بكين ترجئ احتفالا بمناسبة الذكرى الـ40 لتطبيع العلاقات مع اليابان

على خلفية توترات حادة بين البلدين بشأن خلافات على جزر

مئات المتظاهرين في العاصمة التايوانية تايبي يدعون إلى مقاطعة المنتجات اليابانية والتعاون مع الصين من اجل حل النزاع (إ.ب.أ)
TT

قررت الصين أمس «إرجاء» احتفال كان مقررا بمناسبة الذكرى الأربعين لتطبيع العلاقات بين الصين واليابان، على خلفية توترات حادة بين البلدين بشأن خلافات على أراض، كما أعلنت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية ومصدر دبلوماسي ياباني.

وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة نقلا عن مسؤول في الجمعية الشعبية الصينية للصداقة مع الدول الأجنبية طلب عدم كشف اسمه: «نظرا للوضع الراهن قرر الجانب الصيني تأجيل حفل الاستقبال بمناسبة الذكرى الأربعين لإقامة علاقات دبلوماسية حتى إشعار آخر».

وكان المسؤول في الجمعية الشعبية الصينية للصداقة مع الدول الأجنبية يشير إلى النزاع حول جزر «سنكاكو» باليابانية و«ديايو» بالصينية، التي تسيطر عليها اليابان في شرق بحر الصين وتطالب الصين بالسيادة عليها.

وهذه الجمعية قريبة من وزارة الخارجية الصينية التي رفضت تأكيد هذه المعلومة لوكالة الصحافة الفرنسية. وكان يفترض تنظيم الحفل في 27 سبتمبر (أيلول).

وكان المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي صرح الجمعة بأن الكثير من الاحتفالات التي كان يعتزم تنظيمها بمناسبة الذكرى الأربعين لتطبيق العلاقات تأثرت بالنزاع. وقال هونغ للصحافيين: «لقد عطلت التصرفات الخاطئة للجانب الياباني الكثير من الخطط. الكثير من الاحتفالات المخطط لها تأثرت». وأضاف: «هذا أمر لا نرغب فيه. المسؤولية كلها تقع على الجانب الياباني».

وفي طوكيو أكد مصدر دبلوماسي إرجاء هذا الاحتفال إلى أجل غير مسمى. واكتفى المصدر بالقول لوكالة الصحافة الفرنسية: «إن الصين أبلغت الجانب الياباني».

ويشكل الأرخبيل غير المأهول موضوعا خلافيا بين القوتين الاقتصاديتين في آسيا منذ سبعينات القرن الماضي. لكن الوضع تفاقم وتدهور فجأة في مطلع سبتمبر عندما اشترت الحكومة اليابانية ثلاث جزر من مالكها الخاص، أي عائلة يابانية. ويقع الأرخبيل في شرق بحر الصين على بعد 200 كلم إلى شمال شرقي تايوان و400 كلم إلى غرب أوكيناوا (جنوب اليابان).

وجرت مظاهرات كبيرة معادية لليابان تخللتها أحيانا أعمال عنف في عشرات المدن الصينية الأسبوع الماضي، ما أرغم عددا من الشركات اليابانية العاملة في الصين إلى إغلاق مصانعها ومحلاتها بصورة مؤقتة.

وتجمع السبت مئات اليابانيين للمرة الأولى في طوكيو للتظاهر ضد الصين. وسار حشد يضم نحو 800 شخص وهم يرفعون أعلاما يابانية سلميا في حي روبونغي الراقي غير البعيد عن سفارة الصين للتنديد بـ«دولة همجية وفاشية». وأعلن خفر السواحل الياباني أنه يراقب سبع سفن صينية في المياه القريبة من الجزر. وكانت 14 سفينة وصلت إلى المنطقة الأربعاء.

وتطالب تايوان أيضا بهذا الأرخبيل. وقد سار مئات المتظاهرين في تايبي داعين إلى مقاطعة المنتجات اليابانية والتعاون مع الصين من أجل حل النزاع. لكن رئيس الجزيرة ما ينغ جيو أكد أن تايوان ليس في نيتها البتة العمل مع الصين حول هذا الموضوع، حرصا منه على ما يبدو على عدم إغضاب اليابان أو حليفها الولايات المتحدة.

ومن جهتها طالبت الصين اليابان «بالوقف الفوري لجميع الأعمال التي تضر بسيادة الصين الإقليمية»، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية أمس ردا على هبوط نشطاء يابانيين على جزر متنازع عليها في بحر الصين الشرقي. ونقلت وسائل الإعلام عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي قوله إن بعض اليابانيين هبطوا على جزر دياويو مساء الجمعة «بحجة منع نشطاء تايوانيين من الهبوط على الجزر».

وذكر هونغ في بيان أنه «انتهاك شديد لسيادة الصين الإقليمية، وقدمت الحكومة الصينية احتجاجا شديد اللهجة إلى الجانب الياباني». وتعرف الجزر في اليابان باسم «سنكاكو». وجدد هونغ تأكيده أن الصين ستواصل «بحزم حماية» سيادتها الإقليمية.

ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عن زعيم الصين المتوقع مستقبلا نائب الرئيس شي جينبينغ تحذيره لليابان بشأن سلوكها خلال محادثات مع وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا. ووصف شراء اليابان مؤخرا لثلاث من الجزر المتنازع عليها في المجموعة بأنها «مهزلة»، وقال إنه يتعين على اليابان أن «تكبح جماح سلوكها وتوقف أي كلمات وأفعال تقوض سيادة الصين الإقليمية وسلامة أراضيها».