الإبراهيمي يبلغ كلينتون بأنه لا يحمل خطة لسوريا.. ولن يتعجل في بلورتها

واشنطن تستعد لإعلان مزيد من المساعدات للمعارضة يوم الجمعة

TT

التقت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مع المبعوث العربي - الدولي الأخضر الإبراهيمي بنيويورك أمس في أول اجتماع بينهما منذ تسلم الإبراهيمي مهمته. وبينما لم يخرج الاجتماع بحلول جديدة، أكد مسؤول أميركي رفيع المستوى بعد الاجتماع أنه حتى الآن ليس لدى الإبراهيمي خطة، مضيفا أن المبعوث الدولي أبلغ كلينتون بأنه «لن يتعجل في طرح خطة على الطاولة»، وبأن الحل الدبلوماسي ليس قريبا. وأضاف المسؤول أن الحوار بين كلينتون والإبراهيمي، الذي استمر قرابة ساعة أمس، كان «واضحا وصريحا».

وأوضح المسؤول الأميركي الذي حضر الاجتماع أن الإبراهيمي ما زال «يبحث عن مجالات ويعمل على بناء عوامل عدة» تدعم حلا دبلوماسيا، وأنه ينوي مواصلة مشاوراته في المرحلة المقبلة، من دون إعطاء أية إشارات حول موعد مرتقب للخروج بخطة لإنقاذ سوريا. وقال المسؤول الأميركي الذي التقى بعدد من الصحافيين بعد الاجتماع إن «وزيرة الخارجية لم تفاجأ بذلك»؛ إذ حرص الإبراهيمي في الأيام الماضية على تكرار موقفه بأنه لا يملك حلا ولن يتعجل في طرح خطة لمعالجة الأزمة. ولكن طرحت كلينتون أسئلة كثيرة على الإبراهيمي الذي أبلغها بأن الرئيس السوري بشار «الأسد ما زال متعنتا في موقفه».

ولفت المسؤول الأميركي إلى ابتعاد واشنطن عن تأييد خطة النقاط الست التي تم الاتفاق عليها في جنيف الصيف الماضي عندما كان كوفي أنان المبعوث العربي - الدولي. وأوضح المسؤول أن رأي الإدارة الأميركية هو أن «الإبراهيمي ورث منصبا من أنان ولكن لم يرث خطة». وأضاف أن كلينتون حثت الإبراهيمي على التواصل مع المعارضة السورية ودعمها للوحدة وبلورة رؤية مشتركة، وهي قضية ما زالت تشكل عائقا لتبني حل سياسي في سوريا مع الخلافات بين العناصر المتعددة في المعارضة.

والتقت كلينتون أمس أيضا برئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي، وبحثا الأزمة السورية، حيث أبلغ ميقاتي كلينتون قلقه من تداعيات الأوضاع في سوريا، خاصة إمكانية استخدام متشددين شمال لبنان لإطلاق هجمات على سوريا. وأفاد المسؤول الأميركي الذي طلب عدم نشر اسمه أن كلينتون «أقرت بهذا التهديد»، لكنها أيضا لفتت إلى «زعزعة الاستقرار» الذي يقوم به حزب الله في سوريا.

وسيتم بحث سوريا في اجتماع مجلس الأمن على مستوى وزاري حول الشرق الأوسط اليوم الذي دعت إليه ألمانيا، وهي تترأس المجلس هذا الشهر. ولكن من غير المتوقع إصدار قرار مرتقب لدعم مهمة الإبراهيمي في المجلس. وقال المسؤول الأميركي إن بلاده لا ترى في الوقت الراهن أنه من المجدي السعي مجددا لإصدار قرار من مجلس الأمن بسبب الموقف الروسي.

وستركز كلينتون خلال مشاركتها في اجتماع اليوم على تقديم الدعم الأمني للدول العربية التي تمر بمرحلة انتقال سياسي، على خلفيات أحداث الأسبوعيين الماضيين، بينما ستبقي مداخلتها الأوسع حول سوريا لاجتماع يوم الجمعة الذي دعت إليه كلينتون حول سوريا. ومن المرتقب أن تعلن الإدارة الأميركية عن مزيد من المساعدات للمعارضة السورية خلال اجتماع يوم الجمعة أيضا، مع التأكيد على أن المساعدات غير فتاكة.