البنتاغون: 33 ألف جندي أميركي يغادرون أفغانستان

روسيا تعرب عن قلقها إزاء استمرار القواعد الأجنبية بعد انسحاب القوات الدولية

TT

أعلن مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية أول من أمس أن العسكريين الـ33 ألفا الذين أرسلهم الرئيس باراك أوباما لتعزيز القوات في أفغانستان اعتبارا من نهاية عام 2009 غادروا هذا البلد. وهذا الانسحاب الذي بدأ في يوليو (تموز) يأتي إثر سقوط عدد من القتلى لا سابق له من قوات حلف شمال الأطلسي برصاص رفاقهم الأفغان (51 هذه السنة)، كما يأتي في وقت تشهد فيه الدول الإسلامية مظاهرات غاضبة ضد الغرب. ولا يزال هناك نحو 68 ألف جندي أميركي في أفغانستان إلى جانب نحو 40 ألف عنصر من التحالف الدولي الذي يقوده «الأطلسي» (إيساف).

والجهود الأميركية لاحتواء تمرد طالبان تشمل انسحابا تدريجيا للقوات مع تسلم القوات الأفغانية المدربة حديثا مسؤولياتها لتحل محلها. ومن المفترض أن تتولى القوات الأفغانية مسؤولية أمنها بحلول نهاية 2014. وإرسال هذه التعزيزات الأميركية مؤقتا ساعد قوات «الأطلسي» على بسط السيطرة على مناطق إضافية في الجنوب وجنوب غربي البلاد ضد طالبان التي صعدت من عملياتها في الشرق، على الحدود مع باكستان. وكان أوباما برر قراره بسحب هذه التعزيزات وإنهاء مهمة الجنود الـ33 ألفا بوقف اندفاع طالبان ومنع «القاعدة» من التمركز مجددا في أفغانستان.

وقال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إن التعزيزات حققت هدفها بوقف اندفاع طالبان وزيادة حجم وقدرات القوات الأمنية الأفغانية «بشكل كبير جدا». وأضاف في بيان أنه «في الوقت نفسه، سددنا ضربات كبرى ضد قيادة (القاعدة) بما يتوافق مع هدفنا بتعطيل عمل (القاعدة) وتفكيكها وهزيمتها وعدم إيجادها ملاذات آمنة». لكنه شدد على أن عشرات الآلاف من الجنود الأميركيين لا يزالون يخوضون معارك ضارية في أفغانستان، قائلا «نحن أمة تخوض حربا». وتابع قائلا «لكن المجموعة الدولية متحدة بقوة أيضا وراء استراتيجيتنا المشتركة بتحقيق نقل السلطات إلى القوات الأمنية الأفغانية». والقرارات حول وتيرة عمليات الانسحاب المقبلة لا تزال تراوح مكانها.. فقد أعلن حلف شمال الأطلسي الثلاثاء أنه سيحد من العمليات المشتركة مع القوات الأفغانية، مما يشكل نكسة للاستراتيجية الهادفة إلى ضرب تمرد طالبان.

إلى ذلك، أعربت روسيا عن قلقها إزاء استمرار وجود القواعد العسكرية الأجنبية في أفغانستان بعد انتهاء عملية مكافحة الإرهاب في البلاد. وقال المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إن بلاده ترغب في معرفة الغرض من القواعد العسكرية الأجنبية التي سوف تظل في أفغانستان بعد الانتهاء من عملية مكافحة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة، حسب ما ذكرته وكالة «ريا نوفوستي» الروسية أمس.

وأضاف تشوركين أن «البيانات المتضاربة بشأن انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان بحلول 2014 مع بقاء قواعد عسكرية أجنبية تثير عددا من التساؤلات». وتعتزم قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) بقيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) تسليم المسؤولية الأمنية في أفغانستان إلى القيادة الأفغانية مع حلول نهاية عام 2014 كما تقرر خلال قمة لـ«الناتو» عقدت في لشبونة في عام 2010.

وتابع تشوركين أنه إذا تم الانتهاء من عملية مكافحة الإرهاب في أفغانستان، فإن الغرض من الاحتفاظ بقواعد عسكرية أجنبية هناك سوف يكون مختلفا وترغب روسيا في معرفة الهدف وراء الاحتفاظ بها.

واستطرد قائلا إنه «إذا استمر القتال ضد الإرهاب بعد عام 2014، فإنه سوف يتعين على مجلس الأمن أن يمدد التفويض لهذه العملية».

يشار إلى أن القوات الدولية تخوض قتالا ضد حركة طالبان و«القاعدة» في أفغانستان منذ الغزو الأميركي للبلاد عام 2001 في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) في الولايات المتحدة. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد عبر عن أسفه لـ«هروب» حلف شمال الأطلسي من أفغانستان، مؤكدا أن روسيا ترى لها مصلحة في استتباب الأمن في أفغانستان. ومن أجل ذلك تساعد روسيا حلف شمال الأطلسي، وأشار إلى أن جميع الدول التي أرسلت قواتها إلى أفغانستان تفكر الآن في «الهروب» منها.. «ولهذا لا نساعدهم في القدوم إلى أفغانستان بقدر ما نساعدهم في الرحيل. إنه أمر مؤسف.. فقد قطعوا تعهدات على أنفسهم وعليهم أن ينفذوها».