طالباني يستقبل اليوم في السليمانية علاوي والنجيفي ويمر بأربيل قبل عودته إلى بغداد

مصدر كردي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» وجود وساطة لإجراء مصالحة بين حزبه وحركة التغيير المعارضة

TT

يتوقع أن يلتقي الرئيس العراقي جلال طالباني، اليوم، كلا من رئيس القائمة العراقية إياد علاوي القادم من العاصمة الأردنية عمان، وسيلحق به من بغداد رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي الذي أثار غيابه عن قافلة الزائرين لطالباني في الأيام الأخيرة الكثير من التكهنات التي تحدثت عن وجود مشكلة في علاقة الجانبين، خاصة بعد تطورات الأزمة السياسية التي توقفت عند حد امتناع الرئيس طالباني عن تلبية طلب أطراف الأزمة الثلاثة (القائمة العراقية والتحالف الكردستاني والكتلة الصدرية) بسحب الثقة من رئيس الوزراء نوري المالكي.

وأكد المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الوطني الذي يتزعمه الرئيس العراقي، لـ«الشرق الأوسط»، أن طالباني سيلتقي كلا من علاوي والنجيفي اليوم في السليمانية، قبل أن ينقل نشاطه السياسي إلى أربيل غدا. وقال آزاد جندياني إن «طالباني سيجري خلال اللقاء مشاوراته أيضا مع قادة القائمة العراقية لاستكشاف موقفهم من الدعوة التي أطلقها سابقا بصدد عقد المؤتمر الوطني، وهي الدعوة التي سيدعمها، كما أشارت مصادر قيادية بحزبه، بمبادرة جديدة يعمل عليها الرئيس العراقي حاليا، ويتوقع أن يعرضها على بقية القادة الكرد عند زيارته لأربيل». وتوقع جندياني أن يُعقد خلال اليومين القادمين في أربيل اجتماع للمكتبين السياسيين للاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني «لبحث سبل دعم مبادرة الرئيس طالباني لحل الأزمة السياسية في العراق، بالإضافة إلى بحث العلاقات التحالفية بينهما، ومجمل الأوضاع السياسية في العراق والمنطقة». وكان جندياني قد أشار في تصريح سابق إلى أن «طالباني سيعود إلى بغداد نهاية الأسبوع الحالي ليبدأ من هناك جهوده الرسمية لعقد المؤتمر الوطني المرتقب».

في غضون ذلك، أكد مصدر كردي خاص، لـ«الشرق الأوسط»، أنه على هامش اللقاءات التي جرت في السليمانية خلال أيام الأسبوع الفائت، والتي ضمت العديد من القيادات العراقية الحكومية والحزبية والوفود السياسية المختلفة، تم بحث مسألة إجراء وساطة بين الاتحاد الوطني وحركة التغيير المعارضة التي يتزعمها نوشيروان مصطفى. وهذه هي المرة الأولى التي تتدخل فيها قوى وأطراف عراقية بشكل مباشر لتقريب الحزبين منذ خروج قادة حركة التغيير المعارضة من صفوف الاتحاد الوطني قبل أكثر من ثلاث سنوات. ولم يحدد المصدر الكردي الذي طلب التكتم على اسمه الجهة أو الجهات التي تسعى حاليا للوساطة بين طالباني ومصطفى، لكنه أكد أن «الجهات التي تسعى إلى تحقيق تلك المصالحة هي جهات صديقة للطرفين، وتبذل وساطات جادة لتوحيد الموقف بينهما تمهيدا لإتمام عملية المصالحة، والتي قد تصل في مستقبل قريب إلى حد الاتفاق على شكل من أشكال التحالف السياسي بينهما».

وكان مصطفى، الذي يقود جبهة المعارضة الداخلية بكردستان، قد أجرى اتصالا هاتفيا مع طالباني فور عودته من ألمانيا ووصوله إلى السليمانية، مهنئا بنجاح عمليته الجراحية، فيما أكد مسؤولون في الاتحاد الوطني وحركة التغيير أنه سيزور اليوم طالباني. وتوقع جندياني أن «يعقد الزعيمان اجتماعا سياسيا مشتركا بحضور قيادات الحزبين».

ومن جانبه، أكد صلاح رشيد، القيادي بحركة التغيير، صحة النبأ، وقال «سيزور مصطفى طالباني للاطمئنان على صحته، وسيجري لقاء سياسيا مشتركا بين قيادة الحزبين بحضور الزعيمين». ويأتي هذا التطور في ظل تزايد التكهنات بانهيار العلاقة التحالفية الاستراتيجية بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكردستاني، وهذه التكهنات تحولت إلى حقيقة من خلال إطلاق عدد من مسؤولي الحزبين لتصريحات تشدد على ضرورة مراجعة الاتفاق الاستراتيجي بين الحزبين. ورغم أن تلك التصريحات لم تصل بعد إلى حد المطالبة العلنية بإلغاء ذلك الاتفاق، فإن العديد من مسؤولي الحزبين يرغبون في تعديل الاتفاق أو إلغائه وتوقيع اتفاق آخر يضمن التكافؤ والتوازن في الحكم بين الحزبين.