بائع أعلام أمام السفارة الفرنسية: علم «القاعدة» الأكثر رواجا منذ بدء الاحتجاجات

قال لـ «الشرق الأوسط» إن شيخا يصنعها في منزله والبقية مستوردة من الصين

TT

على الرغم من أنه ليس لديه اهتمامات سياسية، ولا تعنيه سوى «لقمة العيش» والجنيهات القليلة التي يربحها من بيع الأعلام في المظاهرات والاحتجاجات، فإنه أصيب بـ«خيبة أمل كبيرة» حسب وصفه، بسبب قلة عدد المتظاهرين أمام السفارة الفرنسية بالقاهرة أمس (الجمعة) في الاحتجاجات ضد الرسوم المسيئة للرسول، صلى الله عليه وسلم، التي نشرتها مجلة «شارلي إبدو» الفرنسية. ولم يكن ضيق رمضان محمود (29) عاما، الذي امتهن مهنة بيع الأعلام منبعه اقتصاديا، باعتبار أن دخله سوف يتأثر بالطبع بأعداد المتظاهرين، وإنما نتج أيضا عن تمنيه، حسب تعبيره، أن «يزيد عدد المتظاهرين كما كان أمام السفارة الأميركية».

وقال محمود في مقابلة أجرتها معه «الشرق الأوسط» وسط الاحتجاجات أمام السفارة الفرنسية بالجيزة أمس (الجمعة): «أبيع كل أنواع الأعلام، مصر والسعودية وسوريا وفلسطين ودول عربية أخرى، إضافة إلى علم تنظيم القاعدة الذي ظننت في البداية أنه علم خاص بالإسلام فقط ولم أعرف أنه لتنظيم القاعدة إلا من خلال الاحتجاجات أمام السفارة الأميركية على الفيلم المسيء». وأضاف «أشتري جميع الأعلام من تاجر بحي الحسين، وكلها مستوردة من الصين، لكن علم تنظيم القاعدة هو الوحيد الذي يصنع في مصر، حيث يقوم بصناعته أحد الشيوخ في منزله ويقوم ببيعه، وقد عرفني به شخص ملتح في إحدى المظاهرات بميدان التحرير».

وأوضح محمود الذي يسكن في حي إمبابة الشعبي ويعول أسرة مكونة من 5 أفراد، أن العلم المقاس الصغير يشتريه جملة بجنيهين ويبيعه بـ10 جنيهات، بينما يشتري العلم المقاس الكبير بـ3 جنيهات ويبيعه بـ15 جنيها. وأضاف «منذ بدء الاحتجاجات ضد الفيلم المسيء أصبح علم (القاعدة) الأكثر مبيعا، يليه علم السعودية، وقد تراجعت مبيعات علم مصر كثيرا». وتابع «بعت أكثر من 3000 علم لـ(القاعدة) خلال الاحتجاجات أمام السفارة الأميركية، واليوم أيضا أمام السفارة الفرنسية (أمس الجمعة) علم (القاعدة) هو الأكثر مبيعا».

وحول موقفه بعد أن عرف أنه يبيع علم تنظيم القاعدة قال «ليس لدي مشكلة في ذلك لأن (القاعدة) تتصدى للأميركان الذين يحاربون الإسلام. وأنا أشعر أنني أؤدي دورا وطنيا، فالعلم رمز وطني، وهو راية تشعل حماس المتظاهرين، وهذا ما يجعلني فخورا بهذه المهنة».

وأضاف «أتابع قناة (الجزيرة) لمعرفة أماكن المظاهرات وأجهز الأعلام المناسبة، فإذا كانت أمام السفارة السورية، كما حدث من قبل أجهز علم سوريا، وهكذا». وأشار إلى أنه كان يبيع الأعلام بشكل دائم بميدان التحرير، لكن منذ أن قامت الشرطة عقب احتجاجات السفارة الأميركية بإخلاء الميدان وطرد الباعة لم يعد يستطيع التوجه للميدان. واختتم كلامه حزينا بقوله: «أحمل الأعلام وأسير في شوارع وسط القاهرة على مقربة من الميدان ولا أستطيع الدخول إلا إذا وجدت مظاهرة، حيث أقوم بالسير وسط المتظاهرين وأحتمي بهم حتى لا يضايقني رجال الأمن».