أبو مازن يأمر بالتحقيق مع قيادي كبير في شبهة قضايا أخلاقية

المشتكي يؤكد.. وفتح تنفي وتدافع.. والوزير يقول: جماعة دحلان تسعى لتشويه سمعتي

TT

أكدت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«لشرق الأوسط» أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمر بتشكيل لجنة تحقيق مع أحد الوزراء، في شبهات تتعلق بقضايا أخلاقية، بعد اتهامه من قبل أحد موظفي وزارته بمحاولة التحرش بزوجته الموظفة في الوزارة نفسها.

وبحسب المصادر فإن اللجنة تشكلت من عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، توفيق الطيراوي، ورئيس المخابرات العامة ماجد فرج. وقد استمعت إلى الطرفين، ومن المفترض أن تقدم تقريرها إلى الرئيس فور عودته من الولايات المتحدة بعد إلقائه خطابا في الجمعية العامة في 27 الجاري.

واتصلت «الشرق الأوسط»، بالمشتكي، أحمد أبو العم، فوجدته وزوجته في العاصمة الأردنية عمان، التي قال: إنه لجأ إليها بعد ضغوط كبيرة مورست عليه لإسقاط حقه. وقال أبو العم (30 عاما) إن الوزير حاول التحرش بزوجته مرارا. وأضاف: «حاولت زوجتي صده في البداية، لكنه أصر على مضايقتها والتحرش بها، وراح يرسل لها الرسائل، فأخبرتني، فتقدمت بشكوى فورية ضده».

وتابع قوله: «حاول وآخرون ثنيي عن ذلك، ساوموني أحيانا وهددوني أحيانا» أخرى. «لذلك واختصارا لأي مشكلة، غادرت إلى عمان بانتظار عودة الرئيس وقراره». ويأمل أبو العم باتخاذ الرئيس قرارات تنصفه. وقال: «لا أحد يسكت على محاولة المس بعرضه، وأنا أثق بالله وبالرئيس». وقدم أبو العم شكاوى لهيئة مكافحة الفساد، والشرطة الفلسطينية، ولمكتب الرئيس. وقال: إنه سيتابع الأمر حتى الرمق الأخير.

حدثت القصة قبل أكثر من أسبوع. ولم يتسن التأكد من مصدر مستقل من صحة الاتهامات بحق الوزير.

ونفت حركة فتح الاتهامات بحق المسؤول الكبير فيها، وعضو لجنتها المركزية، وقالت: إنها ملفقة وتستهدف تشويه الحركة.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالوزير لكنه لم يرد على جواله. غير أنه قال لصحيفة «هآرتس الإسرائيلية» إن الحديث يدور عن محاولة تلفيق قضية بحقه وإساءة سمعته، وإن «جماعة محمد دحلان (القيادي المفصول من فتح)، تحاول تلفيق التهمة لي، إنهم يحاولون تشويه صورتي، وكل ذلك شائعات».

ورد المشتكي قائلا: إنه لا يعرف دحلان ولم يلتقه إلا مرة واحدة عندما كان بصحبة الوزير المشتكى عليه، وبدأت القضية تتحول إلى قضية رأي عام.

ويتهم ناشطون في فتح أبو العم بالكذب والتلفيق وخدمة أجندة غير وطنية لتشويه الحركة، ونوقش الأمر على صفحات «فيس بوك» مرارا. وشكك نشطاء بالمشتكي وقالوا: إنه «فاجر» و«غير وطني».

وقالت «فتح» في بيان وحرصت على توزيعه على صفحات التواصل الاجتماعي: «إن بؤس الهجمة الشرسة ضد حركة فتح، يتجلى بالعجز عن النيل من منجزاتها العظيمة لهؤلاء الآلاف من الشهداء والأسرى والقادة والشبيبة والطلبة والنساء والرجال الذين ما زالوا يحملون مشاعل النضال، وينيرون الدرب، ما حدا بأصحاب الأجندات الخارجية أن يشنوا حملات التشويه البغيضة ضد قادة وكوادر الحركة. إن فشل المخرصين الانعزاليين في تزوير التاريخ والمستقبل لحركة فتح جعلهم يركبون بغلة الشتائم وقذف سهام الحقد والأكاذيب من فوقها، فها هم يستسهلون شتم الرئيس واتهامه، كما استسهلوا شتم قيادة حركة فتح واتهامها. فهم تارة يتهمون هذا بنقيصة وساعة يتهمون ذلك بمثلبة، ومرة يتهمون هذا بعرضه ويتهمون ذاك بأمانته، ما زاد الأمر عن حده، وجعل الفساق يصيبون القوم بجهالة مقصودة».

أما أبو العم، فنشر على صفحته «الحمد لله الذي أكرمني بأن أدافع عن الأسرى والمظلومين وعنكم أخوات الشهداء، وحملني رسالة ثقيلة تعجز عن حملها الجبال وحملتها أنا ونلت هذا الشرف، وهذا وسام سيسجله التاريخ لي، أكرمني بأن أدافع وأتحدث باسم كل فتاة تعرضت للتهديد والابتزاز من قبل هؤلاء (..)».