الجنود الفرنسيون يحزمون أمتعتهم استعدادا للانسحاب من أفغانستان

فككوا الأسلحة وعليهم تسليم الذخيرة قبل الرحيل

TT

يستعد السرجنت غيوم للعودة إلى فرنسا مع عشرين عنصرا من وحدته بعد أن أمضوا خمسة أشهر في أفغانستان، حيث حاربوا معا المتمردين في أتون الصيف الأفغاني. ويبلغ متوسط أعمار عناصر هذه الوحدة 28 عاما وأصغرهم سنا احتفل لتوه بعيد ميلاده العشرين.

وقال السرجنت إن «ذلك جعلنا نكبر بسرعة. وأكسبنا كثيرا من التماسك». ولا يختلف شكل هؤلاء الجنود عن الكثيرين من أبناء جيلهم، مع مؤخرة رأس حليقة وخصلات مثبتة إلى الأعلى بمادة الجل، أو أوشام مرسومة على الأكتاف أو الأذرع أو العضلات البارزة. وأسر السرجنت (الذي لا يمكن نشر اسمه) لوكالة الصحافة الفرنسية بأن «أفغانستان من أكثر الأمور المثيرة للاهتمام، لذلك ما زال هناك شبان يريدون الانخراط في الجيش». وقد خدم هذا السرجنت، البالغ من العمر 23 عاما، لمدة أربع سنوات في الجيش وهو من أقدم عناصر وحدته التابعة لفرقة المشاة المؤللة الـ16 التي تتمركز في بيتش (موزيل) في شرق فرنسا. ويبدو أنهم لا يشعرون بالحنين مع دنو ساعة الرحيل، بل ثمة تساؤل بسيط يدور في رؤوسهم عما يمكن أن يكون في انتظارهم لدى عودتهم إلى وطنهم. وقال السرجنت إنه «عند وصولنا بعد خمسة أشهر في أفغانستان هناك دوما فترة معقدة».

وقد غادرت الوحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع قاعدة تاغاب الفرنسية إلى شمال شرقي كابل للتوجه إلى العاصمة الأفغانية في إطار عملية فك ارتباط لنحو ثلاثة آلاف جندي فرنسي من القوة المتعددة الجنسيات التابعة لحلف شمال الأطلسي التي لا تزال في أفغانستان.

وبالنسبة لمعظم هؤلاء الجنود كانت معمودية النار في 23 يونيو (حزيران) في وادي تاغاب عند تعرضهم لهجوم من قبل متمردين. وروى السرجنت قائلا «واجهنا كل الأنواع، من (آر بي جي) (قاذفة صواريخ) وكلاشنيكوف، واضطررنا لاستخدام أسلحتنا. كانت الأمور على ما يرام عندما لا نسجل خسائر في صفوفنا. الجميع قام بعمله، هذا هو الأهم. في لحظات كهذه نكتشف حقيقة طبائع الناس». وفي انتظار طائرة العودة تقوم الوحدة بإنجاز كل الإجراءات المفروضة على جميع الوحدات الفرنسية التي تغادر أفغانستان.. فقد قام جنوده مع تقنيين من قسم الصيانة الأحد بتفكيك الأسلحة والأنظمة البصرية أو أنظمة التشويش المزودة بها آلياتهم المصفحة. وفي مطلع الأسبوع عليهم أن يسلموا ذخيرتهم.

ويتوجب أن يقوموا بتنظيف وتطهير كل شيء قبل رحيلهم إلى فرنسا. وقال الكولونيل برنار لوران المكلف بتنسيق كامل عملية الانسحاب الفرنسي، إنه «في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) لن يكون أي فرنسي في كابيسا وفي سيروبي (شرق). وكل المعدات والآليات ستكون هنا». وتحت وهج أشعة الشمس الحارقة يقوم عناصر وحدة المشاة المؤللة بمساعدة المتخصصين على تفكيك المصفحات الأربع التي استخدموها خلال خمسة أشهر. ومع مرور الأيام امتلأ موقع التخزين بآليات الاستطلاع المصفحة من طراز «آي إم إكس 10» والشاحنات ووسائل النقل في معسكر ويرهاوس شرق كابل. ومعظم الآليات سيتم إصلاحها بعد وصولها إلى فرنسا.

وهذه الوحدة لم تتكبد أي خسائر في أفغانستان سواء في الرجال أو المعدات، ويقول ضابط الصيانة «الآليات خدمت عدة أشهر في ميدان متطلب للغاية، وهي لا تزال صالحة للعمل لكنها شاخت بسرعة أكبر مما لو بقيت في فرنسا».

ولدى عودتهم إلى بلادهم سيمنح الجنود الفرنسيون إجازة لأربعة أسابيع، ثم يذهبون لمتابعة التدريبات في انتظار مهمتهم المقبلة.