أنباء عن اشتباكات بين الجيشين السوري والأردني في المناطق المحاذية لوادي ذنيبة الحدودي

رئيس مجلس الأعيان الأردني: هناك تغيير في الموقف الروسي الرسمي تجاه الأوضاع في سوريا

TT

تضاربت الأنباء الواردة من المناطق الحدودية بين سوريا والأردن حول وقوع اشتباكات بين الجيش الأردني والجيش السوري النظامي، بعد أن استهدف الأخير منطقة الحيط السورية المقابلة لمنطقة ذنيبة الأردنية والتي يفصلها عنها واد سحيق يمتد حتى سد الوحدة المقام على نهر اليرموك.

وقال شاهد عيان من أبناء المنطقة لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الجيش الأردني اضطرت للرد على مصدر النيران في وادي ذنيبة، حيث كانت تدور اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر السوريين. وأضاف أن الجيش السوري قصف المنطقة الفاصلة أكثر من مرة، مبينا أنه سقطت قذائف داخل الأراضي الأردنية ثلاث مرات كان خلالها الجيش الأردني يعطي الجيش المقابل فرصة للتوقف، إلا أنه وبعد المرة الثالثة اضطر للرد على مصدر النيران. وأكد شاهد العيان أن النيران داخل الأراضي السورية كانت تلتهم الأشجار والمنازل بالمنطقة الحدودية في منطقة قرية الحيط، مشيرا إلى أن القصف هو الأعنف على تلك المنطقة منذ بداية الأحداث في سوريا.

على صعيد متصل، قال مصدر مطلع إن ثلاثة قتلى سقطوا على الحدود بين الجيشين السوريين النظامي والحر، وإن مجموعة من الفريقين المتناحرين (معظمها من قوات المعارضة) قد دخلت الأراضي الأردنية، وتم التحفظ عليها من قبل الجيش الأردني، وتم نقلها إلى الخطوط الخلفية وما زالت في عهدة الجهات الأردنية.

من جانبه، أكد وزير الإعلام الأردني الناطق الرسمي باسم الحكومة سميح المعايطة أن قوات حرس الحدود الأردنية قبضت فجر أمس على مجموعة مسلحة في إحدى المناطق الحدودية بعد تبادل لإطلاق النار معها. وقال المعايطة، في تصريح صحافي نقلته وكالة الأنباء الأردنية «بترا»، إن «كامل أفراد المجموعة (المسلحة) في عهدة الجهات الأردنية المعنية». وأشاد المعايطة بـ«الدور الوطني والإنساني الكبير الذي تقوم به القوات المسلحة في حماية جميع المناطق الحدودية وأمن وسلامة الأراضي الأردنية». ولم يعط المعايطة في رده على «الشرق الأوسط» المزيد من التفاصيل حول مكان اعتقال هؤلاء المسلحين أو عددهم أو جنسيتهم، لأسباب أمنية. وقال إن «هذا موضوع عسكري حساس، ونكون حذرين في بعض تفاصيله».

وفي رواية أخرى، أفادت مصادر مطلعة بأن الجيش الأردني أطلق الرصاص في الهواء من أجل تسهيل عملية هروب اللاجئين وللفت انتباه الجيش السوري، نافيا وقوع اشتباكات بين الطرفين.

وعلى صعيد دخول اللاجئين السوريين، فقد تمكن يوم الخميس الماضي نحو 500 لاجئ من عبور الشريط الحدودي هربا من جحيم القتال الدائر في الأراضي السورية، إلا أنه خلال يومي الجمعة والسبت لم يتمكن سوى العشرات من العبور بسبب شدة القتال الدائر على المناطق الحدودية خاصة المتاخمة للحدود الأردنية.

وعلى صعيد آخر، ترددت أنباء غير مؤكدة أن المجموعة كانت في طريقها إلى سوريا لقتال ضد الجيش النظامي. ويشار إلى أن السلطات الأردنية ألقت قبل شهرين القبض على 15 أردنيا من التنظيم السلفي كانوا في طريقهم إلى سوريا لقتال الجيش السوري. وكانت مصادر إعلامية قالت إن أكثر من مائة عضو من التنظيم السلفي قد نجحوا في اجتياز الحدود الأردنية السورية للقتال إلى جانب الثورة السورية.

وفي سياق آخر قال رئيس مجلس الأعيان الأردني طاهر المصري إنه لمس تغييرا في الموقف الروسي الرسمي تجاه الأوضاع في سوريا. وأضاف المصري، الذي عاد من زيارة لروسيا وتركيا ضمن وفد عربي رفيع المستوى، إن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف تحدث صراحة عن «فترة انتقالية في سوريا يجب الإعداد لها بسرعة».

وقال المصري في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) أمس إنه «لا أحد في العالم ولا سيما لدى القوى الكبرى يستطيع أن يقبل بعد اليوم حجم الدمار في سوريا ولا بد من الخروج وبسرعة من الوضع الراهن الخطير».

وأشار إلى أن حديث العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني حول موضوع الانتقال السياسي السلمي في سوريا ضمن القانون الدولي هو تأكيد على حرصه على وحدة ومقدرات سوريا وشعبها الشقيق، معربا عن اعتقاده بأن هذا الحديث يؤشر على تقدم في الساحة الدولية على صعيد إيجاد حل قريب للأزمة السورية.