طوارئ قصوى في باكستان بعد مظاهرات الفيلم المسيء

مظاهرات جديدة للتنديد بأميركا.. والرسوم المسيئة تضع فرنسا في مأزق

TT

تظاهر آلاف الباكستانيين مجددا أمس للتنديد بالفيلم المسيء للإسلام الذي أنتج في الولايات المتحدة, لكن في هدوء هذه المرة، وذلك غداة احتجاجات خلفت 21 قتيلا، بحسب حصيلة جديدة, كما أفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية. وتوجه أكثر من 5 آلاف متظاهر في العاصمة إسلام آباد باتجاه مبنى البرلمان القريب من الحي الدبلوماسي المحصن الذي يضم بالخصوص سفارة الولايات المتحدة الأميركية. وهتفوا: «يا رسول الله يا حبيب»، و«عاقبوا من أهان نبينا».

وفي لاهور، المدينة الكبيرة في شرق البلاد، تظاهر نحو 500 من أعضاء مجموعة إسلامية متطرفة أمام القنصلية الأميركية هاتفين: «الجهاد في مواجهة أميركا».

وذكر مسؤولون أن السلطات الباكستانية في حالة تأهب قصوى، أمس، غداة مظاهرات دموية احتجاجا على الفيلم المسيء، الذي أثار غضبا في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.

وقالت صحيفتا «نيوز» و«دون» إن 23 شخصا قتلوا وأصيب أكثر من 200 آخرون أول من أمس بعد أن خرج آلاف الأشخاص معظمهم ينتمون إلى جماعات دينية يمينية إلى الشوارع، في مظاهرات أطلق عليها اسم «يوم في حب النبي»، التي دعمتها الحكومة.

ونظمت مظاهرات عنيفة قرب البعثات الخارجية في العاصمة إسلام آباد بالإضافة إلى لاهور وكراتشي وبيشاور.

وقال المفتش العام بشرطة إسلام آباد بن يامين لوكالة الأنباء الألمانية: «إننا على أهبة الاستعداد للتعامل مع أي مشكلة بعد الحماية الناجحة للمنطقة الحمراء أمس (التي تضم كثيرا من السفارات ومبنى الحكومة الرئيسي) في إسلام آباد».

وأضاف: «يمكنني أن أؤكد أن المتظاهرين لن يسمح لهم بدخول المنطقة الحمراء أو أي منطقة حساسة أخرى».

وما زال كثير من الطرق والميادين ينتشر بها الطوب والحجارة وأجزاء من النوافذ المهشمة وزجاج السيارات وإطارات السيارات المحترقة بعد أن أشعل المتظاهرون النار، في كثير من المباني والمركبات، ونهبوا كثيرا من المتاجر والبنوك.

وفي باريس، شهد يوم الأربعاء الماضي كثيرا من الأحاديث الإعلامية لقادة فرنسيين نادرا ما يتحدثون. فبعد أن تجنبت فرنسا موجة من الهجمات على السفارات الأميركية والغربية في الأيام الأخيرة، فإنها كانت المقصد للتعبير عن الغضب، بعد أن نشرت صحيفة «شارلي إبدو» الساخرة رسوما مسيئة للنبي محمد.

فوزير الخارجية لوران فابيوس كان يكافح لاحتواء غضبه. وفي تصريحات لإذاعة «فرانس إنفو» على هامش زيارته مؤخرا لمصر، وهي إحدى البلاد التي شهدت احتجاجات واسعة على خلفية الفيلم المسيء للإسلام، قال فابيوس: «لا أرى أي فائدة على الإطلاق من مثل هذا الاستفزاز. فأنا حتى أدينه بوضوح». وقال دبلوماسي في باريس وهو يتنفس الصعداء وفي وقت تحبس فيه البلاد أنفاسها، انتظارا لما ستؤول إليه الأوضاع: «لن يمر الأمر بسهولة».

وقد انتشرت بالفعل تهديدات بانتقام عنيف على صفحة «فيس بوك» الخاصة بمجلة «شارلي إبدو»، حيث نشر الآلاف من الناس تعليقات تدعم أو تدين الرسوم الكاريكاتيرية.

الحكومة الفرنسية هذه المرة في مأزق، فهي من ناحية يجب أن ينظر إليها على أنها داعمة لحرية التعبير، ومن ناحية أخرى فإنه لا يمكن أن ينظر إليها على أنها تتغاضي عن عمل، على غرار «براءة المسلمين»، يؤدي في نهاية المطاف إلى خدمة مخططات المتطرفين العازمين على زعزعة استقرار الحكومات لإسلامية المعتدلة التي جاءت كنتاج للربيع العربي. ثم بعد ذلك هناك المتطرفون الذين نشأوا في داخل فرنسا مثل محمد مراح المسلح الإسلامي،الذي قتل 7 أشخاص بالرصاص في تولوز في مارس (آذار) الماضي. وفي يوم الأربعاء، حظرت الحكومة مظاهرة كان مقررا أن يتم تنظيمها خارج السفارة الأميركية في باريس، وذلك بعد أن حاول نحو 200 شخص، كثير منهم من المسلمين السلفيين المتطرفين الذين يرتدون الجلباب الطويل، تنظيم احتجاج هناك في نهاية الأسبوع الماضي.