مرسي في أول حوار تلفزيوني له: بلادنا أصبحت دولة مدنية ولا بد من إعمال تداول السلطة

الرئيس المصري في نيويورك اليوم وترقب دولي لخطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

TT

يصل الرئيس المصري محمد مرسي اليوم إلى الولايات المتحدة الأميركية في أول زيارة له للمشاركة في اجتماعات الدورة السابعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تبدأ غدا تحت عنوان «تسوية المنازعات بالطرق السلمية». وبينما يترقب المجتمع الدولي كلمة مصر التي سيلقيها الرئيس مرسي بعد غد الأربعاء، قال مصدر مقرب من الرئيس مرسي أمس، إن «خطاب الرئيس مرسي سوف يؤكد على موقف مصر إزاء بعض القضايا الإقليمية الهامة كالوضع السوري والقضية الفلسطينية، والتأكيد على ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل».

وكشف الدكتور أيمن علي، أحد أعضاء الفريق الاستشاري للرئيس مرسي، عن أن «الرئيس لن يلتقي خلال زيارته لنيويورك أيا من المسؤولين الأميركيين»، مشددا على أن الزيارة ستقتصر على إلقاء خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأضاف علي في تصريحات أمس: «ربما يلتقي الرئيس مرسي بعض قادة العالم خلال وجوده في الولايات المتحدة الأميركية»، مشيرا إلى أن الرئيس تلقى دعوة رسمية لزيارة أميركا في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، أي بعد الانتخابات الأميركية، قائلا إن «زيارة مرسي الأولى لأميركا تهدف إلى توجيه رسالة واضحة باسم مصر للعالم الخارجي عن التغيرات الإيجابية التي جرت في مصر عقب الثورة».

وذكرت مصادر دبلوماسية أمس أن الوفد المصري سيشارك بمجموعة من الاجتماعات رفيعة المستوى حول سيادة القانون على المستويين الدولي والوطني، واجتماع تنسيقي لفريق الاتصال لمنظمة التعاون الإسلامي لبحث أوضاع مسلمي ميانمار، كما تشارك مصر بالقمة التي ستعقد على هامش اجتماعات الجمعية بشأن الصومال، وترأس الاجتماع المشترك لمجلس السلم والأمن الأفريقي مع نظيره مجلس السلم والأمن العربي، خصوصا أن مصر ترأس الدورة الحالية لمجلس السلم الأفريقي منذ أول سبتمبر (أيلول) الجاري.

وذكرت المصادر نفسها أن مصر ستشارك أيضا في اجتماعات على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة حول قضايا «الاتجار في البشر»، وحرية الأديان والمعتقدات، والإرهاب النووي، بالإضافة إلى مشاركتها في اجتماع كبار المسؤولين عن أفغانستان.

وعلى صعيد متصل، نفى السفير معتز أحمدين خليل، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، ما رددته بعض وسائل الإعلام الأميركية عن رفض إدارة الرئيس باراك أوباما وجود رجال أعمال مصريين ضمن الوفد المرافق للرئيس مرسي خلال زيارته، موضحا أنه على العكس، كان هناك اقتراح من الجانب الأميركي بأن يضم الوفد المصري رجال أعمال، لكن الإدارة المصرية هي التي رأت عدم جدوى ذلك خلال هذه الزيارة.

وقال خليل في تصريحات أمس: «إن هناك أهمية شديدة للكلمة التي سيلقيها الرئيس مرسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، خاصة بعد غياب مصر عن هذا المحفل الدولي على المستوى الرئاسي منذ 23 عاما، حيث كانت آخر مشاركة عام 1989 عندما رأس وفد مصر الرئيس السابق حسني مبارك».

من جهة أخرى، تحدث الرئيس مرسي للشعب في أول لقاء متلفز بعد انتخابه رئيسا لمصر خلال برنامج «موعد في مكتب الرئيس» الذي أذيع على التلفزيون الرسمي الليلة قبل الماضية، وتوجه إلى الشعب دون تفرقة ليعاونوه على تحمل المسؤولية الحرجة والصعبة.

وقال الرئيس مرسي: «أنا على يقين بأن مصر ستخطو خطوات إلى الأمام، لأن مصر لديها الموارد والمناخ والواقع المطمئن، فضلا عن الشعب الحر». وشدد على أنه يبذل كل الجهد لإعادة الأمن، لأن التنمية الحقيقية التي يريدها ويسعى إليها الشعب تعني الانتقال إلى الاستقرار الكامل، لافتا إلى أن موارد مصر كثيرة جدا، ولكن أسيئت إدارتها، مشيرا إلى أنه يهدف إلى جلب الكثير من الاستثمارات الوطنية والعربية والأجنبية.

وقال الرئيس مرسي: «أقول وبقوة: نعم نستطيع تحقيق النهضة الشاملة، مع توزيع عادل للموارد والقضاء التام على الفساد، وإحداث تغيرات تدريجية لكل المفسدين لأجهزة الدولة»، مضيفا: «نسعى بكل قوة إلى إعادة أموال مصر المنهوبة، بالتعاون مع الأجهزة الرقابية واللجنة المعنية».

ولفت إلى أن الدولة المصرية أصبحت دولة مدنية بمفهومها الحقيقي، داعيا الشعب المصري والحكومة إلى العمل الجاد وبذل العرق، وقال: «حتى يكون إنتاجنا من أيدينا»، مضيفا أن مصر قطعت شوطا كبيرا في إرساء دولة ديمقراطية حرة ودستورية، مشددا على أن الشعب هو مصدر السلطات، وأن احترام القانون هو ما نأمله ونسعى إليه، مشيرا إلى أن التعددية السياسية أمر صحي ومطلوب، وأنه لا مجال لعدوان أحد على أحد، ولا بد من إعمال حرية التعبير وحرية تكوين الأحزاب وتداول السلطة.

وأشار الرئيس مرسي إلى أن إقالة القادة العسكريين كانت أمرا واجبا ولازما نيابة عن الشعب المصري، وهدفه الأول تحقيق المصلحة العامة، وتحقيق رغبات الشعب المصري والحفاظ على المؤسسات، موضحا أن علاقة مصر الخارجية قائمة على المصلحة المتبادلة والندية مع الجميع، مضيفا أنه بدأ زيارته إلى المملكة العربية السعودية ثم العمق الأفريقي، وبعدها العمق الإسلامي في مكة قبل الذهاب إلى الشرق حيث الصين، وبعدها إلى أوروبا، وفي القريب العاجل إلى الأمم المتحدة لإحداث توازن في القوى.

وقال: «نحن نعلم كيف نحقق مصلحتنا، ولا نتدخل في شؤون أحد، ولن نسمح لأحد بالتدخل في شؤوننا»، مشددا على أن العلاقات مع دول حوض النيل ستعود إلى طبيعتها، وأوضح أنه لا قيمة للعلاقات الخارجية ما لم تصب في مصلحة الوطن، مشيرا إلى أن مصر ستعود إلى أحضان أفريقيا من جديد. وأوضح أن زيارته لطهران جاءت لتكون إيران فاعلة في حل مشكلة سوريا بجانب تركيا والمملكة العربية السعودية، بالتعاون مع مصر، موضحا أن وجود إيران في الرباعية لا يمثل مشكلة بل هو جزء من الحل. وقال الرئيس مرسي إن مصر ليست طرفا في الأزمة السورية، لكنها طرف فاعل لإنهاء الأزمة، مضيفا أن جهود الرباعية سوف تستمر «لوقف نزيف الدم في سوريا». وحول عضوية إيران في المبادرة الرباعية لحل الأزمة السورية قال مرسي: «أردت أن تكون إيران طرفا في حل مشكلة سوريا، لأنها لاعب أساسي في المنطقة». وأضاف قائلا: «ليس لدينا مشكلات مع إيران». وقال إن الشعب المصري يدعم القضية الفلسطينية، مؤكدا أنه لا يمكن تحقيق سلام بغير إعطاء الفلسطينيين حقوقهم بالكامل، وقال إن «مصر حاضنة لجهد المصالحة الفلسطينية وصولا لحل نهائي».