مصادر حزب طالباني: الرئيس يتجه لإطلاق مبادرة جديدة تستند إلى الورقة الإصلاحية الشيعية

قيادي كردي لـ «الشرق الأوسط»: تصريحات «العراقية» وحزب بارزاني تصطدم مع المبادرة

صورة من موقع ابراهيم الجعفري رئيس التحالف الوطني الشيعي للقائه مع رئيس الجمهورية جلال طالباني في السليمانية اول من أمس
TT

أعلنت مصادر إعلامية تابعة للاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي أن طالباني بصدد إطلاق مبادرة جديدة لحل الأزمة السياسية في العراق تستند على الورقة الإصلاحية التي اقترحها التحالف الوطني الشيعي كأساس لحل الخلافات بين الكتل العراقية. فقد نقلت إذاعة «صوت شعب كردستان» التابعة للاتحاد الوطني عن مصادرها الخاصة أن «طالباني وبهدف البحث عن الحلول الناجعة للازمة السياسية في العراق وحلحلتها سيتقدم في غضون الأيام القليلة المقبلة بمبادرة جديدة تستند على الورقة الإصلاحية التي تقدم بها التحالف الوطني الشيعي». وقالت تلك المصادر «إن المبادرة تحتوي على فقرة جديدة يتوافق مضمونها مع الاتفاقات والتفاهمات السابقة، وستكون الأساس لإطلاق حوار وطني يهدف إلى إنهاء الأزمة السياسية بالبلاد»، مضيفة أن مبادرة الرئيس ستعتمد خارطة طريق تستند على مبادئ الدستور والاتفاقات السابقة الموقعة بين الكتل العراقية.

وكانت الأنظار تتجه صوب طالباني الذي قرر العودة إلى بغداد نهاية الأسبوع الجاري لبدء مشاوراته مع الكتل السياسية لأجل إطلاق دعوة لعقد طاولة الحوار بهدف إخراج العراق من أزمته الراهنة، وتأتي مبادرته هذه في إطار التحضيرات التي يجريها لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني المرتقب، ولكن اعتماد الورقة الإصلاحية الشيعية كأساس للمبادرة أثار الكثير من التساؤلات خاصة أنه على حد علم «الشرق الأوسط» فإن تلك الورقة لم تسلم بعد إلى أطراف الخلاف ولا أحد يعرف مضمونها بالكامل وهذا ما أكده رئيس كتلة التحالف الكردستاني الدكتور فؤاد معصوم في اتصال هاتفي مع«الشرق الأوسط» حيث صرح قائلا «نعم لم نستلم بعد نص الورقة الإصلاحية الشيعية من التحالف الوطني بشكل رسمي، وكنت عند زيارتي إلى إبراهيم الجعفري رئيس التحالف الوطني قد استمعت منه إلى بعض التفاصيل المتعلقة بالورقة ومضامينها، ولكننا لحد الآن لم نتسلم نصها».

وأشار معصوم إلى أن «الرئيس طالباني بعد عودته إلى العراق من رحلته العلاجية التقى بالكثير من القادة السياسيين والكتل السياسية والمسؤولين الكبار في الأحزاب والقوى العراقية، وعلى هامش تلك اللقاءات أجرى مشاورات أولية حول آفاق الحل للازمة السياسية الحالية، ويبدو أنه يحضر حاليا لمبادرة جديدة تستند على الأوراق والمقترحات المطروحة من قبل الأطراف السياسية، وأعتقد أنه من الممكن أن نبحث في طيات جميع تلك الأوراق والمقترحات عن المشتركات التي يمكن أن توصلنا إلى النتيجة المرجوة وهي عقد مؤتمر الحوار الوطني وإنجاحه، وإما العودة إلى المربع الأول والنظر مجددا بمقررات اجتماعات أربيل الأولى والثانية واجتماع النجف».

من جانبه أبدى قيادي كردي طلب عدم ذكر اسمه تشاؤمه من نجاح مبادرة طالباني مستندا على بعض المواقف والتصريحات التي صدرت في الآونة الأخيرة من عدد من مسؤولي القائمة العراقية ومن الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني. وقال في تصريحه لـ«الشرق الأوسط» إن «اللافت للنظر هو غياب رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي عن زيارة الرئيس طالباني في السليمانية، في وقت زاره عدد كبير من قادة ومسؤولي مختلف القوى والكتل السياسية العراقية، والنجيفي هو أحد قيادات القائمة العراقية، مما يستدعي وقفة تأملية لهذا الموقف الذي يتسق مع موقف قيادة القائمة من أي حوار أو مبادرة جديدة تهدف إلى الخروج من الأزمة السياسية العراقية، فقد سمعنا من قادة الكتلة العراقية طلبهم إعادة النظر بقضية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي كشرط مسبق قبل الموافقة على حضور اجتماع الطاولة المستديرة في بغداد، أما حزب بارزاني فقد صدر عن أحد قيادييها وهو أدهم البارزاني تصريح غريب أعرب فيه عن استنكاره لزيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للرئيس طالباني بالسليمانية، وهذان الموقفان من طرفي النزاع السياسي في العراق لا يتوافقان مع الأجواء التي تتحدث بعض المصادر عن إيجابيتها، وأنها باتت ملائمة لإطلاق الرئيس طالباني لمبادرة حل الأزمة، ولذلك فأنا أعتقد أن مواقف الطرفين العراقية وحزب بارزاني ستصطدم مع مبادرة الرئيس، وبالتالي لا يمكن أن نعول على تلك المبادرة التي انتظرها العراقيون طويلا للخروج من الأزمة».

وقال المصدر القيادي الكردي «إن الحلول المنطقية للازمة باتت معدومة برأيي الشخصي، ففي ظل التناحرات والخلافات العميقة بين القوى العراقية لا يمكن الوصول إلى حلول توافقية، ومجمل ما يطرح حاليا لا يعدو الحلول الترقيعية لا تجدي نفعا لحل أزمة عميقة بمستوى الأزمة العراقية، وعليه فإن الخيار الوحيد المتبقي لحد الآن هو الاستعجال بإجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة لكي نفرز بين من هو مع الدولة الديمقراطية التعددية، ومن هو مع القوى الإرهابية وأعداء العراق المعادين للعملية الديمقراطية، وبين من يريد بناء العراق ومن يريد أن يهدمه على رؤوس الجميع».

إلى ذلك، علمت «الشرق الأوسط» أن زعيم القائمة العراقية إياد علاوي الذي كان في زيارة إلى روسيا وصل إلى عمان في طريقه إلى كردستان لزيارة طالباني وأن قيادات القائمة العراقية الأخرى، وفي مقدمتهم النجيفي ووزير المالية رافع العيساوي، ينتظرون علاوي لينضموا إليه في زيارة طالباني في السليمانية. يذكر أن الوحيد من قيادات القائمة الذي زار طالباني هو نائب رئيس الوزراء صالح المطلك الذي رافق رئيس الوزراء نوري المالكي في زيارته لرئيس الجمهورية، حيث حرص المالكي على أن تكون الزيارة حكومية، وليست شخصية أو حزبية، واصطحب نائبيه المطلك وحسين الشهرستاني، فضلا عن عدد من الوزراء.