خادم الحرمين الشريفين: نناشد عقلاء العالم التصدي لكل من يحاول الإساءة إلى الديانات السماوية أو الأنبياء والرسل

هنأ المواطنين باليوم الوطني خلال استقبال في المدينة المنورة

خادم الحرمين الشريفين لدى استقباله المواطنين المهنئين له بسلامة الوصول بحضور ولي العهد في المدينة المنورة أمس ( واس )
TT

قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز: «نناشد (عقلاء العالم) التصدي لكل من يحاول الإساءة إلى الديانات السماوية أو إلى الأنبياء والرسل». وأضاف «كما نناشد كل عقلاء العالم التصدي لكل من يحاول الإساءة إلى الديانات السماوية أو إلى الأنبياء والرسل».

جاء ذلك، في كلمة ألقاها خادم الحرمين الشريفين خلال استقباله ليلة أمس، الأمراء والوزراء والعلماء وكبار المسؤولين والمواطنين، الذين قدموا للسلام عليه وتهنئته بالوصول، وذلك في قصر طيبة بالمدينة المنورة. حضر الاستقبال الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.

وجاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين على النحو التالي: «بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أيها الإخوة الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: من طيبة الطيبة، وأرض الهجرة، ومن جوار مسجد نبينا محمد، عليه أفضل الصلاة والسلام، يسرني أن ألتقي بكم وأخاطبكم في كل مكان في وطن الوحدة والعقيدة والعزة والكرامة، شاكرين وحامدين الله على نعمة الإسلام، دين الرحمة والتسامح والمساواة.

لقد أكرمنا الله سبحانه بشرف خدمة الحرمين الشريفين، وما أعظمها وما أجلها من خدمة، وإن إيماننا بالحق تعالى نستمد منه عزيمتنا وقوتنا في الدفاع عن شريعتنا وعقيدتنا، وعن نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، في وجه كل حاقد أو كاره أو مبغض لذلك، وسنبقى ثابتين على ذلك لا نتراجع عنه إلى يوم الدين، إن شاء الله، كما نناشد كل عقلاء العالم التصدي لكل من يحاول الإساءة إلى الديانات السماوية أو إلى الأنبياء والرسل».

وأضاف «أيها الشعب الكريم: يسعدني أن أهنئكم جميعا باليوم الوطني، اليوم الذي سار فيه أجدادكم خلف قائدهم الملك الموحد عبد العزيز - يرحمهم الله جميعا - وصنعوا ملحمة تاريخية جاءت ثمارها وحدة هذا الوطن الذي نفخر به جميعا، وطن التوحيد والوحدة والكرامة، وطن يحتضن الحرمين الشريفين وسيظل، إن شاء الله، حاملا راية التوحيد ومدافعا عن العقيدة الإسلامية».

وتابع «أيها الإخوة الكرام، إننا وإذ أعلنا بالأمس عن اعتماد توسعة مسجد رسولنا الكريم محمد، صلى الله عليه وسلم، سائلين الله تعالى أن يكون في ذلك توفير لسبل الراحة لكل معتمر وزائر لمسجد نبينا، عليه أفضل الصلاة والسلام، راجين من الله، جل جلاله، العفو والمغفرة إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

حضر الاستقبال الأمير فيصل بن محمد بن سعود الكبير، والأمير أحمد بن عبد العزيز وزير الداخلية، والأمير مقرن بن عبد العزيز المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، والأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة.

إلى ذلك استقبل خادم الحرمين الشريفين، الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد مستشار خادم الحرمين الشريفين نائب رئيس وقف الملك عبد الله لوالديه بالمدينة المنورة وأعضاء الوقف الشيح عبد المحسن المحيسن والشيخ عبد الرحمن الحصين والشيخ عبد العزيز الجربوع والشيخ عبد الباري الثبيتي. وذلك في قصر طيبة بالمدينة المنورة ليلة أمس.

ومع مغادرة آخر زائر للمسجد النبوي الشريف بعد موسم الحج لهذا العام، تشرع المعدات والأدوات الثقيلة في بداية العمل في أكبر توسعة يشهدها الحرم النبوي على مر تاريخه، منذ أن بركت ناقة الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، وحتى 1433هـ، بعد أن قال خادم الحرمين الشريفين ليلة أول من أمس، إيذانا ببدء المشروع «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم وعلى بركة الله».

واستبشر المسلمون بالمشروع المعلن عنه في نهاية يونيو (حزيران) الماضي باستكمال توسعة الحرم النبوي الشريف التي أعلن عنها الملك عبد الله في 2005 وقتما تولى مقاليد الحكم في البلاد.

ومنذ بداية التوسعة السابقة، وحتى التوسعة الحالية، يواصل خادم الحرمين الشريفين التوجيه بسرعة التنفيذ، وتجلى ذلك في كلمة الشيخ عبد الرحمن السديس، الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين وإمام المسجد الحرام، في كلمة بمناسبة وضع حجر الأساس لتوسعة المسجد النبوي، إذ قال: «خادم الحرمين الشريفين: لقد أمرتم بهذه التوسعة الشاملة الكبرى التي تعد أكبر توسعة في التاريخ للمسجد النبوي الشريف، كما وجهتم بسرعة التنفيذ والإنجاز ليتحقق التميز والإعجاز وليكون العمل على مرحلة واحدة دائمة مشمخرة بعدما كان مقررا تنفيذها على ثلاث مراحل».

وعلى مساحة 125 ألف متر مربع، تتيح التوسعة استيعاب المسجد لنحو ثلاثة ملايين مصل، وتشمل التوسعة بحسب الشيخ السديس «مسطحات بناء إجمالية تقدر بنحو مليون متر مربع، مع إضافة بوابة رئيسية للتوسعة الجديدة بمنارتين رئيسيتين وأربع منارات جانبية». وقال: «إن العمل سيكون على مرحلة واحدة دائمة بعدما كان مقررا تنفيذها على ثلاث مراحل»، مبينا أن «التوسعة ستوفر أماكن للصلاة بالأدوار المختلفة تقدر بأكثر من ثلاثة أضعاف المساحة الحالية وقدرتها الاستيعابية»، لتأتي متواكبة مع تزايد أعداد الحجاج والمعتمرين والزائرين الذين قال الشيخ السديس، إنهم «سيودعون بهذا المشروع التاريخي مشكلة الزحام إلى الأبد»، مبينا أنه سيكون لهذه الإنجازات التاريخية «أثرها الإيجابي البالغ في أداء الحرمين الشريفين رسالتهما الإسلامية العظيمة في نشر الخير والأمن والوسطية والاعتدال والسلام والمحبة والتسامح والحوار والوئام».

وقال: «فلتهنأ يا خادم الحرمين الشريفين بهذا العمل الجليل ولتهنأ الأمة الإسلامية بهذا المجد الأثيل الذي يعد مفخرة من مفاخر ميمون عهدكم ومأثرة من مآثر ذوائب مجدكم»، داعيا الله أن يمد في عمره متوجا بالتوفيق والتسديد والعون والتأييد، وأن يقر عينيه قريبا بافتتاح التوسعة المباركة، وأن يشد أزره بالأمير سلمان بن عبد العزيز، مزجيا الشكر للأمير عبد العزيز بن ماجد، أمير منطقة المدينة المنورة، ولجميع العاملين في تنفيذ المشروع.

وتعد زيارة خادم الحرمين الشريفين الثالثة منذ توليه مقاليد الحكم إلى المدينة المنورة. وكان الملك عبد الله قال كلمته الشهيرة ضمن الزيارة الأولى للمدينة المنورة في 2005: «إن الجلالة للرب عز وجل، والمولى هو الله عز وجل ولا تقال لأي فرد»، بهذه العبارة استهل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لقاءه الأول بأهالي المدينة المنورة.

وتبعت هذه الكلمات قرارات تنموية بشرت أهالي المدينة المنورة على المستوى الصحي والاقتصادي، وتمثلت في الزيارة الثانية التي أمر فيها بتطوير مطار الأمير محمد بن عبد العزيز بالمدينة المنورة إلى مطار دولي وتوسعة طاقته الاستيعابية، والتي يجري العمل فيها على قدم وساق لإنهائه بعد فوز تحالف دولي بتشغيل المطار، حيث سيتيح مشروع التوسعة مضاعفة قدرة المطار على استقبال الركاب لتصل إلى 8 ملايين مسافر في غضون السنوات القليلة المقبلة. وقد تم تقييم المشروع بأن تكلفته الإجمالية تصل إلى 1.2 مليار دولار.

كما شهدت الزيارة تأسيس مشروع مدينة المعرفة الاقتصادية والتي تقدر مساحتها بنحو 4.8 مليون متر مربع وتصل المساحة المبنية نحو 9 ملايين متر مربع. وتهدف إلى جذب استثمارات تقدر بـ25 مليار ريال، وستوفر 20000 فرصة عمل جديدة.

وفي المجال الصحي، أمر خادم الحرمين الشريفين بإنشاء مدينة الملك عبد الله الطبية بمساحة إجمالية تبلغ 558 ألف متر مربع، في مجال الصحة مقسمة على 3 مستشفيات رئيسية.