احتجاجات الفيلم المسيء واضطرابات الربيع العربي اختبار صعب لأوباما

دبلوماسيون أميركيون: الرئيس ليس جيدا في إقامة العلاقات الشخصية وغير مهتم بها

أوباما في الأمم المتحدة أمس (أ.ف.ب)
TT

لم ينتظر الرئيس المصري السابق حسني مبارك حتى تتم ترجمة كلمات الرئيس الأميركي باراك أوباما قبل أن يقاطع حديثة قائلا: «أنت لا تفهم هذا الجزء من العالم، فأنت ما زلت صغيرا».

وخلال المكالمة التليفونية العاصفة التي جرت بينهما في مساء يوم 1 فبراير (شباط) 2011، أخبر أوباما مبارك أن خطابه، الذي تمت إذاعته على مسامع مئات الآلاف من المتظاهرين الموجودين في ميدان التحرير بالقاهرة، لم يكن جيدا بالدرجة الكافية، وأن مبارك ينبغي له التنحي، وذلك وفقا لتفاصيل كشفتها «نيويورك تايمز» في تقرير مطول أمس.

وبعد دقائق معدودة، ظهر أوباما متجهم الوجه أمام كثير من الكاميرات التي كانت تحيط به في البهو الكبير في البيت الأبيض، مؤكدا أن نهاية حكم مبارك الذي استمر 30 عاما «يجب أن تبدأ الآن». بهذه الكلمات البسيطة، أنهى أوباما ثلاثة عقود من العلاقات الأميركية مع الحليف الأكثر قوة في العالم العربي، واضعا ثقل الولايات المتحدة بشكل مباشر مع الشارع العربي.

اتسمت هذه الخطوة بالمجازفة الشديدة من جانب الرئيس الأميركي، نظرا لتجاهله نصائح كبار موظفيه في وزارة الخارجية والدفاع، الذين قضوا عقودا طويلة في دعم الحكومة المصرية الثابتة على ولائها لأميركا.

وقالت «نيويورك تايمز» إنه بعد نحو تسعة عشر شهرا، ذهب أوباما إلى وزارة الخارجية الأميركية لمواساة بعض المسؤولين الذين رفض الإصغاء إليهم في البداية، عقب اندلاع المظاهرات المناهضة للولايات المتحدة الأميركية في مصر وليبيا. ففي ليبيا، أدت المظاهرات إلى مقتل أربعة مواطنين أميركيين، بما في ذلك كريستوفر ستيفنز، سفير الولايات المتحدة لدى ليبيا، في الوقت الذي تباطأت فيه الحكومة المصرية الجديدة بقيادة الإخوان المسلمين في إدانة الهجمات على السفارة الأميركية في القاهرة.

امتلأت المحطات التلفزيونية في الولايات المتحدة بصورة العرب الغاضبين من فيلم الفيديو المسيء الذي تم تصويره في الولايات المتحدة، حيث قام هؤلاء المتظاهرون بحرق الأعلام الأميركية وحتى حرق دمى لأوباما نفسه.

ومن خلال حواره الخاص مع موظفي وزارة الخارجية الذين يشعرون بكثير من الحزن، حاول أوباما فهم الأحداث الجارية في المنطقة، حيث أكد أنه عندما كان طفلا في الخارج تعلم كيفية احترام الدبلوماسيين الأميركيين لأنهم يخاطرون بحياتهم من أجل بلدهم، وأضاف أوباما أن هذا العمل - التواصل مع العالم العربي - ينبغي أن يستمر حتى في خضم أعمال العنف الغوغائية، التي أثارت كثيرا من التساؤلات حول ما تستطيع الولايات المتحدة الأميركية القيام به في مثل هذا الإقليم المضطرب.

وقالت «نيويورك تايمز» إن تصريحات أوباما في وزارة الخارجية قبل أسبوعين، وخطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والدروس الصعبة التي تعلمها الرئيس أوباما على مدار عامين تقريبا من الاضطرابات السياسية في العالم العربي، تتلخص في أن الكلمات الجريئة ودعم التطلعات الديمقراطية ليست كافية لخلق حسن النية في هذا الإقليم، لا سيما إذا لم يتعارض ذلك مع مصالح الأمن القومي الأميركي.

وفي الحقيقة، فإن دفاع أوباما الشديد عن المتظاهرين في مصر العام الماضي سرعان ما قاد به إلى اضطرابات سوف تكون بمثابة الاختبار لأحكامه ومزاجه ومهارته السياسية، بينما أدت واقعية أوباما وعدم رغبته في التورط في المستنقعات الخارجية إلى التسبب في ردود فعل كبيرة منذ ذلك الحين، لا سيما في سوريا، حيث يستمر كثير من منتقديه في المطالبة برد فعل أميركي أكثر صرامة على وحشية نظام بشار الأسد.

وقال التقرير إن معالجة أوباما هذه الانتفاضات تبرز أيضا الفجوة الموجودة بين صفتين من صفات شخصيته السياسية: شعوره بأنه الشخص الذي يقوم ببناء الجسور التاريخية مع الأمم والذي يستطيع استعادة صورة أميركا المشرقة في الخارج، وتمسكه الحذر بالمصالح الأميركية على المدى الطويل في مجال الأمن والنفط الرخيص، كما أن الفارق الكبير بين النتائج يتضح وهو نفاد صبره مع أسلوب دبلوماسية الغرف الخلفية القديمة وفشله في المقابل في بناء علاقات شخصية وثيقة مع الزعماء الأجانب، التي من الممكن أن تساعد البيت الأبيض، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، في التأثير على القرارات التي يجري اتخاذها في الخارج. وقال تقرير «نيويورك تايمز» إنه في نواح كثيرة، جاء قرار أوباما بتقديم الدعم الأميركي للتغييرات التي تتم في العالم العربي قبل وقت طويل من قيام البائع المتجول التونسي محمد البوعزيزي بإضرام النيران في نفسه، مما ترتب عليه إشعال تحد سياسي أوسع في المنطقة لعقود مقبلة. تولى أوباما، الذي بدأ حملته الرئاسية في وقت مبكر عن طريق معارضته الحرب على العراق، مهام منصبه في شهر يناير (كانون الثاني) عام 2009، حيث أكد مرارا أنه لن يكرر ما اعتبره أخطاء سلفه في الدفع باتجاه تنفيذ «أجندة الحريات» في العراق وغيرها من البلدان العربية، حسب ما أكد كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية.

وبدلا من ذلك، ركز أوباما على الاحترام والتفاهم المتبادل، فخلال خطابه للعالم العربي الذي ألقاه من القاهرة عام 2009، تحدث الرئيس عن أهمية وجود حكومات «تعكس إرادة الشعوب»، ولكنه عاد وشدد: «ليس هناك خط مستقيم لتحقيق هذا الوعد».

وبعد مرور أسبوعين، وعندما عمت الاحتجاجات الموسعة شوارع إيران عقب الانتخابات الرئاسية المشكوك في نزاهتها، تبنى أوباما لهجة هادئة، حيث انتقد أعمال العنف، ولكنه أردف قائلا إنه لا يريد أن ينظر إليه على أنه يتدخل في سياسات إيران الداخلية.

يؤكد المسؤولون الأميركيون أن أوباما قد عبر عن أسفه بعد مرور عدة أشهر من موقفه الصامت الذي تبناه أثناء الاحتجاجات في إيران، حيث يقول أحد كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته مثل كثير من المسؤولين والدبلوماسيين الأميركيين والعرب الذين شاركوا في هذه المقابلة: «راوده شعور كبير بأنه لن يتعامل مع مثل هذه المواقف بهذه الصورة مرة أخرى».

وعندما اندلعت الاحتجاجات في الشوارع التونسية في شهر يناير (كانون الثاني) عام 2011 اتهم أوباما الغاضب طاقم موظفيه بأنهم لم يكونوا «على مستوى الحدث»، ثم قام الرئيس بدعم المتظاهرين بصورة علنية. ولكن الاختبار الحقيقي لهذا الموقف القوي الذي تبناه أوباما جاء بعد 11 يوما فقط، عندما تجمع آلاف المواطنين المصريين في ميدان التحرير بالقاهرة في «جمعة الغضب».

يقول أحد مساعدي أوباما حسب «نيويورك تايمز» إن الرئيس الأميركي شعر بمدى حاجة الولايات المتحدة الأميركية، وحاجته هو شخصيا، لتبني موقف أخلاقي في هذا الصدد. يؤكد أحد كبار مساعدي أوباما: «كان يعلم أن المتظاهرين يريدون أن يسمعوا رأي الرئيس الأميركي، ولكن ليس أي رئيس أميركي»، مضيفا: «إنهم كانوا يريدون أن يسمعوا من الرئيس الأميركي»، وبعبارة أخرى، كانوا يريدون أن يسمعوا من أول رئيس أسود للولايات المتحدة الأميركية، الذي يعد في حد ذاته رمزا لإمكانية حدوث التغيير. وأشار التقرير إلى أن أوباما كان وقتها لا يزال جديدا نسبيا على كرسي الرئاسة، ولم يكن قد تمكن بعد من بناء تلك العلاقات الحميمية التي تملكها عائلة بوش مع المسؤولين السعوديين على سبيل المثال.

وعقب المكالمة التليفونية المضطربة بين الرئيسين الأميركي والمصري يوم 28 يناير (كانون الثاني) عام 2011، قام أوباما بإرسال فرانك ويزنر، أحد كبار الدبلوماسيين الأميركيين الذي يمتلك خبرة طويلة في مصر، إلى القاهرة لتوجيه نداء شخصي للرئيس المصري السابق، ولكن مبارك رفض هذا النداء. وفي هذه الأثناء، تصاعدت وتيرة الغضب والاستياء في شوارع القاهرة، مما قاد أوباما إلى لحظة حساب جديدة يوم 1 من فبراير (شباط) 2011.

وبعد ظهيرة ذلك اليوم، كان كبار مسؤولي الأمن القومي الأميركيين يعقدون اجتماعا في غرفة العمليات في البيت الأبيض ليقرروا ماذا ينبغي لهم فعله إزاء الموقف المتدهور في مصر. وبعد مرور ثلاثين دقيقة، انفتح الباب ودخل الرئيس إلى الغرفة، التي كانت تضم كبار الشخصيات في الإدارة الأميركية، حيث كان من بين الحضور جوزيف بايدن نائب الرئيس الأميركي، وهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية، وروبرت غيتس وزير الدفاع، والأدميرال مايك مولين رئيس هيئة الأركان المشتركة، وتوم دونيلون مستشار الأمن القومي، فضلا عن مارغريت سكوبي السفيرة الأميركية في القاهرة، التي ظهرت عبر شاشات الفيديو. لم يكن الموضوع المطروح على طاولة المناقشات واردا على الإطلاق قبل أسبوع واحد، حيث كان المجتمعون يناقشون أمرا واحدا: هل ينبغي أن يدعو أوباما إلى تنحي مبارك؟

وفي وسط هذا الاجتماع، دخل أحد المساعدين إلى الغرفة وسلم دونيلون ورقة مكتوبا فيها «مبارك يلقي خطابا الآن»، التي قرأها دونيلون بصوت عال.

تحولت كل الشاشات في غرفة العمليات إلى قناة «الجزيرة»، حيث ظهر الرئيس المصري وهو يلقي بخطاب طال انتظاره. قال مبارك إنه لن يرشح نفسه للرئاسة مرة أخرى، ولكنه لم يقدم استقالته من منصبه، حيث قال: «مصر بلدي.. وسأموت على أرضها».

عم الصمت غرفة العمليات، ثم تحدث الرئيس قائلا: «لن يوقف هذا الخطاب الاحتجاجات».

وقال تقرير «نيويورك تايمز» إن الرئيس الأميركي الشاب وقف مع المتظاهرين ضد مشورة كبار مستشاريه من أجل وضع نهاية للحرس القديم الذي يحكم مصر منذ فترة طويلة. وفي غرفة العمليات، رفض روبرت غيتس والأميرال مولين وجيفري فيلتمان، الذي كان يشغل وقتها منصب مساعد وزيرة الخارجية، وغيرهم كثير، التصريحات التي كان من المقرر أن يدلي بها أوباما، التي سيقول فيها إن مبارك «يجب أن يبدأ في نقل السلطة الآن»، مؤكدين أنها كانت عدوانية للغاية.

قال كبار مسؤولي الإدارة الأميركية لأوباما إن مبارك قد وقف بثبات إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية على الرغم من معارضة الشعب المصري نفسه، ولكن الرئيس رد عليهم بسرعة قائلا: «إذا لم تكن كلمة (الآن) موجودة في تصريحاتي، فلن يكون هناك أي جدوى من خروجي لوسائل الإعلام للحديث حول هذا الموضوع».

يؤكد جون برينان، كبير مستشاري الرئيس أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب، أن الرئيس قد تمكن مبكرا من فهم ما عجز الآخرون عن فهمه، ألا وهو أن ثورات الربيع العربي كانت لها قواعد شعبية. وفي إحدى المقابلات، قال برينان: «كثير من الناس كانوا يؤكدون أن مثل هذا الأمر لم يكن حتمي الحدوث»، مضيفا: «ولكنني أعتقد أن هذا ما رآه الرئيس بمنتهي الوضوح، أن هذا الأمر أصبح واقعا لا محالة وأن الوضع لن يعود إلى طبيعته أبدا، وأن كل ما يمكن القيام به هو تأجيل حدوثه عن طريق القمع وسفك الدماء».

ولذا، لم يتم حذف كلمة «الآن» من خطاب أوباما. وبعد 10 أيام فقط، تنحى مبارك عن حكم مصر. وحتى بعد ملاحظات الرئيس أوباما، كانت كلينتون تشدد صراحة على تخوفها من أن تمثل الإطاحة السريعة بمبارك تهديدا على انتقال البلاد نحو الديمقراطية.

وفي نهاية المطاف، أثنى كثير من المستشارين الذين عارضوا موقف أوباما في البداية، على بصيرة الرئيس في هذا الصدد، ولكن كانت هناك عواقب أخرى لهذا الأمر، وسرعان ما كشفت هذه العواقب عن نفسها.

وأشار التقرير إلى موقف أوباما مما حدث في البحرين في فبراير من العام نفسه بعد ذلك؛ حيث نظر في البداية إليه على أنه مثل بقية الثورات العربية، وقال إن رسالته إلى القادة العرب هي: «إذا كنتم تحكمون هذه البلدان، فعليكم أن تسبقوا التغيير»، لكنه ظل صامتا بعد أن أثار غضب المسؤولين الخليجيين الذين كان بعضهم يؤكد، وفقا لدبلوماسيين أميركيين وعرب، أنه كان يمكن تسهيل خروج مبارك من الحكم بهدوء.

وفي يوم 14 مارس (آذار)، استيقظ مسؤولو البيت الأبيض على دخول قوات «درع الجزيرة» إلى البحرين وإخلاء «دوار اللؤلؤة»، وهي الخطوة التي انتقدها أوباما بينما دعت كلينتون «جميع الأطراف إلى الهدوء وضبط النفس» والدخول في «حوار سياسي».

ونقلت «نيويورك تايمز» عن محللين قولهم إن الإدارة الأميركية كان بإمكانها التوسط بصورة أكثر فعالية بين الحكومة البحرينية والمتظاهرين الشيعة، وبالتالي تجنب ما تحول إلى أزمة طائفية. كما أكد أحد الدبلوماسيين الأميركيين، الذي كان موجودا في البحرين في ذلك الوقت، أنه لو كان أوباما يمتلك علاقات وثيقة مع السعوديين، فربما كان سينجح في دفع السلطات البحرينية وحزب المعارضة الشيعي الرئيسي في البحرين، جمعية الوفاق، إلى الجلوس معا إلى طاولة المفاوضات. وقالت «نيويورك تايمز» إن انتقادات هيلاري كلينتون في ما يتعلق بقوات «درع الجزيرة» أدت إلى إغضاب المسؤولين في دولة الإمارات التي شارك جيشها في قوة «درع الجزيرة».

وقالت «نيويورك تايمز» إن الإمارات هددت بالانسحاب من الائتلاف الذي كان يجري التحضير له لدعم توجيه ضربات جوية يقودها حلف شمال الأطلنطي (الناتو) ضد قوات العقيد معمر القذافي في ليبيا. وأصروا على أن تصدر هيلاري كلينتون بيانا لسحب أي اتهام كانت قد وجهته للعمليات الجارية في البحرين، وذلك وفقا لما أكده لـ«نيويورك تايمز» بعض الدبلوماسيين العرب والغربيين المطلعين على بواطن الأمور.

ونقل التقرير عن دبلوماسيين عرب وأميركيين أن التوترات بين أوباما والبلدان الخليجية كانت نابعة من إحدى السمات الشخصية لأوباما: ألا وهي عدم قيامه ببناء كثير من العلاقات الشخصية مع الزعماء الأجانب. يقول دبلوماسي أميركي: «إنه ليس جيدا في بناء العلاقات الشخصية، حيث إن هذا الأمر لا يثير اهتمامه»، مضيفا: «ولكن مثل هذه العلاقات تعتبر أمرا جوهريا في منطقة الشرق الأوسط، وغيابها يحرم واشنطن من القدرة على التأثير في القرارات التي يتخذها هؤلاء القادة».

ونقلت «نيويورك تايمز» عن بعض المسؤولين العرب هذا الشعور، حيث يصفون أوباما بالرجل البارد والمثقف الذي يقلل من أهمية وجود الكيمياء الشخصية في السياسات. يقول أحد الدبلوماسيين العرب الذي يتمتع بخبرة طويلة في واشنطن: «لا يمكنك إصلاح مثل هذه المشكلات بجهاز التحكم عن بعد. إنه ليس لديه أية أصدقاء بين الزعماء الدوليين».

ويؤكد مستشارو أوباما أنه يصبح أكثر فعالية عندما يقوم بالاتصال شخصيا بالزعماء الدوليين، مثل المكالمة الهاتفية التي أجراها الأسبوع الماضي مع الرئيس المصري الجديد الدكتور محمد مرسي؛ فبعد رد الفعل الفاتر الذي أظهره مرسي تجاه الهجمات التي تم شنها على مقر السفارة الأميركية في القاهرة، طلب أوباما، الذي ضاق ذرعا، من الرئيس المصري التعبير عن دعمه، وهو ما حصل عليه في خلال ساعة واحدة.

يقول بن رودس، مساعد مستشار الأمن القومي الأميركي: «إذا استمر في الطلب من الآخرين طيلة الوقت، فسوف يتناقض هذا مع تأكيدنا أننا لن نملي أي قرار على أية دولة».

وعلى الرغم من ذلك، فإنه لا يزال هناك بعض القلق الذي يساور الإدارة الأميركية والذي يتمثل في إمكانية خروج الأحداث عن السيطرة في أي وقت، مما سيجعل الرئيس ومستشاريه يفكرون مرة أخرى في اعتقادهم بأن الدعم الأميركي المبكر لثورات الربيع العربي سوف يؤدي إلى القضاء على السخط الشعبي ضد الولايات المتحدة الأميركية.

وعلى سبيل المثال، يقول فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية السابق: «أعتقد أن الحدث الأكثر إثارة للقلق من الناحية السياسية هو الهجوم على السفارة الأميركية»، حيث قام المتظاهرون الغاضبون باقتحام مقر السفارة الأميركية لدى تونس في الأسبوع الماضي - في الدولة التي كانت معروفة سابقة بالاعتدال والعلمانية - على الرغم من دعم أوباما المبكر لحركة الديمقراطية هناك، ويضيف فيلتمان: «هذا الأمر يجعلني أتشكك في الأمور التي كنت أعتقد أنني أدركها تماما في الماضي».