باكستان تتبرأ من مكافأة قتل منتج الفيلم

عرضها وزير بقيمة 100 ألف دولار.. ودعا طالبان و«القاعدة» للقصاص

متظاهران باكستانيان يفران من دخان القنابل المسيلة للدموع أمام السفارة الأميركية في العاصمة إسلام آباد أمس (أ.ب)
TT

أعلن المتحدث باسم الحكومة الباكستانية أن الحكومة تنأى بنفسها عن المكافأة التي عرضها وزير بقيمة 100 ألف دولار لقتل المنتج الأميركي لفيلم «براءة المسلمين» المسيء للإسلام، الذي تسبب في احتجاجات عنيفة، خصوصا في باكستان.

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء لوكالة الصحافة الفرنسية تعليقا على المكافأة التي أعلنها وزير السكك الحديد غلام أحمد بيلور إن ذلك «ليس من سياسة الحكومة، نحن ننأى بنفسنا بالكامل عن هذا الأمر».

وكان الوزير الباكستاني أعلن أول من أمس من بيشاور بشمال غربي البلاد عن مكافأة بقيمة مائة ألف دولار لمن يقتل منتج الفيلم.

وأضاف الوزير: «أدعو أيضا حركة طالبان والإخوان في تنظيم القاعدة إلى المشاركة في هذا العمل النبيل»، مؤكدا أنه لكان قتل المخرج بيديه لو أتيحت له الفرصة. وتابع: «وبعدها يمكنهم أن يقبضوا علي».

ومن جانبه نأى حزب عوامي الوطني الذي ينتمي إليه بيلور بنفسه عن العرض، وقال المتحدث باسم الحزب، السيناتور زاهد خان: «نؤمن بعدم العنف، فكيف نلجأ إلى مثل هذا الإعلانات؟.. حزبنا يدعو، ومنذ سنوات، للتصدي للميليشيات المسلحة والتشدد، فكيف ندعو طالبان و(القاعدة) لقتل شخص ما؟ إنهما من أعدائنا».

ويشارك حزب عوامي الوطني في ائتلاف حكومي يقوده حزب الشعب الباكستاني الحاكم. وكان فيلم «براءة المسلمين» قد أثار عاصفة غضب في عدد من دول العالم، ما اضطر منتجه، نيقولا باسيلي نيقولا، وعائلته إلى الاختباء، بحسب ما نقلته مصادر أمنية في ولاية كاليفورنيا الأميركية. وبالمقابل، ندد رئيس الوزراء الباكستاني، يوسف رضا جيلاني، بالجائزة التي رصدها بيلور. وقال الناطق باسم رئيس الحكومة، شفقت جليل، إن جيلاني سيناقش الأمر مع زعيم حزب عوامي الوطني.

وتخللت أعمال عنف مظاهرات شهدتها باكستان للتنديد بالفيلم «المسيء»، ما أسفر عن مصرع وإصابة العشرات من الأشخاص. وقد شهدت باكستان اعنف مظاهرات احتجاج على الفيلم الأميركي المسيء للإسلام، فبعد صلاة الجمعة تحولت مظاهرة ضمت عشرات آلاف الأشخاص إلى أعمال عنف أوقعت 21 قتيلا وأكثر من 200 جريح. وفي العاصمة دكا أغلقت معظم المدارس والمحلات التجارية والمكاتب أبوابها في بنغلادش أمس تلبية لدعوة إلى الإضراب أطلقتها أحزاب المعارضة احتجاجا على الفيلم المسيء للإسلام الذي تسبب في مظاهرات غاضبة في العالم الإسلامي.

وكان آلاف من عناصر الشرطة يجوبون شوارع العاصمة دكا أمس، التي تشهد عادة نشاطا كبيرا في هذا البلد الذي يعد 153 مليون نسمة، 90% منهم من المسلمين. وتم توقيف نحو أربعين ناشطا إسلاميا واعتقلوا لفترة وجيزة لمحاولتهم إقامة حاجز في إحدى الجادات الرئيسية وإلقاء حجارة على الشرطة كما صرح قائد الشرطة أبو القاسم لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقد دعت عدة أحزاب إسلامية متحالفة مع الحزب المعارض الرئيسي إلى الإضراب احتجاجا على فيلم «براءة المسلمين» الأميركي المسيء إلى الإسلام الذي ما زال يثير غضبا شديدا في العالم الإسلامي دون أن يؤدي ذلك إلى أعمال عنف جديدة. وكانت الأحزاب الإسلامية في بنغلادش تعتزم أيضا الاحتجاج على نشر مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية رسوما كاريكاتورية للنبي محمد (ص).

وبحسب الشرطة انتشر نحو عشرة آلاف شرطي وعنصر من وحدات النخبة كتائب التحرك السريع في سائر أرجاء العاصمة، بما في ذلك الحي الدبلوماسي.

وكان مئات المتظاهرين تواجهوا السبت مع قوات الأمن بعد أن تجمعوا على الرغم من حظر الشرطة. وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن تلك الصدامات أسفرت عن خمسين جريحا. ويوم الجمعة حشدت مظاهرة بعد الصلاة عشرة آلاف شخص في دكا أيضا. وقد دانت الحكومة فيلم «براءة المسلمين» وأغلقت موقع «يوتيوب».