إيران تسجن ابنة رفسنجاني بتهمة «الدعاية ضد النظام»

مسؤولون إيرانيون: نقلت إلى السجن.. وأخوها سيعتقل حال عودته إلى طهران

TT

أودعت السلطات الإيرانية ابنة الرئيس الإيراني السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني قيد الاعتقال تنفيذا لحكم بالسجن ستة أشهر بتهمة «الدعاية ضد النظام» صدرت بحقها في نهاية 2011، حسب ما أفاد به مكتب نيابة طهران لوسائل الإعلام أمس. وجاء في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية أن «فايزة هاشمي اعتقلت مساء السبت لقضاء حكم صدر بحقها». وقالت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء نقلا عن غلام حسين إسماعيلي مدير السجون في إيران قوله إنها نقلت إلى سجن «إيوين» بطهران.

وكانت فايزة هاشمي رفسنجاني عضو البرلمان سابقا أدينت في يناير (كانون الثاني) وصدر ضدها حكم بالسجن.

ويعتقد أن الإدانة بسبب مقابلة أجرتها مع موقع إخباري معارض انتقدت فيه انتهاكات حقوق الإنسان والسياسة الاقتصادية في إيران، كما شاركت ابنة رفسنجاني آلاف المتظاهرين الموقوفين خلال احتجاجات اندلعت إثر إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد، التي طعنت بها المعارضة حينها متحدثة عن عملية تزوير. وألقت فايزة آنذاك كلمة أمام أنصار المرشح المهزوم في انتخابات الرئاسة مير حسين موسوي والذين تجمعوا في تحد لحظر على الاحتجاجات المعارضة.

وأفرجت السلطات عن ابنة الرئيس السابق لكنها حوكمت في 2011 وأدينت بالسجن ستة أشهر بتهمة «الدعاية ضد النظام»، ولم تقض حكمها من ذلك الحين.

ويأتي أحدث احتجاز لها في الوقت المتوقع أن يعود فيه شقيقها مهدي رفسنجاني إلى إيران بعد الإقامة والدراسة في المملكة المتحدة. وقال مسؤولون إن مهدي سيعتقل لدى وصوله إلى إيران متهمين إياه بإثارة اضطرابات بعد انتخابات عام 2009. وذكر مصدر مستقل لـ«رويترز» أن مهدي في دبي وهو في طريقه إلى إيران.

ويشار إلى أن فايزة مثل والدها من أشد المنتقدين للرئيس محمود أحمدي نجاد ولم تعترف بإعادة انتخابه خلال الانتخابات الرئاسية التي أجريت عام 2009 والتي شابتها اتهامات بحدوث تزوير انتخابي. كما شاركت فايزة في احتجاجات شعبية عديدة مناهضة لأحمدي نجاد وتم اعتقالها عدة مرات ولكن كان يتم الإفراج عنها كل مرة.

وانتقد المحافظون علي أكبر هاشمي رفسنجاني الذي ما زال يرأس مجلس تشخيص مصلحة النظام، وهي أعلى هيئة تحكيم سياسي في البلاد، وأخذوا عليه عدم إدانة قادة المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي اللذين قادا حركة احتجاج ضد إعادة انتخاب أحمدي نجاد، وأودع الاثنان قيد الإقامة الجبرية.

وقد أيد رفسنجاني الذي هزمه أحمدي نجاد في انتخابات 2005، مير حسين موسوي بشكل غير مباشر في 2009. لكن منذ السنة الماضية نأى رفسنجاني بنفسه عن قادة المعارضة. كذلك يواجه ابنه مهدي هاشمي رفسنجاني إجراء قضائيا، وقد غادر إيران قبل ثلاث سنوات وهو مقيم في لندن.

كما قضت المحكمة بمنع فايزة (49 عاما) النائبة السابقة والعضو البارز في حركة نسائية، من ممارسة أي أنشطة سياسية أو ثقافية أو صحافية لمدة خمسة أعوام. وواجهت عائلة رفسنجاني الثرية ضغطا متزايدا من المحافظين منذ انتخابات عام 2009 التي أثارت أعمق أزمة سياسية وأسوأ اضطرابات تشهدها إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979.