يهود الولايات المتحدة يبلغون نتنياهو غضبهم من طريقة هجومه على أوباما

السفير الإسرائيلي في واشنطن نقل له صورة عن الأجواء المشحونة ضد تصرفاته

TT

في زيارة وصفت بأنها «غير عادية»، وصل إلى إسرائيل السفير الإسرائيلي في واشنطن، مايكل أورن، ليبلغ رئيس وزرائه، بنيامين نتنياهو، بما يسود قيادة التنظيمات اليهودية وعددا كبيرا من القادة الأميركيين من تذمر من سياسته تجاه رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما، ويحذره بألا يزيد الطين بلة في زيارته القريبة.

وجاءت هذه الزيارة العاجلة، التي استغرقت فقط 36 ساعة، لأن نتنياهو سيزور الولايات المتحدة بعد غد (الخميس). والسفير لا يريد لنتنياهو أن يفاجأ من الاستقبال البارد الذي يتوقع أن يلاقيه في أوساط اليهود الأميركيين وغيرهم من أصدقاء إسرائيل في الولايات المتحدة.. فالتوتر الذي تسبب به نتنياهو مع إدارة أوباما، على خلفية التهديد الإسرائيلي بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، وعلى خلفية التدخل شبه العلني لصالح المرشح الجمهوري، ميت رومني، لانتخابات الرئاسة الأميركية، تثير قلق العديد من أصدقاء إسرائيل عموما واليهود بشكل خاص.

وقالت صحيفة «هآرتس»، أمس، إن زيارة أورن غريبة ومستهجنة، وتدل على أن أمرا خطيرا يحصل لمكانة نتنياهو في الدولة العظمى. وتقول إن مستشار الأمن القومي في إسرائيل، يعقوب عاميدرور، عاد من زيارة عمل سرية في الولايات المتحدة فقط في يوم الأربعاء الماضي، والتقى خلال زيارته مع مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، توم دونيلون، ومع قادة يهود ومع مسؤولين في الكونغرس. وفي حالة كهذه لا توجد حاجة لزيارة عاجلة كهذه للسفير أورن، ولكن أمرا ما طرأ جعله يصل إلى القدس ويلتقي نتنياهو بشكل منفرد، وهو على الغالب وضعه في صورة المواقف الأميركية منه وكيف يمكنه أن يحسن صورته خلال الزيارة ولا يقدم على فعل أو تصريح أو تصرف يؤجج نار الغضب.

وتكشف الصحيفة عن أن رسائل عديدة وصلت إلى نتنياهو من الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة، من شخصيات مهمة في الولايات المتحدة، بمن في ذلك أعضاء في الكونغرس ومسؤولون في البيت الأبيض وقادة يهود معروفون، يبدون فيها غضبا شديدا من الطريقة التي تعامل بها نتنياهو مع الرئيس أوباما. وكشفت عن أن إحدى هذه الرسائل كانت خطية ووقعتها السيناتور بربارة بوكسر، وهي من الحزب الديمقراطي في كاليفورنيا، وفيها تعرب عن خيبة أمل شديدة من نتنياهو «الذي سمح لنفسه بأن يمس الرئيس أوباما بسبب الخلاف معه في الموضوع الإيراني»، لكن مصدرا مقربا من نتنياهو حاول التخفيف من درامية زيارة السفير أورن قائلا إن الهدف من الزيارة بحث اقتراحات مختلفة لتقريب وجهات النظر بين إسرائيل والولايات المتحدة في الموضوع الإيراني.

المعروف أن نتنياهو سيصل إلى نيويورك، بعد غد، لإلقاء كلمة إسرائيل في الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة. وقد اعتذر الرئيس أوباما عن عدم لقائه، وسيكتفي بلقاء مع وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون. وقد سبقه إلى الولايات المتحدة وزير دفاعه، إيهود باراك، الذي التقى مع كلينتون وغيرها من المسؤولين الأميركيين في محاولة لتقليص الفجوات في مواقف الطرفين في الموضوع الإيراني وغيره. وحسب مصدر في مكتب نتنياهو، فإن هناك محادثات متواصلة بين إسرائيل والولايات المتحدة حول سبل معالجة الموضوع الإيراني. واعتبر الخلافات بين الطرفين «عادية»، مشيرا إلى أنه «لا خلاف بينهما حول الأمر الأساسي، وهو منع إيران من تطوير السلاح النووي»، مؤكدا أن نتنياهو سيركز خطابه في الأمم المتحدة ولقاءاته العديدة مع وسائل الإعلام الأميركية على الموضوع الإيراني وضرورة تشديد العقوبات على إيران بسبب مضيها قدما في تطوير السلاح النووي.

وقال ناطق بلسان نتنياهو إن رسالته في الولايات المتحدة ستدور حول محور محدد وهو أنه «يجب منع أخطر دولة في العالم من التزود بأخطر سلاح في العالم».

وأفاد مكتب نتنياهو بأن زيارته للولايات المتحدة ستكون قصيرة، ولن يلتقي العديد من الشخصيات العالمية. وسيلتقي بالأساس مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وسيطلب منه اتخاذ موقف من إيران لكونها «أول دولة في العالم تهدد دولة عضوا في الأمم المتحدة»، كما سيلتقي رئيس وزراء كندا، ستيفن هاربر، الذي اتخذ موقفا حازما من إيران، ووزيرة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، التي تدير المفاوضات مع إيران باسم الدول الغربية والعظمى.. لكن نتنياهو يخطط للقاءات عديدة مع قادة اليهود هناك. وقد جاء السفير أورن لتحذيره مما سيسمع في هذه اللقاءات حتى لا يصدم بالانتقادات ضده.