وزير الخارجية الألماني يصف الفيلم بأنه «سخيف وخال من ذوق»

برلين تدعو إلى الإحساس بالمسؤولية على خلفية الرسوم الكاريكاتيرية

TT

بدا وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي أمس متحفظا في مقابلة حول نشر رسوم كاريكاتيرية للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، في مجلة فرنسية ساخرة، مؤكدا أن الحرية تعني أيضا المسؤولية.

وقال فسترفيلي لصحيفة «بيلد إم سونتاغ»: «أحيانا المسألة لا تقتصر على ما إذا كان يحق لنا القيام بعمل ما، بل ما إذا كان علينا القيام به». وأضاف: «تعلمت من تجربتي في الحياة أن الحرية تعني دائما المسؤولية».

وأدان فسترفيلي فيلم «براءة المسلمين» المسيء للرسول، صلى الله عليه وسلم، الذي أثار احتجاجا واعتصاما في العالم الإسلامي، وأعلن أن إهانة مشاعر المؤمنين أمر غير مقبول. وقال إنه اطلع على بعض مشاهد هذا الفيلم ويعتبرها سخيفة و«خالية من ذوق». وأضاف الوزير الألماني قائلا «يفهم الشعب في الغرب أن الذين يقيمون اعتصاما في الدول الإسلامية لا يشكلون غالبية، في حين يدرك المسلمون أن غالبية الناس في الغرب يحترمون دينهم ولا يسمحون بأي إهانة لمشاعرهم». ورسم فسترفيلي خطا فاصلا واضحا بين حرية التعبير وإهانة مشاعر الغير، وأعاد إلى الأذهان أن الدستور الألماني يحد من الحرية في حال تعارضت مع القانون وتهين شرف أي أحد. وقال: «لا تعني حرية التعبير أنه يمكن إهانة مشاعر من يختلف تفكيره عن تفكيرك». وشهد يوم الجمعة الماضي بعض المدن الألمانية، وبصورة خاصة فرايبورغ ومونستر ودورتموند، مظاهرات احتجاج بمشاركة آلاف الأشخاص ضد الفيلم المسيء. وطالب ممثلو الطوائف الإسلامية بوقف إهانة مشاعرهم. وبحسب الشرطة الألمانية، فإن المظاهرات جرت في جو سلمي ولم تسفر عن وقوع حوادث. وكانت مجلة «شارلي إبدو» الفرنسية نشرت الأربعاء الماضي رسوما كاريكاتيرية للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، في حين يثير فيلم أميركي مسيء للإسلام موجة احتجاجات في العالم الإسلامي. ففي باكستان قتل 17 شخصا أول من أمس في أعمال عنف بسبب هذا الفيلم أو بعد نشر الرسوم الكاريكاتيرية.

وقال الوزير الليبرالي في حكومة أنجيلا ميركل إن حرية التعبير «لا تعني الحق في إهانة أولئك الذين ينتمون إلى دين آخر أو لهم رأي آخر وتعمد ضرب السلام العام». وشدد على دور الإنترنت في نشر الفيلم المسيء إلى النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، قائلا «من قبل لم يكن أحد على علم عندما كان ينتج مخرج فيلما مسيئا. اليوم العالم بأسره يعلم بالأمر». وأضاف «ليست شبكة الإنترنت نعمة كما لاحظنا خلال الثورات العربية، بل إنها أيضا نقمة لأن الشخص الأكثر حماقة قادر على بث إنتاجه ليكون له وقع عالمي».

وفي حين تسعى ألمانيا إلى منع عرض الفيلم المسيء للإسلام في صالة سينما، أعلنت مجموعة من اليمين المتطرف تقف وراء هذه المبادرة عزمها على عرضه في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وقال مانفرد روس، زعيم حزب من اليمين المتطرف لمجلة «دير شبيغل»: «نود عرضه خلال أول أسبوع من نوفمبر». وأضاف «بما أن الفيلم ليس جاهزا بكامله بعد لا يمكننا تحديد موعد لذلك».

وقد بثت على الإنترنت مقاطع من الفيلم لمدة 14 دقيقة. وقال إنه سيعرض الفيلم في عنبر بعد أن رفضت دور سينما ذلك.