الأزمة السورية تهيمن على اجتماعات الجمعية العامة.. وتوجه للتخلي عن «النقاط الست»

أوباما يلقي خطابه اليوم.. ويتطرق إلى احتجاجات الفيلم المسيء وإيران

رئيس الجلسة الـ 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة فوك جيرميك يلقي الكلمة الأفتتاحية للجمعية أمس (أ.ب)
TT

تهيمن الأزمة السورية على اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع، بحثا عن سبل جديدة لمعالجة الأزمة التي تبدو عالقة من دون حل سياسي واضح. وبدأ المبعوث العربي - الدولي الأخضر الإبراهيمي اجتماعاته في نيويورك منذ يوم السبت الماضي، بينما كانت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فالري إيموس قد بدأت لقاءاتها قبل يومين مع الوفود المجتمعة في نيويورك لبحث سبل إغاثة المدنيين السوريين.

وبعد أن اتفق الإبراهيمي مع أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون بعد اجتماعهما يوم السبت الماضي على أن الأزمة السورية تشكل «تهديدا متصاعدا للأمن والسلم الإقليمي»، هناك توجه لتجديد الجهود لإصدار قرار من مجلس الأمن يلزم النظام السوري والمعارضة بالسعي لحل سياسي للأزمة السورية، واحترام مهمة الإبراهيمي، وهناك توجه تدعمه واشنطن ودول عربية للتخلي عن خطة «النقاط الست» التي كان المبعوث السابق كوفي أنان قد وضعها بعد فشل تحقيق أي من بنودها، ولكن لم تتضح الرؤية بعد للشكل الجديد لمهمة الإبراهيمي. وتدعو دول من مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» إلى مشروع قرار مرتقب لدى مجلس الأمن يلزم الطرفين باحترام جهود التوصل إلى حل سياسي من خلال المبعوث الدولي، تحت البند السابع. واستخدام البند السابع في هذه الحالة لن يؤدي بالضرورة إلى توجه عسكري لفرض الحل السياسي، بل يشمل محاسبة الطرف الذي لا يلتزم بالقرار، من خلال آليات معينة تشمل العقوبات. وبينما أفادت مصادر دبلوماسية عربية وغربية لـ«الشرق الأوسط» بأن إصدار القرار نفسه لن يكون مدرجا على أعمال الجمعية العامة، بل التشاور من أجل تحقيق هذا الهدف يحتدم هذا الأسبوع على إصدار القرار في الأسابيع المقبلة. وبينما ما زال الموقف الروسي العقبة الرئيسية لهذه الخطوة، من المتوقع أن تزداد الضغوط على روسيا للتحرك مع تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد وتداعياتها على المنطقة. واجتمع الأخضر الإبراهيمي مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن لإطلاع ممثليهم على نتائج زيارته إلى سوريا وجولته في المنطقة الأسبوع الماضي.

وهناك قناعة بين عدد من الدول العربية المعنية بالشأن السوري بأن المبعوث الجديد بحاجة إلى «أسلوب جديد» في التعامل مع الملف السوري بعد فشل جهود أنان، وأن هذا الأسلوب الجديد مبني على حصول الإبراهيمي على دعم سياسي واضح من مجلس الأمن. وأفادت مصادر دبلوماسية عربية أن «تحديد المسؤولية» أمر مهم في المرحلة المقبلة في سوريا مع تفاقم العنف، بالإضافة إلى أخذ المجتمع الدولي موقفا أكثر حزما من تداعيات الحل «العسكري» الذي يحاول النظام السوري فرضه.

يذكر أن الجدول الأولي (غير الرسمي) لخطابات النقاش العام لدى الجمعية العامة يظهر أن المبعوث السوري سيلقي كلمته أمام الجمعية العامة يوم الاثنين المقبل، وهو اليوم الأخير لخطابات النقاش العام، ومن المتوقع أن تكون أكثرية الوفود المشاركة قد غادرت نيويورك.

وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي قد اجتمعوا مساء أول من أمس في نيويورك للتشاور والتنسيق قبل انطلاق أعمال الجمعية العامة رسميا، حيث هيمنت القضية السورية أيضا على الاجتماع بالإضافة إلى قضايا عربية وإقليمية تعني الخليج.

ويبقى الملف الإيراني ودور طهران في المنطقة بالإضافة إلى النشاط النووي من القضايا التي تشغل المجتمعين في نيويورك. وكان أمين عام الأمم المتحدة قد استقبل وزير خارجية البحرين الشيخ خالد آل خليفة ثم رئيس وزراء الكويت الشيخ جابر المبارك آل صباح، قبل اجتماعه عصر أول من أمس مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. وأفاد ناطق باسم الأمين العام بأن بان كي مون شدد خلال لقائه أحمدي نجاد على أهمية التخلي عن التحريض في تصريحاته والعمل على استقرار المنطقة.

من جهة أخرى، وصل الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى نيويورك أمس للمشاركة في أعمال الجمعية العامة، ولكن تبقى الحملة الانتخابية سيدة الموقف بالنسبة للأميركيين. وبينما كان من المرتقب أن يشارك أوباما والسيدة الأولى الأميركية ميشيل أوباما رؤساء الوفود المشاركة في أعمال الجمعية العامة في حفل استقبال مساء أمس، تبقى مشاركة الرئيس الأميركي محدودة هذه السنة، إذ اهتمامه متركز على الشؤون الداخلية والصورة التي يقدمها للناخب الأميركي، حيث إن عليه أن يوازن بين الظهور الرئاسي القوي وعدم إثارة قضايا خارجية جديدة تستخدم ضده من خصمه المرشح الجمهوري ميت رومني. وستكون مشاركة أوباما مختصرة على مدار يوم ونصف اليوم فقط، إذ يغادر نيويورك اليوم بعد إلقاء خطابه أمام الجمعية العامة.

وفي واشنطن قال البيت الأبيض أمس إن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيتناول احتجاجات المسلمين على فيلم مناهض للإسلام أنتج في الولايات المتحدة، ويشدد على التزامه بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع.

وقال السكرتير الصحافي للبيت الأبيض جاي كارني متحدثا عن الخطاب الذي سيلقيه أوباما اليوم: «أتوقع أن يتناول الرئيس الاضطرابات الأخيرة في العالم الإسلامي والسياق الأوسع للتحول الديمقراطي في العالم العربي».

وأضاف أن الجمعية العامة للأمم المتحدة تتيح له فرصة أخرى للتشديد على ضرورة عدم السماح لإيران بصنع سلاح نووي.

وبينما سيكون أوباما منشغلا في توجيه كلمته إلى العالم، سيكون منافسه المرشح الجمهوري ميت رومني يلقي «خطابا خاصا» من منصة اجتماع «مبادرة كلينتون العالمية». ومن اللافت أن رومني سيلقي خطابه تزامنا مع خطاب أوباما، وسيركز في خطابه على رؤيته لمستقبل الولايات المتحدة بينما يضع أوباما أمام العالم أولويات بلاده الخارجية.