أوباما حذر مع مرسي بسبب رومني

لن يقابله في نيويورك

TT

أكد البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما كان قد بعث برسالة إلى الرئيس المصري محمد مرسي، وشكره على حماية السفارة الأميركية في القاهرة خلال المظاهرات المعادية للولايات المتحدة بسبب الفيلم المسيء للإسلام الذي أنتجه أميركي مصري قبطي في ولاية كاليفورنيا. غير أن مصادر إخبارية أميركية قالت إن أوباما حذر في علاقاته مع الرئيس الإسلامي مرسي، بسبب هجوم عنيف يشنه على مرسي المرشح الجمهوري المنافس لأوباما، ميت رومني، وأيضا بسبب انتقادات قوية إلى مصر من أعضاء قياديين في الحزب الجمهوري في الكونغرس، طالب بعضهم بتجميد المساعدات الأميركية إليها.

وكانت صفحة الرئيس مرسي بموقع «فيس بوك» على الإنترنت كتبت أنه تسلم خطابا أرسله أوباما له، وأن أوباما كرر إدانة الحكومة الأميركية للفيلم، وأن أوباما يتطلع إلى العمل مع الرئيس مرسي للاستفادة من «الشراكة الاستراتيجية»، وأن أوباما، في رسالته «قدم الشكر للرئيس المصري على الجهود المصرية لحماية بعثة الولايات المتحدة الأميركية في القاهرة».

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن حذر أوباما من علاقات وثيقة مع مرسي خلال الحملة الانتخابية ظهر قبل أسبوعين عندما قال الرئيس الأميركي لشبكة تلفزيونية باللغة بالإسبانية إن الولايات المتحدة لا تعتبر الحكومة المصرية حليفة أو عدوا. وعلى الجانب الآخر، عندما سئل مرسي ما إذا كان يعتقد أن الولايات المتحدة حليفة، في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز»، أول من أمس، قال «هذا يعتمد على تعريفكم لكلمة حليف».

غير أن سوزان رايس، السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، قالت مباشرة بعد تصريحات أوباما «لم يكن الرئيس يشير إلى أي تغيير في طبيعة علاقتنا. كان واضحا أن الرئيس أجرى محادثات مع الرئيس مرسي، وكانت مثمرة للغاية. وركز الرئيس أوباما على أنه، بطبيعة الحال، تقع المسؤولية على الحكومة المصرية، كمضيفة، لحماية الموظفين الدبلوماسيين والمرافقين لهم، بما في ذلك دبلوماسيونا والمرافقون لهم». وقالت رايس «رأينا أن الرئيس مرسي، فورا بعد المحادثات، اتخذ خطوات كبيرة لتحسين أمن منشآتنا في القاهرة وفي أماكن أخرى. ثم أعلن، مرارا وتكرارا، عددا من البيانات المهمة، والقوية جدا، تدين أعمال العنف، وأن هذا الفيديو مهما كان بغيضا لا يبرر على الإطلاق العنف ضد الولايات المتحدة، أو غيرها من الشركاء الغربيين».

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن مرسي، في المقابلة الصحافية معها، أشار إلى أن مصر لن تكون معادية للغرب، لكنها لن تكون طيعة كما كان الحال خلال عهد الرئيس السابق حسني مبارك. وأضاف مرسي للصحيفة «لا يوجد شك أن الإدارات الأميركية المتعاقبة اشترت استياء، إن لم تكن كراهية، المنطقة بأموال دافعي الضرائب (الأميركيين)». وأشار إلى دعم الحكومات الديكتاتورية في الدول العربية، رغم المعارضات الشعبية في هذه الدول. وأشار إلى دعم إسرائيل على حساب الفلسطينيين.

وقال مرسي إن واشنطن في حاجة إلى «تغيير طريقة تعاملها مع العالم العربي، وإظهار احترام أكبر لقيمه، والمساعدة على إقامة دولة فلسطينية للحد من الغضب الكامن بالمنطقة». وأضاف «ما دام السلام والعدل لم يتحققا للفلسطينيين، تظل المعاهدة (معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل سنة 1979) لم تتحقق».

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن أوباما تعمد ألا يقابل مرسي في نيويورك، عندما يسافر إلى هناك خلال الأسبوع المقبل. وكان مرسي غادر القاهرة أمس إلى نيويورك للمشاركة، أيضا، في اجتماعات الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة. وقالت المصادر الأميركية إن قرار أوباما اتخذ قبل نشر المقابلة «الصريحة» في صحيفة «نيويورك تايمز»، وإن أوباما، على أي حال، يخشى أن ينتقده منافسه رومني على مقابلة مرسي، إن لم يكن لأي شيء فبسبب تصريحات «نيويورك تايمز».