موفاز: علاقة إسرائيل بالولايات المتحدة متأزمة بسبب سياسات نتنياهو

تدريبات عسكرية على حرب مفتوحة وكيماوية.. والمطالبة بتغلغل استخباري في سيناء

شاؤول موفاز
TT

قال رئيس المعارضة الإسرائيلية، زعيم حزب كاديما، شاؤول موفاز، إن العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة تشهد أزمة كبيرة وصعبة هذه الأيام. وأضاف «إنها أزمة مستمرة وستبقى موجودة طالما واصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انتهاج سياسته الحالية في الداخل والخارج». وأضاف في ندوة في كفار سابا القريبة من الخطة الأخضر شمال الضفة الغربية أن «الحكومة تثير الموضوع الإيراني، وتؤججه في المحافل الدولية، بدلا من التعامل مع القضايا التي تعانيها الدولة في الداخل، هناك قضايا أهم وأخطر من الموضوع الإيراني». وتابع القول «مثلا قيام دولة ثنائية القومية أمر أخطر بالنسبة لنا من التهديد الإيراني». ويرى موفاز أنه لا يجب التدخل في عمل الولايات المتحدة لا في الشأن الإيراني ولا في الانتخابات ولا في قضايا أخرى، وأنه يجب إعطاؤها فرصة كي تتحرك كيفما تشاء.

وجاء حديث موفاز في وقت انتقد فيه مسؤولون إسرائيليون هذا الأسبوع، ما وصفوه تجاوز نتنياهو للخطوط الحمراء في العلاقة مع واشنطن وتدخله في طريقة معالجتها الشأن الإيراني، وفي الانتخابات الرئاسية أيضا. وثمة مخاوف في إسرائيل من إقدام حكومة نتنياهو على توجيه ضربة عسكرية لإيران من دون موافقة الولايات المتحدة، وزاد من هذه المخاوف، تدريبات أجراها الجيش الإسرائيلي هذا الشهر على «حرب مفتوحة» وعلى عدة جبهات.

وبثت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، تقارير متلفزة ومكتوبة عن تدريبات أجريت قبل أسبوعين في قاعدة «رمون» التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي في صحراء النقب. وتدرب الجيش أيضا على مواجهة عدة هجمات في وقت واحد، من سوريا ومن سيناء ومن لبنان وحتى من غزة عن طريق النقب.

وتدرب الجيش على احتمالات إطلاق صواريخ من سوريا ولبنان وسيناء، ومحاولات التسلل من غزة، وكذلك على حرب تتصاعد تدريجيا، وتتحول إلى كيماوية. وشارك في هذه المناورات خبراء في علم النفس وفي علم الاجتماع.

وقال العميد هرتسا ليفي للتلفزيون الإسرائيلي، «هذه المرة ستكون حربا مختلفة، حربا مدمرة». وأضاف «لن ننتظر سقوط الصواريخ بل سنذهب إلى حيث يطلقونها، لن نسمح لأحد أن يقول إنه انتصر علينا، سننفذ سياسية الأرض المحروقة».

وفي سياق متصل، حث مسؤولون سياسيون وعسكريون، نتنياهو، على ضرورة «تعميق» العمل الاستخباراتي الإسرائيلي في سيناء، بعد العملية الأخيرة التي قتل فيها جندي إسرائيلي و3 مهاجمين. ويقول أصحاب هذا التيار، إن الجماعات السلفية تتحول إلى أكثر «شراسة» مع مرور الوقت، فيما تعجز أجهزة الأمن المصرية عن متابعتها ووضع حد لها.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إن هؤلاء المسؤولين يعتقدون، أن الدفاع لا يمكن تحقيقه إلا من خلال متابعة عميقة لما يجري في داخل سيناء من خلال الجو والبر، خصوصا بعد العملية الأخيرة التي أظهرت قدرات فائقة للجماعات المسلحة في سيناء، بعد استخدام المتسللين طعما لاستدراج الجنود الإسرائيليين ومن ثم مفاجأتهم بالهجوم.

ويقول عسكريون خبراء إنه يجب «تعميق وتعزيز العمل الاستخباراتي مع البدو بسيناء». وقالت مصادر إسرائيلية إن نتنياهو فكر بالقيام بأكثر من ذلك، بتنفيذ «عمليات استباقية» لضرب البؤر «الإرهابية» في سيناء، لكنه تخوف من مواجهة مع الرئيس المصري محمد مرسي. ويرغب نتنياهو في تطبيق نفس السياسة التي تتبعها إسرائيل في قطاع غزة على سيناء، أي تصفية ناشطين، غير أنه يخشى من انعكاسات سلبية خطيرة على العلاقات المصرية - الإسرائيلية.

وقالت «يديعوت» إن «الإشكاليات تتمثل في أن إسرائيل يجب أن تفكر مرتين قبل تشغيل أجهزتها في سيناء، أو تنفيذ أي عمل، لأن ذلك يعطي الإخوان المسلمين الذين يحكمون مصر ذريعة لإلغاء معاهدة السلام». وأضافت، «حتى الإدارة الأميركية ستجد صعوبة في منعهم وينبغي أن نعلم أن الحفاظ على معاهدة السلام مع مصر هو أمر مهم تحت شعار الحفاظ على حالة (غير العداء) أو ما يسمى (السلام البارد)، بين إسرائيل ومصر، وهذا سيكون أفضل بكثير من حالة عداء أو قطيعة». وتابعت القول إن «السلام مع مصر مرتبط بشكل أو بآخر بمعاهدة السلام مع الأردن، لأنه إذا ما ألغت مصر اتفاق السلام، فإن الأردن على الأرجح، لن تبقى الدولة العربية الوحيدة التي لديها معاهدة سلام مع إسرائيل».