مشعل لن يرشح نفسه لرئاسة المكتب السياسي لفترة ثالثة

حسم الأمر في القاهرة بعد استمرار معارضة حماس الداخل لقراراته

خالد مشعل
TT

قالت مصادر مطلعة لـ«لشرق الأوسط» إن الجدل والنقاش حول ترشح خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لفترة ثالثة، حسم في الاجتماع الأخير في القاهرة لجهة عدم ترشحه مرة أخرى. وبحسب المصادر فإن مشعل أصر على عدم ترشحه، بسبب خلافات مع قيادة حماس في غزة، والتي تحدت في الشهور الأخيرة، زعامته. وأضافت المصادر: «الرجل لم يكن مستعدا لمزيد من الصراعات». وتابعت قائلة، «لقد تحدوا رغباته وقراراته المتعلقة بالمصالحة مع فتح، وفي التوجهات السياسية، وحتى فيما يخص العلاقة مع إيران». ورفضت حماس في غزة اتفاق المصالحة الأخير الذي أبرمه مشعل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الدوحة، كما رفضت تفويضا أعطاه لعباس بإجراء مفاوضات مع إسرائيل. وقاد الجبهة المعارضة لمشعل، القيادي في حماس محمود الزهار من غزة، ودعمه إلى حد كبير، موسى أبو مرزوق نائب مشعل، والمرشح الأبرز لخلافته إلى جانب إسماعيل هنية، رئيس الحكومة المقالة. وزار القيادي في حماس، محمود الزهار إيران خلال الشهر الحالي، لفتح خطوط جديدة بعدما توترت العلاقة بينهما إلى حد كبير، بما يخالف رغبة مشعل وخطه. ووفق المصادر «أبلغهم (مشعل) في القاهرة أنه يريد أن يستريح وأن عليهم البحث عن آخر».

ويؤكد هذا ما نشرته «الشرق الأوسط» في عددها الصادر في 28 مارس (آذار) الماضي، والتي أكدت فيه، أن مشعل لا ينوي الترشح لفترة ثالثة ويرفض التجاوب مع الضغوط التي تمارسها قيادات في الحركة ودول عربية وإسلامية، للموافقة على ترشحه لولاية ثالثة لرئاسة المكتب السياسي لحماس، وقد تمنى على الجميع تفهم وجهة نظره.

ويعتبر أبو مرزوق أبرز المرشحين لخلافة مشعل «لأن حماس ما زالت تؤمن بأن يكون على رأس مكتبها السياسي مسؤول من الخارج، حتى لا يكون رهينة الظروف في غزة، ولأن أبو مرزوق، هو الذي أسس المكتب السياسي، وترأسه حتى استقالته منه عام 1996 بعد اعتقاله في أميركا». أما هنية فإن عليه إذا ما فاز في الانتخابات الخروج من قطاع غزة بحسب المصدر.

وأوضح أبو مرزوق، أن مجلس شورى الحركة هو المسؤول عن اختيار رئيس المكتب السياسي. وعما إذا كان أعضاء شورى الحركة هم أعضاء المكتب السياسي، قال أبو مرزوق، من غير المعلن أسماء أعضاء الشورى، فهي شخصيات لا نعلن عنها، وإنما هي المسؤولة عن الترشيح، ولا أحد يستطيع رفضها إذا ما قرر المجلس، كذلك لا أحد يرشح نفسه، والمجلس يختار المناسب للمرحلة ويعلن كل شيء في حينه. وعن توقيت هذا الاختيار، قال إنه سيتم بعد شهرين، وردا على ما تردد بشأن تصريحات من مصادر بأن موسى أبو مرزوق أو إسماعيل هنية، مرشحان لرئاسة المكتب السياسي، أفاد أبو مرزوق، بأنها تسريبا أو اجتهادات، ونحن لا نتعامل إلا مع المصادر الواضحة. وأضاف: أن الحركة تعلن بشكل واضح عن قياداتها ومكتبها من دون مسألة التوقعات أو الاجتهادات التي يتم تسريبها من أي جهة. وعما إذا كانت جهات التسريب معلومة لديه قال، التسريبات مستمرة وقد تكون من أي جهة متابعة لنا، ولكن هذا أمر لا نلتفت إليه وأن عملنا يتم بنظام ويعلن في اللحظة.

من ناحيته، قال صلاح البردويل القيادي البارز في الحركة لـ«الشرق الأوسط»، إن الحديث عن تنحي مشعل واختيار بديل عنه، سابق لأوانه؛ لأنه لم يتم بعد تحديد موعد إجراء انتخاب رئيس المكتب السياسي الجديد للحركة. وأوضح البردويل أنه سبق لمشعل أن أعلن في اجتماع سابق لمجلس شورى الحركة الذي عقد قبل عام، رغبته في عدم تبوء الموقع الأول في الحركة، وأن طلبه هذا قوبل بالرفض من قبل أعضاء مجلس الشورى، الذين طالبوه بمواصلة تحمل المسؤولية. وأكد البردويل أن مشعل في حال قرر أن يأخذ استراحة محارب، فإنه سيواصل العمل جنديا في الحركة، مشيرا إلى أنه يحظى باحترام الحركة، مستدركا أن الانتخابات الشورية هي التي ستحدد هوية الرئيس المقبل للمكتب السياسي الجديد للحركة. وشدد البردويل على أن النظم واللوائح في حركة حماس لا تسمح للشخص بأن يرشح نفسه لموقع ما، بل إن الحركة تقوم بتزكيته لتبوء المنصب، الذي ترى أنه ملائم للقيام بأعبائه. وامتدح البردويل مشعل: «الذي قاد الحركة لمدى ستة عشر عاما في ظروف بالغة الصعوبة»، مشددا على أن المواقع القيادية في حركة حماس «تكليف وليست تشريفا».

وكانت وكالة أبناء «رويترز» قد نقلت عن مصادر سياسية ودبلوماسية أمس، أن خالد مشعل قد ضاق ذرعا بالتحديات السياسية من قيادة حماس في غزة، ولا يسعى لإعادة انتخابه في الانتخابات الجارية حاليا على مستوى الحركة. وقال مصدر مقرب من حماس، إن مشعل الذي قاد حماس منذ 1996 من عواصم عربية مختلفة، أبلغ اجتماعا لمسؤولين كبار من حماس في القاهرة الأسبوع الماضي، بأنه لا ينوي البقاء في منصبه، وأن قراره بعدم خوض الانتخابات هو قرار نهائي. وحسب المصدر، قال لهم مشعل «اختاروا قائدا آخر».