باريس: شخصان قيد الحجز تمهيدا لتوجيه التهم إليهما في قضية الرسوم الكاريكاتيرية

فرنسا تحظر الاحتجاجات على الرسوم المسيئة

TT

أفاد مصدر قضائي بإيداع شخصين في السجن، أحدهما شاب في الثامنة عشرة اعتقل وبحوزته سكاكين، والآخر رجل دعا إلى قطع رأس مدير مجلة «شارلي إبدو» الساخرة التي نشرت رسوما كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في انتظار أن يوجه إليهما القضاء الفرنسي التهم.

واعتقلت الشرطة الأربعاء شابا يقيم في طولون (جنوب شرق) أبلغ عنه أحد المقربين منه قلقا من تطرفه، وعثر في منزل الشاب على عدة سكاكين، بينما قالت الشرطة إنه هدد بالتعدي على مسؤولي مجلة «شارلي إبدو» بعد نشرها الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم). وأوضح مصدر قضائي أن قسم مكافحة الإرهاب في نيابة باريس فتح تحقيقا، وسيحال الشاب إلى قاضي تحقيق متخصص في مكافحة الإرهاب من أجل توجيه التهم إليه. وفي الوقت نفسه، أودع رجل في الأربعين على ذمة التحقيق صباح أول من أمس للاشتباه في أنه دعا على موقع جهادي إلى قطع رأس مدير «شارلي إبدو». وقد اعتقل في لاروشيل (غرب)، ويشتبه خصوصا في أنه كتب على ذلك الموقع المتطرف «من يأتيني بذلك الرأس؟.. لقد طفح الكيل». وقد فتحت نيابة باريس تحقيقا تمهيديا بتهمة «استفزاز يهدف إلى القتل».

وأثارت مجلة «شارلي إبدو» بنشرها رسوما كاريكاتيرية حول الفيلم المسيء المثير للجدل للنبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) مظاهرات عديدة في الخارج وفرنسا. وقررت وزارة الداخلية الفرنسية حظر الاحتجاجات الجماعية والمظاهرات على نشر المجلة الساخرة للرسومات المسيئة.

وطالب أئمة مساجد في فرنسا المسلمين بعدم اللجوء إلى العنف، على خلفية الرسوم المسيئة التي نشرتها المجلة الفرنسية، والتي أثارت غضب المسلمين حول العالم، لا سيما أنها جاءت بعد أيام من نشر فيلم مسيء للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) تم إنتاجه في الولايات المتحدة.

وكانت الخارجية الفرنسية قد منعت التظاهر أمام السفارة الأميركية احتجاجا على الفيلم المسيء للنبي الكريم (صلى الله عليه وسلم)، ولم تشهد فرنسا أي احتجاجات عقب صلاة الجمعة أمس، حيث فضل أفراد الجالية المسلمة في البلاد الانصراف بعد الصلاة. وقد وصلت حركة الاحتجاج على الإساءات للنبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) إلى نيجيريا، حيث تظاهر عشرات الآلاف، أول من أمس السبت، في شوارع مدينة كانو ثاني أكبر مدن نيجيريا للاحتجاج على الفيلم، وردد المتظاهرون عدة هتافات من بينها «الموت لأميركا.. الموت لإسرائيل.. الموت لأعداء الإسلام»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وفي وسط باريس، تجمع عشرون شخصا فقط بينهم نساء محجبات تم توقيفهن، بعدما رفضن تقديم أوراق هويتهن، وهتفت إحدى النساء «اللعنة على العلمانية»، قبل أن يقتادها شرطيون في لباس مدني على مرأى عدد من السياح والمتنزهين والصحافيين. وجرت هذه التوقيفات في ساحة الكونكورد، حيث جرت في نهاية الأسبوع الماضي مظاهرة غير مرخص لها، أوقف خلالها 150 شخصا، وأيضا في ساحة التروكاديرو، حيث وجهت الدعوة إلى مظاهرة لم يسمح بها. وأشار مصدر في الشرطة إلى عدم وقوع أي حادث أو أي عمل عنف. وكانت دعوات عدة إلى التظاهر في كبرى المدن الفرنسية وجهت عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والرسائل النصية القصيرة، رغم قرار السلطات حظر التظاهر. وعلى الفور انتشرت الشرطة بكثافة في وسط باريس، وحول المسجد الكبير، حيث منعت مظاهرة غير مصرح بها. وأشاد إمام المسجد الكبير دليل بوبكر، في تصريح، بالنضج الذي أبدته الجالية المسلمة التي فضلت الصمت ازدراء للذين أرادوا استفزازها، كما ساد الهدوء باقي المدن الفرنسية الكبرى. وفي وسط مدينة ليل أجهضت محاولة لتجمع نحو عشرة أشخاص بينهم نساء، للتنديد بالأعمال الاستفزازية للإسلام ومنع التظاهر.