إسقاط طائرة في ريف حلب.. ومدينة سلوقة في الرقة تقصف للمرة الأولى

مجزرتان في حي جوبر وحجيرة.. واقتحامات ودهم في ريف دمشق

سوريون ينظرون لركام مدرسة قصفتها القوات النظامية بمنطقة بستان القصر بحلب أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

بالتزامن مع إعلان قيادة الجيش السوري الحر نقل قيادته من تركيا إلى داخل سوريا، تواصلت الاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في مناطق واسعة من ريف دمشق أمس، كما في محافظة حلب التي أسقط المعارضون فيها طائرة حربية تابعة للنظام أثناء تحليقها فوق بلدة الأتارب في ريف حلب.

ودخلت محافظة الرقة على خط المواجهات للمرة الأولى، إذ أعلن أن القوات النظامية قصفت مدينة سلوقة في المحافظة. وأسفرت الاشتباكات والقصف المكثف الذي طال سائر المدن السورية عن سقوط 114 قتيلا كحصيلة أولية، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، معظمهم في ريف دمشق.

في غضون ذلك، أعلن مصدر قيادي في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أن المعاضة في ريف حلب «غنمت مدفعا رشاشا من عيار 57 ملم، إثر اشتباكات مع الجيش النظامي، واستخدم أمس، لأول مرة، في معارك في ريف حلب». ويعتبر هذا المدفع الرشاش أثقل عيار من المدافع الرشاشة التي تشارك في العمليات العسكرية في سوريا، ولا يملك الجيش الحر منها سوى قطعة واحدة.

وبينما أعلنت وكالة «رويترز» عن إسقاط مقاتلة عسكرية تابعة للنظام في محافظة إدلب في شمال سوريا، أكد المصدر القيادي في الجيش الحر أن إسقاط المقاتلة «تم في ريف حلب»، مشيرا إلى أنها أسقطت برصاص مدفع رشاش محمول على عربة من عيار 14.5 ملم.

ونقلت وكالة «رويترز» عن شاهد عيان قوله «إن مقاتلي المعارضة كانوا يهاجمون قاعدة عسكرية قرب بلدة الأتارب عندما حلقت الطائرة وأسقطها مقاتلو المعارضة بنيران أسلحة مضادة للطائرات».

وشهدت مدينة حلب أمس واحدة من أوسع جولات الاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر. وقال المصدر القيادي لـ«الشرق الأوسط» إن مقاتلي المعارضة «قاتلوا أمس على أكثر من 10 جبهات في أحياء حلب وبلدات في ريفها»، مشيرا إلى أن الاشتباكات «متواصلة، حيث يعمل مقاتلو الجيش الحر على منع القوات النظامية من التقدم، ويواصلون التصدي للطائرات الحربية التي تغير على المناطق والأحياء، على الرغم من القصف المتواصل لها».

من ناحيته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أحياء القاطرجي والشعار والصخور وهنانو والعرقوب الواقعة شرقي مدينة حلب وحي المرجة الواقع جنوبها تعرضت للقصف فجرا، بعد معارك اندلعت أول من أمس الجمعة حول ثكنة هنانو بالمدينة. وأشار المرصد إلى «عمليات قصف ومعارك دارت في بضع مناطق مثل مدينة الباب». كما أفاد أنّ خمسة مسلّحين معارضين قتلوا في المعارك العنيفة الدائرة منذ ساعات في بلدتي أورم وكفر جوم في غرب محافظة حلب.

وتقع هذه البلدات في غرب محافظة حلب بالقرب من الحدود مع تركيا. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إنه «لا وجود للدولة في هذه المنطقة عدا عن بعض النقاط العسكرية والمراكز الإدارية». وأضاف أن «النظام يسعى بأي ثمن لمنع المسلّحين المعارضين من وصل هذه المنطقة في محافظة حلب بمحافظة إدلب، لأن ذلك سيضمن سيطرتهم على منطقة واسعة على الحدود مع تركيا».

بالتزامن، أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن منطقة دارة عزة في حلب تعرضت لقصف عنيف بالصواريخ والرشاشات الثقيلة ما أدى إلى تهدم عدد كبير من المنازل. أما الأتارب، فسجل سقوط شخصين جراء انهيار مبنى سكني في قصف قوات النظام بالطيران الحربي، كما سقط ثلاثة أشخاص بالطريقة نفسها في منطقة الزكية، بحسب لجان التنسيق المحلية. وكانت الهيئة العامة للثورة السورية أعلنت عن «مجزرة راح ضحيتها 9 شهداء بالقصف على حي الميسر، بين الشهداء 7 أطفال و12 سيدة».

في المقابل، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» أن «قواتنا المسلحة استهدفت من خلال عمليتين نوعيتين تجمعات للإرهابيين قرب دار الشفاء ومشفى البيان في منطقة الشعار بحلب ما أسفر عن إيقاع خسائر فادحة في صفوف الإرهابيين بينما دمرت وحدة من قواتنا الباسلة من خلال عملية نوعية أخرى مستودعا للأسلحة والذخيرة بمن فيه من الإرهابيين في محلة السيد علي قرب مطعم الوالي بمدينة حلب».

وقال مصدر في المحافظة للوكالة «إن قواتنا المسلحة قامت بتدمير 40 سيارة مزودة برشاشات دوشكا بمن فيها من الإرهابيين على طريق الأتارب اورم الصغرى بريف حلب إضافة إلى تدمير مقرين للإرهابيين بالقرب من المركز الثقافي بمنطقة هنانو ودوار باب الحديد في مدينة حلب».

وذكرت «إن قواتنا المسلحة عثرت على وكر للمجموعات الإرهابية داخل المعهد الصناعي الرابع بمنطقة سليمان الحلبي في حلب الذي طهرته قواتنا المسلحة من الإرهابيين اليوم كما عثرت على (14) عبوة ناسفة تركتها المجموعات الإرهابية المسلحة في أحد المعامل في منطقة المعامل بالعرقوب في حلب».

وأشارت إلى أنه «تم تدمير مقر للإرهابيين بين المعهد الرياضي ودار العجزة في بستان الباشا ما أسفر عن مقتل عشرين إرهابيا وإصابة عشرة آخرين». كما «دمرت وحدات من قواتنا المسلحة مقرات الإرهابيين في دوار اغيور وقسطل حرامي وكبدتهم خسائر كبيرة».

وفي ريف دمشق التي أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أن معظم قتلى الأمس سقطوا فيها، أعلنت لجان التنسيق المحلية أن قوات النظام اقتحمت بلدة سبنيه وشنت حملات دهم واعتقالات وسرقة للممتلكات وحرق للمنازل والمحال التجارية. أما الزبداني، فتعرضت بحسب اللجان إلى عملية اقتحام حي «حاصر القوات النظامية منطقة الشلاح وسط إطلاق نار وشنت حملة اعتقالات ضمت أعدادا كبيرة من النازحين».

وتعرضت منطقة العبادة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق لقصف عنيف بمدافع الشيلكا من معسكر الصاعقة، كما أعلنت اللجان عن وصول تعزيزات عسكرية ضخمة إلى حاجز جسر زملكا، مشيرة إلى «وجود دبابات وسيارة محملة برشاش دوشكا على الجسر، وانتشار للقناصة على الأبنية القريبة من حاجز حرملة».

إلى ذلك، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية عن سقوط «13 قتيلا باستهداف حافلة ركاب في منطقة حجيرة، كما تم إعدام ستة أشخاص في حي القدم الدمشقي». أما في حرستا قرب دمشق، فقتل جندي خلال معارك اندلعت على أثر عمليات قصف مدفعي وشوهدت أعمدة الدخان في المنطقة.

وفي حي القدم في دمشق، أعلنت لجان التنسيق المحلية عن سقوط ستة قتلى من عائلة واحد قضوا على يد قوات النظام إعداما ميدانيا، فيما أكد ناشطون أن «دبابات النظام وعددا كبيرا من شبيحته اقتحموا الحي وأقاموا حواجز فيه بعدما طهر الشبيحة المنازل من المعارضين».

وأعلنت لجان التنسيق المحلية أن 16 قتيلا قتلوا في حي جوبر، لدى اقتحام القوات النظامية للحي. وقال ناشطون إن هؤلاء «ماتوا إما بالقصف أو بالإعدام الميداني».

وفي درعا ذكر ناشطون أن القوات النظامية شنت حملة اعتقالات ودهم واسعة في منطقة الحارة، في حين اندلعت معارك في داعل. كما قصف جيش النظام الحاكم بلدات نصيب وحيط والشجرة. وذكرت قناة «الجزيرة» أن «الاشتباكات لا تزال مستمرة في منطقة نصيب الشرقية وسد الوحدة (غرب) ومنطقة تل الشهاب». ونقلت القناة عن مراسلها قوله «إن ذلك يتسبب في معاناة كبيرة للاجئين الذين يقيمون في تلك المناطق»، مشيرا إلى أن اللواء 61 المكلف بالتصدي لإسرائيل هو الذي يتولى عمليات القصف.

وعلى جانب آخر، أعلنت التنسيقية العامة للثورة السورية أن قوات النظام داهمت بلدة هيت في درعا وقصفتها ثم أحرقت ونهبت عددا من المنازل.

وفي دير الزور، أفاد ناشطون على مواقع الثورة السورية على «فيس بوك» عن «اشتباكات عنيفة جرت بين قوات جيش الأسد والجيش الحر على الطريق الدولي بين مدينة موحسن والميادين بريف دير الزور».

أما في حمص، فشهدت مواجهات بين الجيشين النظامي والحر على مشارف المدينة القديمة، كما «قتل أربعة جنود في هجوم استهدف سيارتهم بالقرب من حمص». كما أفيد عن اشتباكات عنيفة وقعت أمس في منطقة البقيعة الحدودية مع شمال لبنان.

ودخلت محافظة الرقة على خط التطورات أمس، إذ نقلت قناة «العربية» عن المركز الإعلامي السوري إعلانه أن «قوات النظام السوري تقصف لأول مرة مدينة سلوق بالرقة».

أما في حماه، فأعلنت لجان التنسيق المحلية عن العثور على 5 جثث في حي مشاع الأربعين بعد مجزرة ارتكبتها قوات النظام منذ أيام.

في المقابل، ذكرت وكالة «سانا» أن «الجهات المختصة لاحقت مجموعة إرهابية مسلحة في سهل البقيعة بريف تلكلخ وأوقعت عناصرها بين قتيل وجريح وصادرت ما بحوزتهم من أسلحة».

من جهة أخرى، قال مصدر للوكالة إن «وحدة من قواتنا المسلحة كبدت مجموعة إرهابية مسلحة خسائر فادحة بعد أن حاولت التسلل الليلة الماضية من الأراضي اللبنانية إلى سوريا عبر مقطع ملتقى النهرين بريف تلكلخ مقابل قرية الخالصة اللبنانية». وأشار المصدر إلى أن «قواتنا المسلحة أوقعت إصابات مباشرة في صفوف المجموعة الإرهابية وأجبرت بقية أفرادها على الانكفاء والهروب باتجاه الأراضي اللبنانية».

وفي ريف درعا، ذكرت «سانا» أن «الجهات المختصة وبناء على المعلومات وبالتعاون مع الأهالي لاحقت مجموعات إرهابية مسلحة كانت تعتدي على المواطنين وقوات حفظ النظام في وادي حيط في منطقة نوى وكبدتها خسائر فادحة». ونقل مراسل الوكالة عن مصدر بالمحافظة قوله إن «الجهات المختصة قضت على متزعم المجموعة الإرهابية في وادي حيط محمود العيشات وألقت القبض على باقي أفراد المجموعة وصادرت أسلحتهم وضبطت كميات كبيرة من المواد الغذائية المسروقة».

كما ذكرت الوكالة أن «وحدة من قواتنا المسلحة اشتبكت مع مجموعة إرهابية مسلحة في مدينة الصنمين وقضت على أحد الإرهابيين الذي لم يعثر بحوزته على أي وثيقة تثبت هويته وألقي القبض على باقي أفراد المجموعة».