المالكي يعبر لبايدن عن انزعاجه من الشكوك الأميركية بشأن موقف العراق من سوريا

مقرب منه لـ «الشرق الأوسط» : «الشكوك ليست من إدارة أوباما وإنما من الجمهوريين

عنصر ينتمي لـ«الجيش السوري الحر» يستعمل منظارا مكبرا ومرآة في مراقبة مركز تفتيش للقوات النظامية بحلب أمس (رويترز)
TT

أعرب رئيس الوزراء العراقي عن قلقه من استمرار الشكوك التي تبديها بعض الأطراف في الإدارة الأميركية بخصوص موقف العراق من الأزمة السورية. وقال بيان صادر عن مكتب المالكي وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إن «العراق يبدي عدم ارتياحه من قيام بعض الأوساط الأميركية غير الرسمية بإثارة الشبهات حول موقفه من الأزمة السورية، على الرغم من موقفه الحازم برفض أي نشاط تسليحي أو عنفي عبر الأراضي أو الأجواء العراقية»، مجددا «موقف العراق المبني على ضرورة إيجاد حل سياسي سلمي للأزمة السورية ومعارضته للتسليح لأي طرف». ودعا المالكي الولايات المتحدة إلى «تعاون أكثر في مجال مساعدة العراق لحل مشكلة منظمة مجاهدين خلق وإخلاء العراق منها بأسرع وقت». وكان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور الأميركي جون كيري هدد في 20 من شهر سبتمبر (أيلول) الحالي بإعادة النظر في المساعدات الأميركية إلى بغداد ما لم توقف مثل هذه الرحلات عبر مجالها الجوي، وفيما تؤكد السلطات العراقية في كل مناسبة أنها لا تسمح بمرور أي أسلحة عبر مجالها الجوي، فإن تقرير الاستخبارات الأميركية الذي صدر مؤخرا يؤكد أن الأسلحة الإيرانية تتدفق على سوريا عن طريق العراق بكميات ضخمة، موضحا أن الحرس الثوري الإيراني هو الذي ينظم رحلات نقل السلاح، لكن نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن وطبقا للبيان أبدى «ارتياحه لتطور الأوضاع السياسية الداخلية، مشيدا بقدرة الحكومة العراقية على حل المشاكل الداخلية، لا سيما الاتفاق النفطي الأخير الذي أبرم بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم». من جهته أكد عضو البرلمان العراقي عن دولة القانون سامي العسكري، وهو عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان ومقرب من المالكي، أن «العراق ليس لديه مشكلة مع الإدارة الأميركية الحالية، إدارة الرئيس أوباما، أو مع نائب الرئيس جو بايدن الذي هو دائم التواصل مع القيادة العراقية لمعرفة آخر التطورات في كل المجالات». وقال العسكري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الإدارة الأميركية تعلم جيدا مدى التزام العراق في اتخاذ موقف الحياد من الملف السوري، وهو موضع تقدير من قبلها»، مشيرا إلى أن «الشكوك هي ليست من إدارة الرئيس باراك أوباما وإنما من الفريق الخصم لهم، وهم الجمهوريون، ويخوضون حملة انتخابية شرسة، وبالتالي فإن هناك أوساطا أميركية غير رسمية، فضلا عن وسائل إعلام أميركية معروفة». وأكد العسكري أن «العراق يرفض أن يكون طرفا في الصراع الانتخابي بين الجمهوريين والديمقراطيين، لا سيما أنهم يعملون لزج العراق في مسألة خطرة وهي الأزمة السورية». وأوضح أن «الإدارة الأميركية لديها من وسائل المراقبة ما يجعلها قادرة على معرفة ما إذا كان العراق يتساهل في موضوع نقل الأسلحة إلى سوريا أم لا». وكان العراق قد أعلن أول من أمس عدم سماحه بانتقال الأسلحة والأشخاص إلى سوريا عبر مجاله الجوي. كما أعلن أنه منع طائرة كورية من المرور عبر أجوائه بعد أن شك فيها.