مآذن الحرم النبوي العشر

TT

تحتوي أركان الحرم النبوي الشريف وجوانبه على عشر مآذن تشرف على ساحاته المحيطة، منها التاريخية العريقة ومن أشهرها مئذنة باب السلام التي يبلغ ارتفاعها 47.5 متر، ثم مئذنة باب البقيع وارتفاعها 60 مترا، فمئذنة باب عمر رضي الله عنه وارتفاعها 72 مترا، وتأتي بعدها مئذنة باب عثمان رضي الله عنه 72 مترا أيضا.

كما يشتمل محيط المسجد النبوي الشريف على ست مآذن حديثة تم تشييدها في التوسعة الثانية، يبلغ ارتفاع كل مئذنة نحو 104 أمتار، يعلو كل منها هلال تم طلاؤه بالذهب عيار 24 (قيراط) وارتفاعه 6 أمتار ووزنه 4.5 طن، وتحتوي كل منارة على خمسة طوابق.

يمثل الطابق الأول القاعدة لمنارة المئذنة، وهي على شكل مربع ضلعه 5.5 متر وارتفاعه 27 مترا بحيث يستمر هذا المربع بطول ارتفاع مبنى المسجد ثم يعلو السطح، ويلاحظ وجود شريط طولي محفور، به عدة نوافذ صغيرة من الجانبين الظاهرين من المنارة، وقد تم زخرفة هذا الشريط بزخارف بطوله، كما تمت تكسية جزء القاعدة بنفس التكسية الخارجية لمبنى الحرم، وهو الذي أدى إلى الشعور العام في التناسق المحسوس من الخارج.

ثم تأتي الأحزمة المزخرفة مكونة بداية النهاية للقاعدة، فنجد حزاما عريضا به زخارف هندسية، يليه حزام آخر بزخارف نباتية ثم تبدأ الكرنشة لتنسيق المقرنصات التي تهيئ إطلالة الشرفة الأولى، وجعلت المقرنصات من طبقات واضحة يتخللها تجاويف مزينة بزخارف نباتية.

ويأتي الطابق الثاني وهو مثمن قطره 5.5 متر وارتفاعه متران. يبدأ من أعلى الشرفة السابقة المربعة ويستمر بارتفاع متر، وبالتأمل في هذا الجزء يمكن ملاحظة المثمن على درجات مختلفة من الظهور، فالجزء السفلي منه مثمن مضلع بسيط في تكسيته، ويوجد في هذا الجزء فتحة إلى الشرفة، وذلك لاستعمالها عند الحاجة، والجزء الأوسط ويمثل جزء العقود المحمولة مع أعمدة رفيعة، ويمثل مجموع الأعمدة الثلاثة في ركن المثمن عنصرا يعكس التحول المقبل في الطابق الثالث المستدير، ويتمثل تزيين هذا الجزء في العقود التي تنتهي بشكل مثلثات، ويظهر في خلفية العقود أرضية داكنة ونوافذ زجاجية طويلة بحلوق بيضاء مزركشة، وقد حليت العقود بحزام فيه سلسلة متعرجة بارزة والجزء الأعلى من هذا الطابق يظهر شكل المثمن مرة أخرى مع وجود فتحات دائرية في كل ضلع محاطة بإطار بارز، وقد تم تكسية هذا الجزء بأرضية بيضاء، وينتهي هذا الجزء بمقرنصات تحمل أعلاها شرفة مثمنة.

أما الطابق الثالث فهو أسطواني الشكل قطره (5 أمتار وارتفاعه 18 مترا) ويبدأ من أعلى الشرفة الثانية ويستمر بارتفاع متر، وقد تم تكسية أرضيته بلون رصاصي داكن، وحلي بدالات بارزة مموجة تقوم بعمل الأحزمة ويبلغ عددها اثني عشر حزاما، وينتهي هذا الطابق بمقرنصات مكونة من طابقين تحمل شرفة مستديرة، ويعتبر هذا الطابق من الأجزاء المصمتة والتي تعكس قوة تحمل الأجزاء العلوية، يليه الطابق الرابع وهو أسطواني الشكل أيضا ويبغ قطره 4.5 متر وارتفاعه 15 مترا ويشكل العنق حيث الأعمدة الرخامية والأقواس الثمانية المثلثة الرؤوس البارزة، وجميع تشكيلها يحيط بعصب السلم الدائري، ويعلو هذا الجزء أيضا مقرنصات في طابقين تحمل شرفة دائرية أصغر من سابقتها، كذلك الطابق الخامس وهو أسطواني الشكل قطره 4.5 م وارتفاعه (12) مترا، ويبدأ من أعلى الشرفة السابقة، ويمكن تقسيمه إلى عدة عناصر حيث يبدأ ببناء أسطواني مضلع ينتهي بتاج مشرشف يكون شرفة صغيرة تحمل الجزء العلوي والذي يبدأ ببناء مخروطي تعلوه قبة بصلية هي الأساس لقاعدة الهلال البرونزي المطلي بالذهب عيار 24 (قيراط)، ويصل ارتفاعه إلى نحو 6 أمتار ويبلغ وزنه نحو 4.5 طن ليعلن انتهاء المنارة وتحتوي منائر المسجد النبوي الشريف على لمسة جمالية أخرى تتمثل باستخدام الإنارة الصناعية والتي أضفت تأثيرا جماليا على البناء الشامخ، حيث يحيط الضوء المشع أعلى المنارة، وكأنه يصعد بها إلى الفضاء الأعلى وذلك بتركيب جهاز يعمل بأشعة الليزر وضع على منسوب 86 مترا تقريبا لإعطاء حزمة ضوئية تحدد اتجاه القبلة من على مسافة 50 كيلومتر تقريبا من كل الاتجاهات.