القائد الجديد لإثيوبيا يعد بمواصلة درب سلفه «من دون أي تغيير»

هايلي ماريام ديسيلين يؤدي اليمين خلفا لزيناوي.. ويشدد على الديمقراطية وحقوق الإنسان

TT

أدى هايلي ماريام ديسيلين، أمس، اليمين الدستورية في البرلمان الإثيوبي لتولي رئاسة الحكومة خلفا لميليس زيناوي، الذي توفي منتصف أغسطس (آب) الماضي بعد 21 عاما في السلطة.

وصفق النواب لهايلي ماريام (47 عاما) على الفور بعد أدائه اليمين في جلسة استثنائية للبرلمان حضرها 385 من أصل 547 نائبا. ثم تلاه في أداء اليمين وزير التربية الحالي ديميكي ميكونين بصفته نائبا لرئيس الوزراء، ووعد «بخدمة البلاد بوفاء». وبعد ذلك ألقى رئيس الوزراء الجديد خطابا أمام النواب حول السياسة العامة، تعهد فيه بالاستمرار في نهج زيناوي في المحافظة على «السلام والديمقراطية والتنمية» في إثيوبيا. وقال «كان ميليس يعتبر نفسه من الشعب. سأحمل إرثه من دون أي تغيير». وتعهد خصوصا بتطبيق خطة التنمية والتحول الطموحة، وهي خطة خماسية أطلقها زيناوي في 2010 ترمي إلى جعل إثيوبيا بلدا ذا رواتب متوسطة بحلول عام 2015. كما وعد بترسيخ «الديمقراطية وحقوق الإنسان» وهما مجالان انتقد زيناوي كثيرا بسببهما.

وكان هايلي ماريام ديسيلين انتخب السبت الماضي رئيسا للجبهة الثورية الديمقراطية للشعوب الإثيوبية، التحالف الحاكم في إثيوبيا، خلفا لزيناوي. وقدم هايلي ماريام بعد ذلك نائب رئيس الوزراء للنواب الذين لم يبدوا أي معارضة على تعيينه. ويتمتع التحالف الحاكم بغالبية ساحقة في البرلمان بعد أن حصل على 99.6 في المائة من الأصوات في الانتخابات التشريعية في 2010.

وكان ميليس زيناوي، الذي توفي في مستشفى ببروكسل في 20 أغسطس بعد أن حكم البلاد من دون منازع 21 سنة، جعل من هايلي ماريام مساعدا له منذ 2010 بتعيينه نائبا لرئيس الوزراء ونائبا لرئيس الجبهة الثورية الديمقراطية للشعوب الإثيوبية. وأصبح هايلي ماريام من أقرب المقربين إلى ميليس منذ 2005، رغم أن الرجلين سلكا طريقين مختلفين تماما. وقاد ميليس زيناوي إثيوبيا طوال الـ21 سنة الأخيرة بعد أن أطاح بالديكتاتور منغستو هايلي ماريام في 1991 بعد سنوات قضاها مقاتلا في الجبال.

وقد برز هايلي ماريام المتخرج في الهندسة المائية على الساحة السياسية سنة 2010 عندما عينه زيناوي نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للخارجية، بعد أن كان مستشاره. وانتخب في تلك السنة نائبا لرئيس التحالف الحاكم (حركة التمرد السابقة - الجبهة الثورية الديمقراطية للشعوب الإثيوبية) بعد فوز التحالف بالانتخابات للمرة الرابعة على التوالي وبأغلبية ساحقة.

ويتميز هايلي ماريام أيضا بانتمائه إلى أقلية صغيرة جدا وهي ولايتا في جنوب إثيوبيا التي استقرت في منطقة أطلق عليها اسم «الأمم» وهي واحدة من تسع هويات إقليمية قادها في الجنوب طيلة خمس سنوات. وهذه المنطقة تختلف تماما عن منطقة تيغري في الشمال التي يتحدر منها ميليس زيناوي ورفاقه في جبهة تحرير تيغري النافذة التي ما زالت حتى اليوم تشكل العمود الفقري لتحالف الجبهة الثورية الديمقراطية للشعوب الإثيوبية.

من جهة أخرى، ينتمي هايلي ماريام إلى الطائفة البروتستانتية، بينما ينتمي معظم المسيحيين في البلاد إلى الأرثوذكسية. وأكد جازون موسلي، من مركز الدراسات البريطانية في تشاتام هاوس، أن «الكثيرين ينظرون إلى هايلي ماريام على أنه شخصية رمزية تجسد جهود ميليس ومسؤولي تيغري في إعطاء أهمية إلى ممثلي مجموعات إثنية أخرى».

وبانتخاب ديميكي ميكونين، من فصيل أمهارا، نائبا لرئيس الجبهة الثورية الديمقراطية للشعوب الإثيوبية، لم يبق أي عضو من أقلية تيغري التي كانت تعرف بهيمنتها على معظم مقاليد السلطة، على رأس التحالف.

واعتبر مركز الأبحاث الوطنية لمجموعة الأزمات في تقرير نشر مؤخرا أن «أصول هايلي ماريام العرقية قد تعتبر امتيازا لأن مجموعته تشكل الأقلية في منطقة متعددة العرقيات، وبشكل أهم لأنه لا يتحدر من أورومو أو أمهارا، أبرز إثنيات البلاد». غير أن المجموعة لاحظت أن تعيينه على رأس إثيوبيا قد يكون «مناورة تهدف إلى قطع الطريق أمام انتقادات محتملة، في حين تحتفظ نخبة تيغري في الجبهة الثورية الديمقراطية للشعوب الإثيوبية في الواقع بالحكم».