اليمن: 16 قتيلا في معارك بين الحوثيين وقبائل مناوئة لهم شمال صنعاء

ميليشيات الحوثي تفجر «دار تعليم القرآن» وتقصف مسجد «القدس» في مدينة ريدة بمحافظة عمران

TT

ارتفعت حصيلة القتلى في الاشتباكات المستمرة منذ أول أمس بين رجال القبائل وحوثيين في مدينة ريدة شمال العاصمة اليمنية صنعاء إلى 16 شخصا، بينهم 12 من الحوثيين، بعد اقتحام الحوثيين مسجد «عويدين» الذي يتبع التيار السلفي والواقع جنوب مدينة ريدة قبيل صلاة الجمعة وقتل إمام الجامع على يد مسلحين.

وذكر موقع «مأرب برس» أن الحوثيين اعتلوا منارة الجامع وقاموا بقنص عدد من المارة في شوارع مدينة ريدة القريبة من مدينة عمران (45 كم شمال العاصمة صنعاء). وتأتي هذه الاشتباكات بعد قيام مجموعة من الحوثيين باقتحام جامع وقتل إمامه أمين مسلي قبيل صلاة الجمعة أول من أمس.

وكانت قبائل عيال سريح التابعة لقبيلة بكيل، كبرى القبائل اليمنية، قامت بطرد مجاميع من الحوثيين صباح أمس كانوا قد نصبوا خيامهم بالقرب من مدينة ريدة، بعد أن منحتهم 24 ساعة لرفع خيامهم والرحيل من المنطقة، مما اضطر الحوثيين إلى قلع خيامهم تحت ضغوط القبائل.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود عيان قولهم إن الحوثيين فجروا «دار تعليم القرآن» وقصفوا مسجد «القدس» في ريدة، حيث كانت الاشتباكات مستمرة بعد ظهر أمس. وقد اندلعت المعارك في ريدة عقب مظاهرة متمردين زيديين كانوا يحتجون على التعيينات الإدارية الأخيرة في مناطقهم، كما أفاد شهود. وأضاف الشهود أن الفريقين المسلحين بقاذفات الصواريخ «آر بي جي» تلقوا تعزيزات بعيد اندلاع المعارك، وأن الوضع بالغ التوتر في المدينة. وتتهم القبائل جماعة الحوثي بمحاولة فرض توجهها على أبناء هذه القبائل بالقوة، وهو الأمر الذي ترفضه القبائل المناوئة للحوثيين في الحزام القبلي الشمالي في محافظة عمران إلى الشمال من العاصمة صنعاء. وقامت جماعة الحوثي بنشر شعاراتها الأسبوع الماضي بشكل مكثف على عدد من المباني والمرافق في العاصمة صنعاء، وهو الأمر الذي أدى إلى صدور تعليمات من أمين العاصمة بإزالة كل الملصقات التي وضعت بشكل غير قانوني في شوارع العاصمة، في إشارة إلى شعارات الحوثيين حسب مصادر في أمانة العاصمة. وكانت قبائل التحالف القبلي لأبناء محافظة صعدة المناوئة للحوثيين قد أمهلت الحكومة اليمنية ثلاثة أيام ابتداء من أول أمس للقيام بوضع حد لرفع الشعارات واللافتات الحوثية من جميع شوارع العاصمة صنعاء، وضبط الجميع، للالتزام بالنظام والقانون وعدم إتاحة الفرصة لمن يسعون لنشر الفوضى وإفشال الحوار الوطني، مما حدا بأمانة العاصمة إلى إصدار تعليمات بإزالة هذه الشعارات.

وقال التحالف في بيان تلقى «مأرب برس» نسخة منه «إنه في حال عدم توقيف ذلك فسوف نقوم بواجبنا لمواجهة أعدائنا من خلال نشر شعاراتنا ولافتاتنا في شوارع العاصمة صنعاء ومواجهة كل من يحاول استفزازنا والدفاع عن أنفسنا».

وتتزامن المواجهات الجديدة، المتواترة بين رجال القبائل والحوثيين، مع اقتراب الحوار الوطني المقرر الخريف، في إطار الاتفاق السياسي الذي أتاح تنحي الرئيس السابق علي عبد الله صالح بعد مظاهرات استمرت أشهرا. وكان المتمردون الحوثيون ذكروا أنهم سيشاركون في الحوار الذي لم يعلن موعد بدئه بعد. ومنذ أواخر 2011، أسفرت مواجهات بين الحوثيين ورجال القبائل المناهضة لهم عن عشرات القتلى عندما كان الحوثيون يحاولون السيطرة على بعض مناطق الشمال. وانتفض المتمردون الحوثيون في 2004 معتبرين أنهم مهمشون على الصعد السياسية والاجتماعية والدينية. وأسفرت المعارك مع الجيش عن آلاف القتلى قبل وقف لإطلاق النار في فبراير (شباط) 2010.