هيئة التنسيق الوطنية تفقد الاتصال باثنين من أعضائها في دمشق

ماجد حبو لـ«الشرق الأوسط»: المعلومات المتوفرة لدينا تؤكد أن جهة أمنية قامت باختطافهما

TT

أعلنت «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي» السورية المعارضة أمس أنها «فقدت الاتصال» باثنين من أعضائها بعيد خروجهما من مطار دمشق الدولي، إثر عودتهما مع وفد منها من زيارة إلى الصين.

وأوضحت الهيئة في بيان لها أنه «وإثر مغادرة الوفد المطار فقدنا الاتصال بالسيارة الثانية التي يستقلها الدكتور عبد العزيز الخير، رئيس مكتب العلاقات الخارجية في هيئة التنسيق الوطنية والأستاذ إياس عياش عضو المكتب التنفيذي للهيئة والقيادي في (حركة الاشتراكيين العرب) والصديق ماهر طحان الذي جاء للمطار لاستضافتهم». وأضاف البيان الموقع باسم فرع الهيئة في المهجر «لم يعد لدى الهيئة والعائلة أي اتصال بهم»، مشيرا إلى أنها باشرت اتصالاتها «بكل الأطراف المعنية» للاطمئنان إلى سلامتهم ومعرفة مكانهم «إلا أننا لم نتمكن حتى اللحظة من معرفة ما حدث بالضبط». محملا الفرع «الجهة التي قامت باختطاف الزملاء الثلاثة، كامل المسؤولية الأخلاقية والسياسية عن كل أذى يمكن أن يصيبهم».

وقال ماجد حبو، عضو المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق الوطنية لـ«الشرق الأوسط» المعلومات المتوفرة لدينا تؤكد أن جهة أمنية قامت باختطافهم لكننا لم نستطع التأكد عما إذا كان جرى ذلك بقرار مركزي أو من قبل أي فرع أمني، رغم عدم اعتراف النظام بذلك، مشيرا إلى أن هيئة التنسيق تواصلت مع فرع المخابرات العامة والأمن الجوي الذي يعتقد أنه نفذ عملية الاعتقال، لكنهما نفيا الأمر.

ولفت حبو إلى أن عملية الاختطاف جرت عند أول حاجز بعيد خروج الوفد الذي كان آتيا من الصين، من المطار، وبعدما تم توقيف عبد العزيز الخير لعشر دقائق داخل المطار للتحقيق معه بحجة تشابه في الأسماء، لافتا إلى أنه تم اعتقال الأشخاص الثلاثة الذين كانوا موجودين في السيارة الثانية وهم الخير وعياش وطحان، فيما سمح للآخرين الموجودين في السيارة الأولى، وهم حسن عبد العظيم والمحامي محمود مرعي وبدر منصور، بالمرور.

واعتبر حبو أن هناك أطرافا داخل النظام السوري تسعى لقمع أي نشاط تقوم به هيئة التنسيق، وذلك كان واضحا من خلال الضغوط التي يتعرض لها أعضاؤها باستمرار، مضيفا: «إذا كان القرار سياسيا من رأس السلطة فهذا يعني ضربة مجنونة لأي حلول سياسية، وإذا كان بقرار من طرف من داخل السلطة، فهو يعكس الصراع القائم بين التيار الأمني من جهة والتيار السياسي من جهة أخرى، وبالتالي محاولة للتشويش على الحراك الوطني الديمقراطي السلمي الذي تعمل عليه هيئة التنسيق».

وجاء في البيان الذي صدر باسم هيئة التنسيق بأنها قامت بإبلاغ «سفارات الدول الصديقة وعدد من الشخصيات الوطنية والعربية داخل وخارج البلاد بالأمر». واعتبرت أن أي تعد على حرية وسلامة عياش والخير وطحان «هو تعد على سلامة المواطنة والالتزام الأخلاقي والسياسي بقضايا الإنسان السوري وحقه الطبيعي في الأمن والحرية والكرامة»، مطالبة بعودتهم إلى أهلهم سالمين.

من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «القيادي المعارض الدكتور عبد العزيز الخير اختطف لدى عودته من الصين عبر مطار دمشق الدولي ضمن وفد هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة، وكان برفقته إياس عياش وماهر طحان». وحمل المرصد السلطات السورية مسؤولية الحفاظ على حياة الخير «والإفراج الفوري عنه وعن رفيقيه»، لافتا إلى أن الخير كان قد «اعتقل في عهد الأسد الأب في فبراير (شباط) 1992 بتهمة الانتساب إلى حزب العمل الشيوعي، وخرج من الاعتقال في عهد الأسد الابن في نهاية عام 2005».