تزكية وزير إسلامي على رأس حزب ناشئ مقرب من بوتفليقة

عمر غول يريد لتجمع «تاج» أن يكون جامعا لكل القوى

TT

أعطى ناشطون سياسيون جزائريون، يتحدرون من تيارات ديمقراطية وإسلامية ووطنية، ضوءا أخضر إلى الوزير الإسلامي عمر غول، لقيادة حزب جديد باسمهم يشاع أنه خيط على مقاس الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ليحصل على ولاية رابعة بمناسبة انتخابات الرئاسة المرتقبة في ربيع 2014.

وزكى أمس المشاركون في مؤتمر تأسيس «تجمع أمل الجزائر»، المعروف اختصارا بـ«تاج»، وزير الأشغال العمومية عمر غول رئيسا للحزب لمدة خمس سنوات. وأعلن غول في خطاب افتتاح المؤتمر أول من أمس، بالعاصمة، عن توجهات الحزب بشكل صريح، عندما وضعه في إطار «دعم برنامج الرئيس عبد العزيز بوتفليقة». وقال أيضا إن «(تاج) يعمل ليكون حاضرا في كل مؤسسات الدولة وهيئاتها المنتخبة والتنفيذية».

ويرى غول والمبادرون بتأسيس «تاج»، أنهم يريدون من الحزب الجديد أن يكون «جامعا متفتحا على كل مكونات المجتمع الجزائري، يعمل على تعبئة كل القوى الحية الإسلامية والوطنية والديمقراطية من أجل زرع الأمل وبناء جزائر موحدة وواعدة ورائدة». كما يرى هؤلاء أن تأسيس الحزب الجديد «كان بدافع الحاجة إلى وجود فضاء سياسي جديد جامع لكل أطياف العمل السياسي الوطني»، ودعوا إلى «ضرورة الانتقال من الصراع الآيديولوجي العقيم إلى تنافس سياسي نزيه»، و«الانخراط في مسار التغيير السلمي الهادئ والمشاركة في حل المشاكل الحقيقية للمواطنين».

وشارك في المؤتمر التأسيسي لـ«تاج»، كوادر منشقون عن حزب الأغلبية (جبهة التحرير الوطني)، وحزب الوزير الأول السابق أحمد أويحيى (التجمع الوطني الديمقراطي)، وخاصة الحزب الإسلامي «حركة مجتمع السلم» الذي استقال منه غول، بمجرد أن وجهت قيادته رسالة إلى بوتفليقة تطلب منه عدم إشراكها في الحكومة الجديدة، التي أعقبت انتخابات البرلمان التي جرت في العاشر من مايو (أيار) الماضي. وكان ذلك رد فعل من «حركة مجتمع السلم» على نتائج الاستحقاق الذي اعتبره «مزورا لفائدة أحزاب السلطة». و«كافأ» بوتفليقة غول على استقالته، وأعاده إلى الطاقم الحكومي المعين مطلع الشهر الحالي.

وقد جهر غول بمعارضته قرار الخروج من السلطة، رغم أنه انتخب في لائحة مرشحين تضم «حركة مجتمع السلم» وحزبين إسلاميين آخرين، واتهمته الأحزاب الثلاثة بـ«الخيانة» وطالبته بتسليم الولاية النيابية هو ونحو 30 برلمانيا إسلاميا انخرطوا في حزبه الجديد.

وتحاشى غول الخوض في معركة مع حزبه السابق، وفضل الخطاب الذي ينادي بـ«التصالح» و«تغليب مصلحة الوطن على مصالح الأشخاص»، وأن حزبه الجديد «لم يأت للصدام مع أي حساسية في البلاد، وإنما ليجمع كل الطاقات الخيرة من أجل بناء الجزائر». ولكن الكثير من المتتبعين استغربوا «التوليفة الهجينة» التي يتكون منها «تاج».. فهو خليط من رجال أعمال قريبين من محيط الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وشاركوا في تمويل حملته الانتخابية مرتين (2004 - 2009)، ومنهم نشطاء سياسيون محسوبون على التيار العلماني .