لام أكول لـ «الشرق الأوسط»: أصبح لدينا دولتان.. وعلى جوبا اعتماد الديمقراطية

وزير الخارجية السوداني الأسبق يدعو سلفا كير لإقامة نظام فيدرالي.. وجوبا تعتبره عميلا لدولة معادية

لام أكول رئيس حزب الحركة الشعبية المعارض
TT

جدد الدكتور لام أكول رئيس حزب الحركة الشعبية - التغيير الديمقراطي المعارض، دعوته إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في جمهورية جنوب السودان بزعامة سلفا كير ميارديت للحوار، من أجل تعزيز الوحدة الوطنية والعمل لتحقيق التحول الديمقراطي، داعيا إلى نظام فيدرالي في الدولة التي استقلت قبل عام وتعزيز التعايش السلمي، محذرا جوبا من إقامة علاقات مع تل أبيب على حساب الدول العربية، غير أن قياديا في الحركة الشعبية الحاكمة اعتبر أكول عميلا لدولة السودان، التي قال إنها تعادي دولته.

وقال أكول الذي شغل منصب وزير الخارجية في السودان قبل استقلال دولة جنوب السودان لـ«الشرق الأوسط» إن حواره مع جوبا توقف من طرف الحكومة، وإنه على استعداد لاستئناف الحوار متى ما كان الطرف الآخر مستعدا، وشدد على أنه لا يريد ضمانات دولية أو إقليمية في الحوار والاتفاق مع الحكومة، وقال: «أنا ذهبت إلى جوبا بعد أن تفاوضت مع سلفا كير في نيروبي، ولم أطلب ضمانات، ولكن رئيس الجمهورية الذي في يده الأجهزة الأمنية هو الوحيد الذي يقدم الضمانات»، وأضاف أن اتفاقية السلام الشامل التي تم توقيعها في يناير (كانون الثاني) من عام 2005 لديها هدفان، تحقيق السلام الدائم، حتى وإن كان بتقسيم البلاد والتحول الديمقراطي، معتبرا أن استقلال جنوب السودان لم يحقق السلام والتحول الديمقراطي في البلدين، وتابع: «أصبح لدينا دولتان بنظام واحد، بدلا من نظامين في دولة واحدة، عند توقيع اتفاقية السلام».

وقال أكول إن حزبه مع قوى المعارضة الأخرى لم يغلقوا باب الحوار مع الحزب الحاكم لتحقيق الوحدة في جنوب السودان لتعيش في سلام وانسجام مع جيرانها، داعيا إلى قيام دولة فيدرالية في جنوب السودان لتحقيق الوحدة في التنوع وتعزيز التعايش السلمي بين المكونات القبلية في البلاد.

وحول العلاقات بين جوبا والخرطوم، قال إن العلاقات بين البلدين معقدة خاصة بعد قرار مجلس الأمن الدولي بالرقم (2046) لتسوية القضايا العالقة بينهما، وأضاف أن على البلدين وقف دعم المجموعات المتمردة ضد بعضهما، وترسيم الحدود، وتنظيم العلاقات التجارية والاتفاق على إجراء الاستفتاء في منطقة أبيي، وشدد على أن هناك علاقات تاريخية بين الشعبين على حدود البلدين، وأضاف أن 4 ملايين جنوبي نزحوا إلى الشمال خلال فترة الحرب في حين أن عدد اللاجئين إلى دول مجاورة أخرى لم يتعدّ مليونين، وقال: «ما يحدث الآن غير طبيعي والخلافات السياسية بين الطرفين أثرت على تقاليد التعايش بين الشعبين»، وعبر عن أمله في أن يتم التغلب على هذه الخلافات في المستقبل، وقال: «كما حدث بين فرنسا وألمانيا اللتين أصبحتا الآن دعامة أوروبا بعد عدائهما لسنوات طويلة».

وحذر أكول من التقارب بين جوبا وتل أبيب، وقال إن تلك العلاقة لا ينبغي أن تكون على حساب العلاقات مع العالم العربي، وأضاف أن الدول العربية والحركات مثل ليبيا والفلسطينيين كانوا من أوائل الداعمين للحركة الشعبية منذ بداياتها، مشيرا إلى برامج التنمية التي قدمتها الدول العربية، مثل مصر والكويت والإمارات العربية حاليا وفي الماضي، وأضاف أن العلاقات الخارجية للدولة الجديدة ينبغي أن تنبني على أساس المصالح المتبادلة.

وقال أكول إن حزبه الوحيد الذي لديه 6 أعضاء في البرلمان القومي، ولكن جوبا تتهمه بأنه مدعوم من الخرطوم ولديه ميليشيا مسلحة، غير أنه رفض الاتهامات، وقال إنها قديمة منذ عام 2009، وقد كسب دعوى قضائية في المحكمة الدستورية ضد الحركة الشعبية قبل استقلال الجنوب، وأضاف: «إذن هي اتهامات قديمة ولم تتغير»، متهما الحكومة بمصادرة ممتلكات حزبه في عدد من ولايات الجنوب، وقال إن زعيم المعارضة في البرلمان من حزبه تعرض للاعتداء من قبل أجهزة الأمن من قبل، وأضاف: «أنا تحدثت إلى سلفا كير من قبل ووعد بأن يتم إيقاف الاعتداء على حزبنا، لكن ما زالت الاعتداءات مستمرة».

من جانبه، قال أتيم قرنق زعيم الأغلبية في برلمان الجنوب والقيادي في الحركة الشعبية الحاكمة لـ«الشرق الأوسط» إن لام أكول موجود في الخرطوم التي تعتبر جنوب السودان العدو الأول قبل إسرائيل.

وأضاف: «لغته مثل الحكومة السودانية في العداء، وأكول أصلا يعمل منذ التسعينات على تفتيت الجنوبيين»، وقال: «أعضاء حزب لام أكول في البرلمان من قبيلته فقط، وليس لديه كوادر وأعضاء القبائل الأخرى وحتى قبيلته كلهم لا يتفقون معه»، وتابع: «لذلك هو ليس ديمقراطيا وزعيم حزبه في البرلمان لا يتفق معه، لأن منطلقات أكول من دولة أخرى لها عداء معنا»، معتبرا التحذير من العلاقات مع تل أبيب ذرا للرماد في العيون، وقال إن بلاده تقيم علاقات متوازنة مع كل الدول وفق المصالح المشتركة، وأن إسرائيل من تلك الدول، وأضاف: «ما يقوله أكول نوع من الابتزاز لأننا لا نناصب أي دولة عربية العداء، وندعو لعلاقات طيبة حتى مع الذين يقومون بإيوائه في الخرطوم»، متهما رئيس حزب الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي بامتلاكه ميليشيات عسكرية تقتل شعب جنوب السودان في مناطق كثيرة، أهمها أعالي النيل، وتابع: «لا نعتبر أكول مسالما مع الدولة ويعمل ضدها».