مقاتلون مصريون تحت إمرة «الجيش السوري الحر»

قيادات إسلامية لـ«الشرق الأوسط»: مبادرات «فردية».. وننتظر قرارا رسميا لإرسال المزيد

TT

«أريد السفر إلى سوريا للجهاد.. فهل هناك من يعينني على ذلك؟»، «مستعد للذهاب للجهاد في سوريا للوقوف بجانب الثوار.. ما هي الإجراءات المطلوبة؟».. هاتان اثنتان من عشرات الرسائل التي كتبها نشطاء مصريون على الصفحة الرسمية لـ«الجماعة الإسلامية» في مصر على موقع «فيس بوك»، يبدون فيها رغبتهم في التوجه إلى سوريا، بعد علمهم بسفر العشرات من المقاتلين المصريين للجهاد هناك، وهو ما قال البعض إنه تم عن طريق جماعات جهادية، منها «الجماعة الإسلامية».

ورغم تجاهل الجماعة لهذه الرسائل وعدم الرد عليها، بالإضافة إلى نفيها القيام بأي خطوات رسمية لإرسال مقاتلين إلى سوريا، فإن عشرات الشباب المصريين ما زالوا يطرقون كل الأبواب للتوجه إلى هناك. ويقول مراقبون إن الدخول إلى سوريا للقتال فيها ضد نظام بشار أصبح ميسرا جدا بعد سيطرة قوات الجيش الحر على العديد من المناطق الحدودية خاصة باتجاه تركيا، وإن هناك العشرات من جنسيات عربية مختلفة يدخلون إلى هناك يوميا.

ولا يوجد إحصاء دقيق لعدد المصريين الذين توجهوا إلى سوريا للجهاد بجانب الجيش السوري الحر، ضد نظام الرئيس بشار الأسد، إلا أن العديد من الأخبار يتم تناقلها بين الحين والأخر حول مقتل أو استشهاد أحد المصريين الذي توجهوا إلى هناك، لعل آخرها ما نشر حول مقتل شاب من محافظة الفيوم يدعى «أبو بكر موسى»، بداية سبتمبر (أيلول) الحالي.

ونفت قيادات إسلامية في مصر قيامها بإرسال مقاتلين مصريين للجهاد في سوريا، وقالت في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إن الأمر كله عبارة عن «مبادرات فردية ليست لنا علاقة بها، وإن كان بعض هؤلاء الأشخاص ينتمون لنا»، مؤكدين أنهم لا يمانعون نصرة الثورة والشعب السوري، لكنهم ينتظرون موافقة رسمية من جانب السلطات المصرية عبر قرار حكومي.

وألقت السلطات السورية القبض على عشرات المصريين أثناء محاولتهم التسلل عبر الحدود السورية قادمين من الأردن. فيما أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا حذرت فيه من مغبة استمرار تسلل المصريين إلى سوريا لمحاولة الدخول منها إلى لبنان أو تركيا بصورة غير مشروعة.

وقال الوزير المفوض عمرو رشدي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن الظروف الأمنية المتردية التي تمر بها سوريا تجعل تلك الرحلة محفوفة بمخاطر أمنية جمة، حيث تعرض عدد من المصريين للقتل على الحدود السورية، وأصيب آخرون. كما تمكنت السفارة خلال الأسابيع الماضية من ترحيل نحو 2500 مصري، وذلك رغما عن ظروف العمل بالغة الصعوبة والمخاطر الأمنية التي يتعرض لها أفراد السفارة أنفسهم.

من جانبه، أكد محامي الإسلاميين والحركات الجهادية ممدوح إسماعيل، أن «هناك معلومات متداولة عن سفر مصريين إلى سوريا، بعضهم اعتقل والآخر استشهد، لكن ليست هناك حتى الآن هناك جهة واضحة أعلنت تبنيها هذه العمليات لا جهرا أو سرا، بما في ذلك تنظيم الجهاد القديم»، مؤكدا أن المسألة تبدو عبارة عن تطوع فردي من بعض الشباب المتحمسين.

وأوضح إسماعيل لـ«الشرق الأوسط» أن هؤلاء الشباب يسافرون ويدخلون إلى سوريا بسهولة جدا، بسبب سيطرة قوات الجيش الحر على أغلب النقاط الحدودية خاصة باتجاه تركيا التي ليس للنظام السوري أي يد عليها.

ونفى الدكتور محمود غزلان، المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، إرسال جماعته مقاتلين إلى سوريا، مؤكدا أنه «ليست هناك مشاركة من (الإخوان) بمقاتلين في سوريا، رغم تأييدنا لثورة الشعب السوري».