المدينة المنورة على موعد مع أكبر وأضخم مشروع لتوسعة المسجد النبوي الشريف على مساحة 12.5 هكتار

أطلقها خادم الحرمين وحجم التعويضات يصل إلى 25 مليار ريال

خادم الحرمين الشريفين يضع حجر الأساس لمشروع توسعة وعمارة المسجد النبوي الشريف («الشرق الأوسط»)
TT

وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أمس في المدينة المنورة، حجر الأساس لأكبر مشروع توسعة للمسجد النبوي الشريف، لتصل طاقته الاستيعابية لما يقارب 2.8 مليون مصل، مع ما يصاحب ذلك من خدمات، وستنطلق بعد التدشين الرسمي خلال الأشهر المقبلة المراحل الأولى من تنفيذ المشروع والتي تعد الأكبر بعد توسعة عاهل البلاد الراحل الملك فهد بن عبد العزيز التي كانت في عهده للمسجد النبوي، وستستوعب أعدادا هائلة من المصلين والزوار وضيوف الرحمن، خاصة في وقت الذروة في مواسم الحج والعمرة، كما تمكن التوسعة الأعداد الهائلة من المصلين أداء صلواتهم في يسر وسهولة وراحة واطمئنان.

من جانبه أعرب الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة عن سعادته البالغة بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للمنطقة، وقال «إن أبناء المدينة المنورة يتطلعون بكل شوق للقاء خادم الحرمين الشريفين؛ لما تحمله هذه الزيارة من معان كبيرة في نفوس المواطنين في طيبة الطيبة التي ارتدت أبهى حللها بهذه المناسبة السعيدة فرحا بمقدم خادم الحرمين لمدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم التي امتزجت بالفرحة بعودته إلى أرض الوطن بعد تمتعه بإجازته الخاصة».

وتشير توقعات إلى أن حجم التعويضات لصالح أصحاب العقارات التي سيتم نزع ملكيتها في الجهتين الشرقية والغربية ستصل إلى نحو 25 مليار ريال على مساحة تقدر بنحو 12.5 هكتار، بينما سيتم تنفيذ المشروع على ثلاث مراحل تتسع الأولى منها لما يتجاوز 800 ألف مصل، وفي الثانية والثالثة ستتم توسعة الساحتين الشرقية والغربية للحرم بحيث تستوعب 800 ألف مصل إضافي.

بينما تم وضع مخطط شامل يتضمن تخفيف الضغوط المتزايدة برفع الطاقة الاستيعابية من المصلين من الوضع القائم البالغ 550 ألفا إلى الوضع المستقبلي البالغ 780 ألف شخص، لتوسعات ساحتي الحرم الشرقية والغربية، مع مراعاة استيعاب تدفقات حركة المشاة التي تتطلب توسعات أخرى في إطار تخطيط أكثر تفصيلا، ووفقا لاستراتيجية المشروع ستجري تحسينات للساحات العامة والساحة الاجتماعية حول المسجد الشريف، إضافة للعمل لدعم دورها كقلب مدني وروحاني للمدينة قصير الأجل، كما تتضمن الاستراتيجية توصية بتحويل الملكيات المطلوبة للتوسعة إلى الملكية العامة، وإعداد مخطط معماري تفصيلي للتوسعة في ضوء الإرشادات العامة المتضمنة في المخطط الشامل حول هذا الشأن.

بينما يمكن أن تستمر الفنادق المشمولة مواقعها بالتوسعة في التشغيل لحين استكمال تجهيزات الموقع لإنشاء التوسعة، وفي ذلك الحين سيتم هدم الفنادق نظرا لوجود حاجة إلى 12.5 هكتار من الأرض من أجل تسهيل التوسعة الشمالية.

وأكد أمير المدينة المنورة أن هذه الزيارة تأتي ضمن اهتمامات خادم الحرمين الشريفين وحرصه الدائم على تفقد أحوال المواطنين وتلمس احتياجاتهم ومتابعة الجهود التي تقوم بها إمارات المناطق، وأشار إلى أن خادم الحرمين الشريفين يتابع مشاريع المنطقة أولا بأول من خلال أعمال هيئة تطوير المدينة التي يتم رفعها لمقامه الكريم بما تشتمل عليه من قرارات وما تتضمنه من توصيات.

وأكد أن هذه الزيارة لها معنى خاص، حيث تتزامن مع الذكرى الثانية والثمانين لليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، عندما استطاع الملك عبد العزيز، طيب الله ثراه، أن يجمع شتات هذا الوطن ويوحد صف هذه الأمة على هدي الكتاب والسنة، ليبني دولة حديثة استطاعت بفضل الله أن تتبوأ مكانتها في مصاف الدول المتقدمة.

ويرى مراقبون أن مشروع توسعة الحرم المدني يتزامن مع النمو المتزايد في أعداد الحجاج والمعتمرين ومشاريع البنية التحتية التي تنفذها أمانة المدينة المنورة والتي من بينها تطوير المنطقة المركزية بالإضافة إلى عدد من المشاريع التي تساهم في تسهيل تنقل الزوار ومنها، مشروع قطار الحرمين، مشروع مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي الجديد بالمدينة المنورة، وسينفذ المشروع على مساحة تقدر بـأكثر من 4 ملايين متر مربع، وهو بمثابة مشروع لمطار جديد كليا، وسيشمل بناء صالات جديدة بجسور متحركة لنقل المسافرين من الصالات إلى الطائرة مباشرة، بالإضافة إلى إنشاء مبان للمرافق التجارية ومبان للمرافق المساندة، ومن المتوقع إنجاز المشروع بالكامل مع نهاية عام 2015م لترتفع طاقة المطار الاستيعابية إلى 8 ملايين مسافر في المرحلة الأولى وصولا إلى 12 مليون مسافر في المرحلة الثانية لاستيعاب الطلب المتزايد على المطار، ويستمر العقد لمدة 25 سنة، ويضمن المشروع تحسين الخدمات واستقطاب المزيد من الحركة الجوية وحركة الركاب فضلا عن استيعاب الزيادة المتوقعة في السنوات المقبلة من المسافرين خاصة من الحجاج.