الجيش الحر يرفض تحديد موقع قيادته في الداخل «لحمايته من القصف الجوي»

النظام يفقد السيطرة على مزيد من الأراضي وسقوط الأسد «مسألة أشهر»

عناصر من الجيش السوري الحر يستريحون في معبر تل أبيض عند الحدود السورية التركية بعد الاستيلاء عليه من النظام السوري (أ.ب)
TT

رفض ضباط قياديون في الجيش السوري الحر تقديم أي معلومات لوجيستية عن موقع القيادة الجديد داخل الأراضي السورية، «رغبة في حمايته من القصف». وتكرر ذلك الرفض، ردا على أسئلة كثيرة وجهت إليهم، منذ إعلان قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد نقل مقر القيادة من تركيا إلى داخل سوريا.

وانضم نائب رئيس أركان الجيش السوري الحر العقيد عارف الحمود إلى هؤلاء، مؤكدا في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «مقر القيادة نقل فعلا إلى داخل الأراضي السورية، رافضا في الوقت نفسه تحديد موقعه بالضبط، مشددا على أنه «في هذه الظروف، حين يكون هناك مقر للقيادة، يجب أن يبقى موقعه سريا بغية حمايته من القصف».

وفي حين يرجح أن يكون المركز واقعا في ريف حلب أو في ريف إدلب، كونهما محافظتين يسيطر عليهما الجيش الحر، وتعدان قريبتين من الحدود التركية - السورية، أشار الحمود إلى أن المركز الرئيسي يقع داخل الأراضي السورية «في واحدة من المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر بشكل كامل»، رافضا تحديد الموقع. وأكد أن كتائب الجيش الحر التي تحيط مناطق عملياتها بالموقع الجديد «تستطيع أن توفر له حماية تامة من جميع أشكال الاعتداءات، باستثناء القصف الجوي». وأضاف: «بحكم وجود المركز بعيدا عن نطاق سيطرة الجيش النظامي، فإننا قادرون على حمايته، لكن النظام لا يستطيع الوصول إليه إلا عبر قصفه بالطيران إذا حدد موقعه، لذلك نتكتم على موقعه بالضبط».

ولفت إلى أن الحماية التي باستطاعة الجيش الحر تأمينها للمركز «هي حماية جزئية؛ لأننا لا نمتلك السلاح الفاعل المضاد للطيران لصد الغارات الجوية»، موضحا أن «الأسلحة المضادة للطيران التي نمتلكها هي المدافع الرشاشة فقط».

وكشف الحمود عن أن الإعلان عن نقل مقر القيادة «لم يكن مفاجئا بالنسبة للعارفين بطبيعة عملنا»، لافتا إلى أن «نقله كان الخطوة الأخيرة على هذا الصعيد، حين قرر قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد الإقامة الدائمة في مركز القيادة الجديد في الداخل، ما دفع القيادة للإعلان عن نقل المقر». وأضاف: «هذه الخطوة هي استكمال لعميلة بدأناها قبل أشهر، إذ كان ينزل القياديون إلى داخل سوريا للإشراف على العمليات والتنسيق مع الكتائب المقاتلة، والعمل في الداخل».

وأشار الحمود إلى أن التجهيز لمقر القيادة «بدأ منذ ثلاثة أشهر، بالتزامن مع الزيارات المتكررة التي قام بها الضباط القياديون للجبهات». وأضاف: «ضباط القيادة لم ينقطعوا عن ضباط الوحدات والقطع المقاتلة منذ بدء العمليات العسكرية، إذ يزور القياديون الميدان، ويلتقون مع ضباط الوحدات والقطع والقادة الميدانيين، في زيارات متكررة بغرض التنسيق بين الوحدات، والإشراف على سير المعارك، والتخطيط للعمليات النوعية».

وردا على سؤال عما إذا كانت هذه الخطوة ستساهم في توحيد الصفوف بين الفصائل المقاتلة على الأرض، على قاعدة ربطها جميعها بالقيادة الموجودة بينهم، أشار الحمود إلى أن «ذلك لن يتحقق مائة في المائة في ظل غياب الدعم المادي لقيادة الجيش السوري الحر». وأضاف: «عندما يتوفر الدعم المادي الكافي للقيادة، بشكل يمكنها من تأمين التغطية المادية لجميع المقاتلين، ودعمهم بالسلاح والعتاد، عندها تستطيع القيادة استقطاب كل الفصائل، ما يمكنها من توحيدها، أما في غياب هذا الدعم، فإن المهمة صعبة»، لكنه شدد على أن «وجود مقر القيادة في الداخل سيعطي المقاتلين دفعا معنويا، ويزيد من التنسيق والترابط بينهم».

وكشف نائب رئيس أركان الجيش الحر عن أن هذه الخطوة «ستكون البداية، إذ بدأ التحضير لافتتاح مقرات عملياتية في كل المدن السورية، ترتبط بالقيادة مباشرة»، مشيرا إلى «بدء العمل على تشكيل غرف عمليات ميدانية في كل المدن، بهدف التنسيق مع الكتائب المقاتلة وتعزيز التعاون فيما بينهما، بغية حصد النتائج الإيجابية على صعيد العمل العسكري».

وكان عدد من القياديين في الجيش الحر قد زاروا جبهات القتال طوال المدة الفائتة. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة في الجيش الحر، أن اثنين من كبار ضباطه كانوا موجودين في الداخل السوري لمدة أسبوع، قبل 15 يوما.

وفي غضون ذلك، قال العقيد في الجيش السوري الحر أحمد عبد الوهاب في قرية أطمة القريبة من الحدود التركية، وآمر كتيبة من 850 رجلا، إن النظام السوري يفقد السيطرة على المزيد من الأراضي.

ويحاول مسلحو المعارضة على الرغم من عدم توازن القوى بينهم وبين قوات الجيش السوري والقصف المستمر على معاقلهم، توسيع المنطقة التي يسيطرون عليها خصوصا في شمال غربي البلاد.

وقال العقيد عبد الوهاب في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية: «نسيطر على القسم الأكبر من البلاد. وفي غالبية المناطق الجنود يبقون داخل ثكناتهم».

وأضاف: «مع أو دون مساعدة خارجية يمكن أن تقدم إلينا، إن سقوط النظام مسألة أشهر وليس سنوات». وتابع: «لو كانت لدينا مضادات للطيران وللدبابات فعالة، لتمكنا سريعا من التقدم، لكن الدول الأجنبية لا تقدم لنا هذه المعدات، وحتى دونها سننتصر. سيكون ذلك أطول، هذا كل ما في الأمر».