النظام يواصل غاراته الجوية على أحياء حلب.. ومليون ونصف سوري يواجهون مجاعة

العقيد العكيدي لـ«الشرق الأوسط»: إذا تمكنا من القضاء على الفوج 46 نكون قد نفذنا عملية نوعية

TT

تعرضت مناطق سورية عدة لقصف عنيف من قبل قوات الأمن السورية، أمس، حيث سقط أكثر من مائة قتيل في محصلة أولية مساء أمس وعشرات الجرحى، بينما أعلنت مديرة برنامج الغذاء العالمي إثرين كيزن أن «أعداد السوريين الذين يواجهون شبح الجوع ارتفعت إلى 1.5 مليون شخص»، موضحة أن «أعداد السوريين الذين يحتاجون مساعدات غذائية تضاعفت 5 مرات في الأشهر القليلة الماضية».

وقالت المسؤولة الدولية إن «برنامج الغذاء العالمي لا يستطيع مساعدة سوى نصف هذا العدد، في حين أن العمليات العسكرية لم تمكنه من إيصال الطعام إلى المحتاجين»، مشيرة إلى أن «البرنامج بحاجة إلى 60 مليون دولار لمواجهة الزيادة المطردة في أعداد الجوعى من السوريين»، مطالبة المجتمع الدولي بتقديم المزيد من التبرعات.

وفي موازاة ذلك، تابعت قوات الأمن السورية شن غارات جوية على أحياء عدة في حلب، حيث تدور معارك كر وفر بين «الجيش الحر» والجيش النظامي، الذي أعلن أمس استعادته السيطرة على حي العرقوب الكبير، شرق مدينة حلب.

ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن مصدر عسكري تأكيده «الانتهاء من تطهير منطقة العرقوب في حلب من الإرهابيين وإعلانها منطقة آمنة، والاستمرار بتطهير منطقة سليمان الحلبي (المجاورة)»، بينما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية، نقلا عن مصدر عسكري سوري ميداني، بقوله إن «العمليات انتهت في منطقة العرقوب، وعناصر القوات المسلحة يقومون بتفتيش الأبنية شقة وراء شقة للتحقق من عدم وجود متمردين».

ووفق شهود عيان، فإن الشارع الرئيسي في العرقوب تعرض لدمار كبير، حيث انهارت واجهات الأبنية، كما أقام الجيش النظامي حواجز على 3 مداخل للحي ومنع الدخول إليه، لكن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أشار إلى «معارك مستمرة في المنطقة». وقال: «لا يمكن الحديث عن سيطرة طالما المعارك مستمرة».

وقال أحد الناشطين في حلب لـ«الشرق الأوسط» إن «الطائرات المروحية شنت غارات جوية عنيفة على قرية العبلة وأطراف مدينة الباب الواقعة في ريف حلب، مشيرا إلى «تمركز قناصة النظام في أحياء عدة في مدينة حلب، حيث يستهدفون كل ما يتحرك»، وهو ما أشارت إليه الشبكة السورية لحقوق الإنسان، لافتة إلى أن «جثث عدة لقتلى جراء القنص موجودة في الشوارع ولا يتمكن الأهالي من سحبها بسبب القناصة».

في موازاة ذلك، أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن «الجيش السوري الحر تمكن من السيطرة على بلدة كفرلاها وكفرجوم وحررهما من قوات النظام»، في حين أدى القصف العنيف بالطيران الحربي على بلدة كفركرمين إلى سقوط عدد كبير من الجرحى.

وفي بيان لقائد ألوية المعتصم بالله، بثه ناشطون على الإنترنت، أكد العميد الركن أحمد الفج محاصرة مقاتلي «الجيش الحر» للفوج 46 المتمركز قرب أورم الكبرى في ريف حلب وأسر 50 جنديا نظاميا.

وقال قائد المجلس العسكري في حلب العقيد عبد الجبار العكيدي لـ«الشرق الأوسط»، إنه «تم القضاء على 3 حواجز متمركزة حول الفوج وعلى الشبيحة التابعين له في القرى المجاورة وتحرير بلدتي أورم الكبرى والشيخ علي»، مؤكدا أن «الفوج محاصر بشكل كامل من قبل الجيش الحر، ونحاول اقتحامه، بعدما دمرنا عددا كبيرا من آلياته وأسرنا عددا من ضباطه وعناصره».

ووصف العكيدي هذا الفوج النظامي بأنه «الأقوى في حلب، وهو يقصف كل قرى الريف الغربي بالمدفعية والصواريخ»، معتبرا أنه «إذا قدرنا الله للقضاء عليه نكون قد قمنا بعملية نوعية هي الأولى للجيش الحر».

وفي ريف دمشق، تعرضت الأحياء السكنية في قدسيا لإطلاق نار كثيف من قبل حاجز للحرس الجمهوري، بينما اقتحمت قوات الأمن السورية منطقة السيدة زينب لليوم الثاني على التوالي بالدبابات والمدرعات وشنت حملة مداهمات واعتقالات طالت عشرات الشبان وسرقة ونهب وحرق المنازل، وفق ما أعلنته لجان التنسيق المحلية. كما تعرضت بلدة عرطوز والبساتين المحيطة بها في ريف دمشق لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة بينما شهدت بلدة الذيابية اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والجيش النظامي، وفق ما ذكرته شبكة «شام» الإخبارية.

أما في دير الزور، فقد دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية والجيش الحر، وتحديدا في حي الجورة، قبل أن تتمكن قوات الأمن من اقتحامه، وأفادت لجان التنسيق «باستخدامها الأطفال والمدنيين كدروع بشرية».

وكان القصف قد تجدد، أمس، على أحياء البعاجين والعمال في دير الزور، وشهدت أطراف مدينة البوكمال هجمات بالطيران المروحي وقصفت طائرات الـ«ميغ» الحربية حي الجبيلة، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى.

وفي حماه، أشار المرصد السوري إلى «حملة مداهمات واعتقالات في حي الأربعين، ترافقت مع إحراق عدد من المنازل المقتحمة»، في حين تعرضت قرية سوحا للقصف من قبل القوات النظامية التي استخدمت الطائرات.

وفي درعا، اقتحمت قوات الأمن السورية الحي الشرقي في مدينة داعل، بعد قصف استمر حتى ساعات الصباح الأولى، وطال القصف كذلك بلدتي الكرك الشرقي والنعيمة. واستهدف الطيران الحربي بلدة أبطع بقصف عنيف خلال تشييع عدد من قتلى البلدة، فيما أكد ناشطون معارضون سقوط 9 قتلى أعدموا ميدانيا على يد عناصر من «الشبيحة» في الحي الجنوبي لبلدة أبطع، مشيرين إلى قصف بالمدفعية الثقيلة على بلدات النعيمة وبالمروحيات على مدينتي داعل والشيخ مسكين.

وفي حمص، ذكر المرصد السوري أن «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة وقعت في قرية النقيرة وجوبر والسلطانية ومنطقة بحيرة قطينة». وأفادت لجان التنسيق المحلية عن «قصف عنيف جدا بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ وتهدم عدد كبير من المنازل في مدينة الرستن، التي تتعرض للقصف اليومي منذ أكثر من 3 أشهر». كما دارت اشتباكات بين قوات الأمن والجيش الحر، إثر محاولة قوات النظام اقتحام المنطقة.

ووجه أهالي قرية جوسية الحدودية مع لبنان نداءات استغاثة لليوم الخامس على التوالي، أمس، بسبب انقطاع الخبز عنهم والدقيق وأي من المواد الأولية لصنع الخبز، وتفتقد مدينة القصير المجاورة للخبز منذ يومين. كما ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أنه «تم العثور على 11 شخصا مقتولين على أوتوستراد حمص - طرطوس كانوا في حافلة تقلهم في منطقة البقيعة».