بيل كلينتون يجهل تطلعات زوجته للرئاسة

مع مؤتمره السنوي وعلى غلاف «تايم»

TT

مع انعقاد مؤتمره السنوي، «كلينتون غلوبان انيشياتيف» (مبادرة كلينتون العالمية)، وظهوره على غلاف مجلة «تايم»، ومساعدته للرئيس باراك أوباما في الحملة الانتخابية، قال الرئيس الأسبق بيل كلينتون إنه لا يعرف ما إذا كانت زوجته، هيلاري، تريد الترشح لرئاسة الجمهورية سنة 2016 أم لا. لكنه أكد أنه سيدعمها أيا كان قرارها.

سئل كلينتون، في مقابلة «فيس ذا نيشن» (واجه الأمة)، في تلفزيون «سي بي إس» الأميركي، هل تعتزم زوجته الترشح لرئاسة الولايات المتحدة سنة 2016، فاز الرئيس أوباما برئاسة أخرى أو لم يفز؟ وأجاب: «لا أعرف. تعلمون أنها عملت كثيرا في المجال السياسي طوال 20 سنة. قضينا ثماني سنوات في البيت الأبيض. ثم ترشحت، وفازت، بمقعد في مجلس الشيوخ. ثم أصبحت وزيرة للخارجية». وأضاف: «إنها مرهقة. لكنها تريد بعض الوقت لتستجمع قواها، وتؤلف كتابا. وآمل أن نعمل معا في هذا».

وردا على سؤال عما إذا كانت مؤهلة لتترشح للرئاسة، قال كلينتون: «لم أصادف يوما شخصا أعتقد أنه سيكون أفضل منها. لكن، لدينا الكثير من الأكفاء في حزبنا (الحزب الديمقراطي) الذين يرغبون في الرئاسة. وأيا كان ما تريد، سأكون أول من يقف بجانبها. أنا متأكد أنها الأفضل. أعرف أنني منحاز، لكنها أثبتت كسيناتور ثم كوزيرة خارجية أن لديها قدرة مذهلة». وإجابة عن سؤال عن المعركة الرئاسية الحالية، قال كلينتون إنه يتوقع فوز أوباما.

وقالت مصادر إخبارية أميركية إنه عندما تولت هيلاري كلينتون وزارة الخارجية بعد الانتخابات الرئاسية عام 2008، كانت تريد الحصول على تجارب حكومية لتزيد خبراتها لتترشح لرئاسة الجمهورية بعد أن فشلت أمام الرئيس أوباما، وإنها الآن ليست متأكدة إذا ما كانت ستستمر في وزارة الخارجية، أو تقضي أربع سنوات في العمل السياسي العام. لكنها، في الحالتين، تريد خوض معركة الرئاسة الأميركية من جديد في عام 2016.

هذا الأسبوع، ظهر بيل كلينتون على غلاف مجلة «تايم» الأميركية في موضوع رئيسي كتبه بمناسبة المؤتمر السنوي لمنظمته «كلينتون غلوبال انيشياتيف» (مبادرة كلينتون العالمية)، التي تعقد مع بداية اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفيها، يلتقي قادة الدول ورؤساء كبرى الشركات العالمية، في تعاون بين الجانبين أثمر عن مشاريع إعمارية وإنسانية كثيرة في مختلف أنحاء العالم.

وأشارت مصادر إخبارية أميركية إلى أنه، في سنة 2008، كان هناك نقاش حول إمكانية أن تحسم المنافسة بين أوباما وهيلاري بأن يكون واحد مرشحا لرئاسة الجمهورية، ويكون الثاني نائبا له. وعندما فشلت في الانتصار على أوباما تركز النقاش على ترشيح أوباما للرئاسة، وترشيحها نائبة له.

في ذلك الوقت، كتب كارل بيرنشتين، صحافي سابق في «واشنطن بوست»: «لا تخاف هيلاري من شيء مثل الخوف من العودة عضوا في الكونغرس في السنة المقبلة. تجلس مع زملائها الذين كانت تجلس معهم. وكأنها لم تفعل أي شيء». وكتب شاك تود، معلق في تلفزيون «إم إس إن بي سي»: «تريد أغلبية المؤيدين للحزب الديمقراطي أن تكون هيلاري نائبة للرئيس. لكن، لن يطلب منها أوباما ذلك. لهذا، توجد الكرة في ملعب هيلاري، وعليها أن تتحرك».

وكتب سكوت ليمنيوكس، في مجلة «أميركان بروسبيكتيف»: «لن يحتاج أوباما إلى هيلاري لأنها لن تضيف أصوات ولاية معينة، أو طبقة معينة لأصواته. حتى البيض الذين فضلوا هيلاري على أوباما في الانتخابات الأولية، لا بد أن يصوتوا لمرشح الحزب في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني)».

وكتب روبرت نوفاك، كاتب عمود في صحيفة «واشنطن بوست»، أن ميشيل أوباما لا ترتاح لهيلاري.

وكتبت مورين داود، كاتبة عمود في صحيفة «نيويورك تايمز»: «هيلاري، وزوجها الرئيس الأسبق كلينتون، عكرا العلاقة مع أوباما، عندما زادا من الحديث عن اللون (إنها بيضاء، ومنافسها أسود)». كانت تلك إشارة إلى ما حدث في ولاية ساوث كارولينا عندما فاز أوباما في الانتخابات التمهيدية. وعندما قال زوجها: «دائما يفوز أسود في هذه الولاية»، إشارة إلى وجود نسبة كبيرة من السود فيها. وانتقد كثير من الناس كلينتون لأنه كان أول من أدخل موضوع اللون في المنافسة بين زوجته وأوباما. حتى زوجته هيلاري، عندما سألها الصحافيون، قالت إن زوجها ليس عنصريا، و«كان يتحدث عن حقيقة تاريخية». غير أن أوباما بادر، بعد فوزه، بالاتصال بهيلاري وعرض عليها منصب وزيرة الخارجية، وقبلت.