولكنه محك لرأي الليبراليين. فكونه محاميا مختصا بحقوق الإنسان وناشطا كبيرا في قضايا الحريات الفردية، فإن آراءه إزاء إسرائيل تتناغم مع مواقف الكثير من الذين يقفون في وسط السياسة البريطانية.