استهداف مركز أمني يحتل مدرسة الشهداء جنوب العاصمة

النظام حول المدارس والمشافي والأبنية الحكومية في المناطق الساخنة إلى ثكنات عسكرية

رجال الإطفاء يقومون بإخماد النيران بعد أن فجر الثوار مركزا أمنيا مقره إحدى مدارس دمشق (أ.ف.ب)
TT

شهدت مدرسة الشهداء تفجيرا صباح أمس في منطقة الطبالة الواصلة بين منطقة الباب الشرقي في العاصمة والأحياء الجنوبية وكل ضواحي ريف دمشق الجنوبية التي تتعرض لعمليات عسكرية موسعة وقصف متواصل، وكشف هذا التفجير الذي استهدف تجمعا أمنيا في المدرسة عن استخدام النظام للمباني الحكومية والمدارس كثكنات عسكرية في المناطق المدنية، تضاف إلى المقرات الأمنية التي هي بالأساس متمركزة داخل الأحياء السكنية. وبحسب سكان العاصمة، فإن كثيرا من المدارس في المناطق الساخنة باتت مقرا لقوات الأمن ومنطلقا للقصف الصاروخي أو المدفعي على الأحياء والمناطق الثائرة، كنقاط ارتكاز جديدة غير معروفة، سوى من سكان تلك المناطق، وهذه هي المرة الأولى التي يتم خلالها استهداف مدرسة من تلك التي تحولت إلى مقرات للشبيحة والأمن، مع الإشارة إلى أن قوات النظام دأبت منذ بداية الأزمة على استخدام المباني الحكومية العالية لتمركز القناصة، وبالأخص المدارس والمقرات الحزبية، ومنها ما تحول إلى مراكز لتخزين السلاح والذخيرة، وأخرى لتجمع الأمن والشبيحة واللجان الشعبية، لقربها من المواقع المستهدفة بالقمع وأيضا للتمويه.

وأفاد ناشطون باستخدام النظام مدرسة الشهداء في منطقة الطبالة عند دوار البيطرة كغرفة عمليات تشهد اجتماعات للفرق الأمن والشبيحة المكلفة بقمع الاحتجاجات في أحياء الحجر الأسود والتضامن والسبينة والسيدة زينب وغيرها، كما كانت قاعدة للقصف على تلك المناطق.

ويوم أمس تضاربت المعلومات حول التفجير الذي وقع في مدرسة الشهداء في العاصمة دمشق على طريق المطار، حيث تبنت أكثر من جهة العملية، مثل لواء التوحيد والمجلس العسكري في دمشق وأنصار الإسلام، إلا أن أبرزها لواء «أحفاد الرسول في سوريا»، كما أقرت وسائل الإعلام الرسمية بوقوع انفجار عبوتين ناسفتين في مدرسة الشهداء أدى إلى إصابة 7 أشخاص بجروح.

وقال بيان صادر عن لواء أحفاد الرسول إنهم قاموا بتنفيذ «عملية نوعية تتمثل باستهداف مدرسة أبناء الشهداء جانب فرع فلسطين على طريق المطار، التي تعتبر مقرا أساسيا للأمن والشبيحة في مدينة دمشق»، وأسفرت العملية النوعية عن مقتل أكثر من «60 ضابطا و30 صف ضابط و90 مجندا و300 شبيح»، من بينهم اللواء محمد أيمن عثمان وعميدان و4 عقداء، وعددا كبيرا من شبيحة شارع نسرين وحي بستان الدور ومناطق أخرى. وتوعد لواء أحفاد الرسول النظام بـ«الرد الثوري العسكري القاسي» على «الاستمرار بقصف المدن ودك المناطق المختلفة والقيام بإعدامات ميدانية ومجازر يندى لها جبين الإنسانية، وبحسب المكتب الإعلامي لألوية أحفاد الرسول؛ فقد تم زرع 7 عبوات ناسفة في خزانات تحت الأبنية، وعبوتين في الطابق الأول وعبوتين مكان الاجتماع، وأن ذلك تم مع خلال تجنيد عناصر من داخل المقر الأمني مقابل المال.

من جانبه، قال التلفزيون الرسمي إن «عبوتين ناسفتين انفجرتا في مبنى مدارس بالعاصمة دمشق، مما أدى لإصابة 7 أشخاص بجروح»، ونقلت وسائل إعلام سورية عن مصدر مسؤول في محافظة دمشق قوله: «إن انفجار العبوتين اللتين تم زرعهما بجانب فندق الطلاب ومبنى المسرح في «مدارس أبناء الشهداء» تسبب في اندلاع حريق في المكانين، وإصابة 7 أشخاص إصابات طفيفة، ووقوع أضرار مادية بسيطة».

واتهم المسؤول (الذي لم يكشف عن هويته) «عناصر إرهابية مسلحة» بزراعة العبوتين. وقال شهود عيان إنهم رأوا أعمدة دخان أسود تتصاعد من موقع الانفجار صباح أمس، كما بث ناشطون مقاطع فيديو تظهر مشاهدة أعمدة الدخان من منطقة بعيدة.

ويشار إلى أنه سبق أن وقع تفجير مماثل ناجم عن عبوتين ناسفتين، في وقت سابق من الشهر الحالي، قرب كتيبة الحراسة في مبنى هيئة الأركان العامة في شارع المهدي بن بركة في حي أبو رمانة بدمشق، قالت السلطات إنه أسفر عن إصابة 4 أشخاص بجروح، بينما قالت مصادر في الجيش الحر إن العشرات من الشبيحة قضوا في التفجير. وشهدت مدينة دمشق عدة تفجيرات استهدفت مقرات أمنية وعسكرية.

ولا جديد في استخدام النظام للمدارس والأبنية الحكومية كثكنات عسكرية أو مراكز أمنية، فقد سبق أن استهدفت مدارس ومستشفيات في محافظة حمص من قبل الجيش الحر، والشهر الماضي قامت عدة كتائب في الجيش الحر بعملية كبيرة في مدينة القصير القريبة من الحدود مع شمال لبنان، تم خلالها استهداف مبنى المشفى الوطني حيث تم حفر نفق يصب تحت المشفى الذي تحول إلى ثكنة عسكرية فيه أكثر من 100 جندي وعدد من الدبابات والآليات، وقامت كتائب الجيش الحر بتفخيخ النفق ثم تفجيره قبل الهجوم عليه، حيث وقع اشتباك قضى فيه نحو 9 مقاتلين من الجيش الحر وعدد غير معروف من القوات النظامية. بحسب ما قالته مصادر في الجيش الحر في حمص، التي لا تزال تدرج عددا من المدارس والمراكز الثقافية والأبنية الحكومية المدنية التي يحتمي بها جيش النظام على قائمة الأهداف.