الطيران العسكري يقصف حمص ودير الزور.. والجيش الحر يتقدم في الرقة

المعارضة تدمر مقاتلتين لسلاح الجو.. وتركيا تخلي سكانا من منطقة حدودية

جنديان من جيش النظام السوري خلال مواجهات بحي العرقوب في حلب أمس (رويترز)
TT

بالتزامن مع مواصلة قوات النظام السوري قصف مناطق بريف دمشق ودرعا وحلب وحمص وإدلب ودير الزور، مما أدى لمقتل أكثر من 55 شخصا أمس بحسب لجان التنسيق المحلية، أفيد بتقدم مقاتلي الجيش الحر في محافظة الرقة، وإخلاء الجيش التركي عددا من سكان المنطقة الحدودية بعدما كان قد استقدم أول من أمس تعزيزات عسكرية ضخمة إلى المنطقة.

وقصف الطيران العسكري السوري أمس مواقع عدة للمقاتلين المعارضين خصوصا في حمص ودير الزور، حسبما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأضاف المرصد أن الطائرات العسكرية قصفت مواقع في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق في محافظة دير الزور تزامنت مع نشوب معارك في عدد من أحياء المدينة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن المقاتلين المعارضين يحاولون السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية في محافظة دير الزور الغنية بالنفط وكذلك على مطار حمدان العسكري القريب، معتبرا أن «سيطرتهم على هذه المدينة ستوجه ضربة قاسية للنظام».

وحاول مقاتلو المعارضة مرارا السيطرة على هذه القاعدة الجوية من دون جدوى، وكانت كثافة القصف تجبرهم على التراجع.

وفي حمص، ثالث مدن البلاد، قصف الجيش السوري بالطائرات والمدفعية الثقيلة المناطق المحيطة بأحياء جوبر والسلطانية وبابا عمرو. وبث ناشطون على الإنترنت صورا تظهر حجم الدمار الذي خلفته قوات النظام السوري في حي الخالدية في حمص، وأظهرت الصور الدمار الكبير بأحياء القصور وجورة الشياح والبياضة وبابا عمرو وباب السباع مع استمرار الحصار الخانق على المدينة وتردي الوضع الإنساني.

كما قصفت الطائرات العسكرية جبل الأكراد في محافظة اللاذقية، حسب المرصد، الذي أشار إلى أن القصف أدى إلى انهيار عدد من المباني خصوصا في محافظات إدلب وحماه ودرعا.

وتحدث عمار الحسن عضو اتحاد تنسيقيات الثورة عن إلقاء عدد من البراميل المتفجرة على جبل الأكراد وبالتحديد على مناطق العيدو، والقساطل، والدويركة، لافتا إلى أن طائرات قوات الأمن تلقي هذه البراميل على التجمعات أينما وجدت وحتى على المشافي الميدانية.

وقال الحسن لـ«الشرق الأوسط»: «أما داخل مدينة اللاذقية فالمسلحون منتشرون وبكثافة على أسطح المباني الحكومية كما على مبنى أمن الدولة ومجمع المهندسين». وفي السياق عينه، قالت مصادر قيادية في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» إن قوات النظام باتت تستخدم وبكثافة براميل الـTNT المتفجرة وفي كل أنحاء البلاد، لافتة إلى أنها فتاكة وتوقع عددا كبيرا من الضحايا ولا تفرق بين مدني ومقاتل.

وفي حلب اندلعت معارك في العديد من أحياء هذه المدينة إلا أنها كانت أقل عنفا من الأيام السابقة. وأطلق المعارضون قذائف هاون من حي بستان القصر في حلب على حي الجميلية الواقع تحت سيطرة القوات النظامية.

وأعلن العقيد أحمد عبد الوهاب من الجيش السوري الحر لوكالة الصحافة الفرنسية أن المعارضين المسلحين دمروا مقاتلتين لسلاح الجو السوري كانتا على أرض المطار في بلدة اورم غرب محافظة حلب.

وفي ريف دمشق أصيب عدد من الأشخاص بينهم نساء، نتيجة تعرض بلدات عدة لقصف من القوات النظامية السورية. وتحدث ناشطون عن أن القصف استمر على كل من زملكا وعرطوز ويبرود في ريف دمشق، بينما قامت قوات الأمن السوري بحملات اعتقال ودهم في حيي التضامن والصالحية بدمشق وفي سبينة والزبداني بالريف الدمشقي.

وفي غضون ذلك، قال ناشطون إن مقاتلي الجيش الحر واصلوا تقدمهم في عمق محافظة الرقة وتمكنوا من السيطرة على بلدتي عين العروس وسَلوك بعد سيطرتهم على بلدة تل أبيض. وبالوقت عينه أفيد بإخلاء الجيش التركي عددا من سكان المنطقة الحدودية مع سوريا مخافة تعرضهم لأذى جراء استمرار سقوط قذائف جيش النظام على البلدات الحدودية.

وذكرت السلطات التركية أن قذائف هاون سقطت بين قريتي أريجان وغل ورن الحدودية مع سوريا من جرّاء الاشتباكات التي تدور بين الجيش السوري النظامي و«الجيش السوري الحر» في قرية تل أبيض السورية.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن عبد الحكيم أيهان، رئيس بلدية قضاء أقجة قلعة التابع لولاية أورفا بجنوب تركيا، قوله إن اشتباكات تدور في قرية تل أبيض التابعة لمحافظة الرقة شمال سوريا لا سيما بعد سيطرة مقاتلي المعارضة على معبر تل أبيض الحدودي المقابل لمعبر أقجه قلعة الحدودي التركي، واستيلائهم على مديرية الأمن ومبنى تابع للمخابرات السورية. وأضاف أيهان أن «قذائف هاون سقطت في منطقة بين قرى أريجان وغل ورن الحدودية مع سوريا، وأصيب سكان المنطقة بالهلع فيما هرعت قوات الأمن إلى المكان للوقوف على الحادث».