مقاتلون ميدانيون يقللون من أهمية انتقال قيادة «الجيش الحر» إلى سوريا

مناطق نفوذه تتمدد شمال البلاد يوما بعد يوم

TT

لا تنكر قيادة «الجيش السوري الحر» وجود عقبات مادية وتقنية وأمنية تحول دون التواصل مع مختلف الكتائب والفصائل المنضوية تحت تسمية «الجيش الحر»، والتي سارع بعضها إلى انتقاد خطوة قائد الجيش الحر العقيد رياض الأسعد «المتأخرة» بإعلان انتقال القيادة المركزية من تركيا إلى «الأراضي المحررة» داخل سوريا، يوم السبت الفائت.

ويقول رئيس أركان «الجيش الحر» العقيد أحمد حجازي لـ«الشرق الأوسط» إن «وجود ثغرات في التنسيق وصعوبة التواصل مع وحدات الجيش الحر في المناطق كلها أوجبت بلا شك اتخاذ القرار بنقل القيادة المركزية إلى داخل سوريا»، معتبرا أن «الانتقاد من قبل رؤساء بعض الكتائب في مكانه ونحن نقدّره ونأخذه في عين الاعتبار وهذا ما يفرقنا عن الديكتاتور لأننا نحارب جميعا من أجل الحرية والديمقراطية».

موقف حجازي يأتي بعدما قال مقاتلون ميدانيون إنهم غير مكترثين بإعلان قادة «الجيش الحر» في الخارج عودتهم إلى «المناطق المحررة». ويقول المتحدث باسم لواء التوحيد، التنظيم الأقوى بين قوات المعارضة في حلب، المقاتل عبد الله: «لو انضم مقاتل جديد إلى جبهة القتال لكان ذلك أكثر فائدة»، معتبرا أن «المقاتلين على الأرض يساوون أكثر بكثير من أناس يجلسون خلف مكاتب خارج سوريا منذ عام ونصف العام».

ولا يبدي مقاتلو الداخل حماسة لقرار قيادة «الجيش الحر» باعتبار أنهم «في قتالهم اليومي شبه منفصلين بالكامل عن هذه القيادة». ويقول أبو سومر، قائد «تجمع كتائب أحفاد الرسول» إن مقاتليه «يقاتلون على ثلاث جبهات في حيي صلاح الدين وسيف الدولة اللذين يشهدان أعنف المعارك، وقرار انتقال قيادة الجيش الحر إلى (المناطق المحررة) لا يغير في الأمر شيئا»، مؤكدا أن «الاستراتيجية يقررها الناس الموجودون في أرض المعركة». ويوضح أبو سومر أنه يتشاطر وباقي قادة الكتائب هدفا أوحد هو «إسقاط بشار الأسد بأسرع وقت ممكن»، ولذلك فهو يناشد كل القادة العسكريين المنشقين الذين ما زالوا في الخارج، ولا سيما في تركيا، العودة إلى سوريا و«النزول إلى أرض المعركة».

ويدرك رئيس أركان «الجيش الحر» تململ المقاتلين الميدانيين، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «هم إخوتنا وزملاء دربنا ورفاق السلاح، سواء أكانوا من المدنيين الشرفاء أو من العسكريين المنشقين ويسعدنا سماع انتقاداتهم وملاحظاتهم»، لكنه يشدد في الوقت عينه على أن «ثورتنا ثورة يتيمة ولا تتلقى دعما من أي جهة بعدما لم يمد أحد يد المساعدة لنا». ويضيف: «من الطبيعي أن لا نتمكن من التواصل والتنسيق مع وحدات الجيش الحر كل وأن نعجز عن إمدادهم بالسلاح والذخيرة، ومن الطبيعي أن تعلو صرخة من يقاتل ويحتاج للذخيرة، ولا نقوى على مساعدته». ويوضح حجازي «لا إمكانيات مادية ولا تقنية للتواصل مع الوحدات كلها».

وفي سياق متصل، باتت مناطق واسعة في شمال سوريا على مقربة من الحدود مع تركيا خارج سيطرة النظام السوري وبعضها منذ أشهر عدة. وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية أن مراسليها خلال تنقلاتهم في المناطق الخاضعة للجيش السوري الحر قطعوا أحيانا مئات الكيلومترات من دون المرور على نقاط أمنية تابعة للنظام. إلا أنهم كانوا أحيانا يقومون بالدوران حول ثكنات أو بلدات لا تزال تابعة للقوات السورية النظامية.

وقال صحافي زار منطقة إدلب في شمال غربي سوريا في مارس (آذار) الماضي ثم زارها أمس، إنه لاحظ تمدد مناطق سيطرة الجيش السوري الحر إلى قرى وبلدات كثيرة.