اليمن: هادي يقوم بأول جولة له تشمل دولا غربية بينها الولايات المتحدة

الحوثيون ينسحبون من ريدة بعد قتال ووساطات.. ونجاة قائد «اللجان» من محاولة اغتيال.. واعتقالات في صنعاء

شرطة مكافحة الشغب تصطف لمنع متظاهرين يمنيين من الوصول إلى مبنى السفارة الأميركية في صنعاء أثناء موجة احتجاجات ضد الفيلم المسيء للنبي محمد (أ.ب)
TT

بدأ الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أمس، جولته الأولى إلى الغرب، حيث توجه إلى العاصمة البريطانية لندن في مستهل جولة تشمل عددا من الدول الغربية والولايات المتحدة، وهذه هي أول زيارة للرئيس اليمني الذي انتخب في فبراير (شباط) الماضي رئيسا انتقاليا، إلى أوروبا وأميركا، وقالت مصادر يمنية رسمية إن جولة هادي تأتي تلبية لدعوات من الدول الراعية للتسوية السياسية في اليمن في ضوء المبادرة الخليجية لحل الأزمة وآليتها التنفيذية.

وصرح هادي، قبيل مغادرته صنعاء، بأن جولته الخارجية تبدأ من بريطانيا، «نظرا لما يربط اليمن ببريطانيا من علاقات وطيدة منذ أمد بعيد، وكذلك لدورها البناء والجاد مع الدول ذات العضوية الدائمة بمجلس الأمن الدولي بصورة لها أبعادها ومقاصدها التي تصب في مجرى تجنيب اليمن ويلات الحرب والانقسام والانشقاق وإخراجه إلى بر الأمان»، مشيرا إلى أن «محطة الزيارة الثانية ستكون الولايات المتحدة الأميركية وهي الزيارة التي نعقد عليها آمالا كبيرة باعتبارها الشريك الأكبر في ما يتعلق بمساعدة اليمن اقتصاديا وأمنيا وسياسيا»، وقال هادي إن «رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما أول المهتمين بمجريات الأحداث في اليمن في أوج الأزمة، مطمئنا على سلامة وأمن اليمن وباذلا جميع أنواع الدعم والمساندة في سبيل عدم انزلاق اليمن إلى أتون الحرب الأهلية انطلاقا من حرصه على السلام الإقليمي والدولي في منطقتنا، شبه الجزيرة العربية».

وأكد الرئيس اليمني أنه سيشارك في مؤتمر «أصدقاء اليمن» المقرر أن يعقد في نيويورك بالولايات المتحدة الخميس المقبل، وأن هذا المؤتمر «تعلق عليه آمال كبيرة وستحضره الكثير من الدول المانحة للإعلان عن تعهدات مالية من أجل مساعدة اليمن لتجاوز محنته وتعافي اقتصاده وتجاوز التحديات الماثلة»، وأشار إلى أنه سيلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما «على هامش مؤتمر نيويورك ليبحث معه شؤون العلاقات المتميزة بين اليمن وأميركا وكذا الشؤون المتصلة بالمصالح المشتركة على مختلف الصعد وما يهم العلاقات المستقبلية التي ستنطلق بآفاق جديدة أساسها التعامل الصادق والشفاف بما يهم البلدين الصديقين على المستوى الثنائي والإقليمي والدولي».

على صعيد آخر، نجا قائد اللجان الشعبية في مديرية خنفر بمحافظة أبين، عبد اللطيف السيد، من محاولة جديدة لاغتياله في مدينة عدن، كبرى مدن جنوب اليمن، وقالت مصادر محلية في عدن لـ«الشرق الأوسط»، إن انتحاريا فجر نفسه أثناء مرور السيد في منطقة الشابات بحي خور مكسر، الأمر الذي أسفر عن إصابة السيد و5 من مرافقيه بجروح متفاوتة. ومحاولة الاغتيال التي تعرض لها السيد، تأتي في سياق سلسلة محاولات حثيثة لاغتياله بعد الدور الذي لعبته اللجان الشعبية في محافظة أبين في دحر عناصر تنظيم «أنصار الشريعة» أو «القاعدة» من أبين إلى جانب قوات الجيش، الأشهر الماضية، وكان أكثر من 50 شخصا لقوا مصرعهم، في رمضان الماضي، في تفجير انتحاري استهدف مجلس عزاء لأحد أقرباء السيد في مدينة جعار وجلهم من المدنيين.

وذكرت مصادر في صنعاء أن عبد اللطيف السيد خضع لإجراء عملية جراحية عاجلة كللت بالنجاح في محاولة لإنقاذ حياته إثر الجروح الخطيرة التي أصيب بها في التفجير الذي يعتقد أن «القاعدة» تقف وراءه.

في موضوع آخر، توقفت المواجهات المسلحة التي دارت الأيام الماضية، بين جماعة الحوثي المتمردة في شمال اليمن وبين مجاميع قبلية مسلحة يعتقد أنها تنتمي لحزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي، وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن المواجهات توقفت إثر وساطات قبلية بين الطرفين، أفضت إلى وقف القتال وانسحاب الحوثيين من مدينة ريدة في محافظة عمران وعودتهم إلى محافظة صعدة دون أن يعترضهم أحد، وكانت المواجهات خلفت قرابة 11 قتيلا وعشرات الجرحى من الطرفين.

ومنذ انتهاء الحرب السادسة بين الحوثيين وقوات الجيش اليمني في 2010، وهم يشنون هجمات متفرقة على مناطق وقبائل موالية للسلطات وترفض الخضوع لسيطرتهم أو دفع الإتاوات التي يفرضونها على المواطنين وجباية الرسوم الحكومية، وقام الحوثيون بقتل وتشريد المئات في محافظتي حجة وعمران في سياق نشاطهم التوسعي الهادف إلى السيطرة على مناطق استراتيجية على الحدود اليمنية - السعودية.

من ناحية أخرى، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة أن أجهزة الأمن والمخابرات اليمنية تنفذ عمليات ملاحقة ودهم واعتقالات لعدد من العناصر المطلوبة أمنيا بشبهة الانتماء لتنظيم القاعدة في حي سعوان الحضرية الذي ازداد نشاط التنظيم فيه في الآونة الأخيرة، وقالت المصادر إن الحملة جاءت في ضوء معلومات لدى أجهزة الأمن بوجود عناصر مرتبطة بالإرهاب في الحي السكني المجاور للسفارة الأميركية، وإن الحملة تأتي بعد عملية اقتحام السفارة، الأسبوع الماضي، على يد متظاهرين.